أولا يتعين أن نعترف أن لكل منا قناعاته وعقائده المستقرة في عمق تفكيرنا، وهي بالتأكيد مختلفة من فرد الى فرد، ومن جماعة أعتناقية الى جماعة أخرى. لكن بالمقابل ثمة الكثير من حبال الوصل بيننا كعراقيين من خلال المشترك العقائدي او الاخلاقي أو الميداني، وأن بيننا ثوابت هي بمثابة جسور متينة نتحدث جميعا عن رغبات في أن تدعم دعائمها يوما بعد يوم، لكن في معظم الأحوال هي مجرد رغبات في الصدور في أفضل الأحوال، وهو في الموروث الديني اضعف الإيمان، " أذكركم بحديث رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره....فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"...
هذه الثوابت التي أتحدث عنها بعنوانها الواسع هناك من أحترف تقطيعها بمقص مسموم, أما لتحقيق مآرب ذاتية مريضة قوامها أنا ومن بعدي الطوفان! أو لأنه تحول الى كماشة نار بيد لاعب خارجي لنا معه وِتْر تاريخي، أو الأثنين معا!..والنموذج الأخير "نموذج كماشة النار بيد اللاعب الخارجي" ، مثاله الأوضح نائب مريض بموهومة العدو الإيراني الأفتراضي..هذا النائب وهو من القائمة التي أطلقت على نفسها أسم القائمة العراقية يعتقد بأن أرضاء أسياده ـ وهم متعددين ـ من أقصى الغرب الى أقصى شرقه..من أمريكا الى السعودية . لن يتم إلا بالتهجم على أيران وعلى من له صلة معها...!
ولا يختلف العقلاء على مبسطة أن الأوطان ليست خيمة شعر يمكن طيها والرحيل بها الى حيث الكلأ كموطن مؤقت كما يفعل الرعاة، وماذامت الأوطان ليست كذلك، وأنها مستقر من جبال رواسي وسهول وأنهار لا يمكن أن تحملها كل "بعران" أعمام هذا النائب، وأن لهذا المستقر جيران يحدونه من ست جهات، فلا بد من القبول بهذه الجيرة وأنشاء علاقات بناءة تعود بالنفع على الشعب العراقي ودولته الناهضة، وباقي شعوب الجيران ودولهم، ذلك لأن ليس بالأمكان الرحيل بالعراق الى جوار بيروت التي يحب النائب أياه التسكع في مواخير شارع الحمراء فيها..كما أنه ليس بالأمكان صناعة بلدوزر عملاق يدفع إيران بعيدا عنا نحو الشرق مثلا كما يرغب صاحبنا المصاب بمرض أسمه أيران... وللتذكير ايضا نقول أن أمنية "ياليت بيني وبين فارس جبل من نار" صارت عقيدة تسقى بالدماء بالدماء دوما...!
إيران والعراق جارين أزليين ، وأعتق من العتيق، وإن تبدلت الأنظمة الحاكمة، ونفس الأزلية تنطبق على تركيا وباقي الجيران.. واذا كان ثمة خلل في ميزان العلاقة مع الجيران، فهو بالتأكيد ليس مع أيران، بل مع أهل نعمة صاحبنا المصاب بمرض أسمه أيران...
كلام قبل السلام:أكثر الأصوات ضجيجا أقلها إستماعا ..!
كلام قبل السلام:
سلام...
https://telegram.me/buratha