المقالات

التوازن في الخطاب السياسي

660 22:54:00 2012-12-01

محمد رشيد القره غولي

إن تعدد الأطياف في العراق من النواحي الاثنية و العرقية و الدينية و المذهبية، جعله غنيا بالآراء و المفاهيم المختلفة و هي في حد ذاتها سلاح ذو حدين، فالاختلاف بمفهومه الحقيقي له ايجابيات يثري بها الفكر الإنساني لان فيه حراك فكري يسبب تعدد في وجهات النظر التي تخرج العقل البشري من حالة الانجماد و التقوقع تحت مفهوم واحد او فكرة واحدة الى تعددها و جعل المختلفين في بحث متواصل للوصول إلى المفهوم الحقيقي او النتيجة الواقعية. كما انه قد يكون - اعني الاختلاف - طريقا نحو التصارع و التقاتل لفرض احد الأطراف رأيه على حساب الطرف الآخر و غالبا أصحابه لم يفهموا معنى الاختلاف بحقيقته و غالبا ما نجدهم من أصحاب الفكر المتدني لأنهم لم يروا في هذا الكون من اختلاف و في أنفسهم و في الأقوام التي تعيش على هذه المعمورة، أي إن الاختلاف سنة من سنن الحياة و يجب ان ندركها كما نحاول إدراك السنن الأخرى. لذا نجد ان أكثر الناس تفهما للاختلاف هم أصحاب العلم و المعرفة و الفكر النير، و هم دائما يحاولون ان يكونوا الوسطاء بين المختلفين للحيلولة دون تفاقم اختلافهم الى خلاف دموي او يتحول الى تسقيط شخصي لكلا الطرفين. و اللطيف ان أصحاب الخلاف الكثير منهم يدرك كيف الشعوب تناحرت و تصارعت و في نهاية المطاف تجلس و تصل الى المشترك و تشق حياتها و كان الزمن كفيلا لتذليل الكثير مما كانوا يختلفون عليه و تصبح وجهات نظر يحترمها كلا الطرفين بل يصبح اختلافهم طريقا للوصول إلى نتيجة ترضي الأطراف جميعا. اننا نقرا غالبا من خلال خطب سماحة السيد عمار الحكيم المحترم كيف يحاول الحد من هذه الظاهرة بين السياسيين و اعني الخلاف الذي يجرهم إلى الصراع الإعلامي و كيل التهم و التسقيط العلني، فهو يحاول جهده ليجد أرضية مشتركة بينهم و هذه الأرضية هو العراق و الكل مسئول في إنجاح العملية السياسية و دفع البلد نحو المعلوم لا المجهول كما هو الحال اليوم، فلو كان هناك آذان صاغية و تواضع بين المختلفين لما وصلنا الى هذه الفرقة التي تزداد هوة بسبب الميول الغريزي لكل منهم. لذا ندعو الى ان يكون الخطاب السياسي متوازنا وفق مهنية عالية لأننا نجد هناك القلة ممن لديه مهنية في هذا المجال بل و مع الأسف نرى نزعات لا تمت للسياسة بشيء و هي مهينة لهم و لا نقبل لهم الاهانة مهما اختلفنا معهم بل ندعوهم الى نبذ الفرقة و التواضع من اجل العراق لا ان يتكبروا و كل واحد منهم يتصور نفسه كانه الأعلم من الآخرين لأننا نجد من لديه جهلا مركبا في حاله و هو أعظم أنواع الجهل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك