خضير العواد
أحداث غزة الأخيرة قد وضعت النقاط على الحروف وأظهرت حقائق الأفكار والمواقف ، من عشرات السنين والنظام العربي يرفض المواجهة ويطبل للسلام وأسترجاع الأرض من خلال المفاوضات ، بل اصبح النظام العربي من ألد أعداء التنظيمات المقاومة ويرفضها جملةً وتفصيلا بل وصل به الأمر الى محاصرة غزة بسبب سيطرة التنظيمات المقاومة عليها كحماس والجهاد الإسلامي ، ودخل في حرب عمياء ومدمرة من أجل ضرب حزب الله عن طريق تغير الحكومة السورية التي تؤيد وتساعد وتدعم كل الفصائل المقاومة ، فقد حرق هذا النظام المتخاذل والجاهل بكل ما للكلمة من معنى سوريا وشعبها الآبي وأضعفها من خلال إدخالها في هذه الحرب الإستنزافية القاتلة التي أحرقت الأخضر واليابس في هذا البلد الجميل والأمن ، كل هذا من أجل تنفيذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تريد تهيئة الأجواء للبلد الصهيوني أن يجد محط قدم له ما بين بلدان الشرق الأوسط ، فقد أصبحت قطر وتركيا والسعودية عبارة عن أدوات منفذة لكل المؤامرات الغربية بل قيادات هذه الدول عبارة عن عبيد بيد أمريكا وإسرائيل يأتمرون بأمرهم ويفزعون الى نصرتهم ويجاهدون في الدفاع عنهم حتى أصبح هذا الثلاثي عبارة عن مثلث للشر الذي يهدد قضايا الأمة المصيرية والله سبحانه وتعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )(سورة المائدة أية 51)، وقد أظهرت أحداث غزة الأخيرة حقيقة هذا المثلث الذي أنتفض فزعاً على وليّ أمره إسرائيل وهو يشاهد مدنها وفي مقدمتها عاصمتها تل أبيب تقصف ولأول مرة من قبل المقاومة الفلسطينية بصواريخ فجر الإيرانية أو التي هُربت من ليبيا ، فقد تحرك هذا المثلث السيء الصيت من أجل أربع أهداف الأول: إنقاذ إسرائيل من الفشل وعار الهزيمة وتمزيق صورتها والى الأبد ، الثاني : حماية شعبها ومدنها من الهجمات الصاروخية ألثالث : سرقة النصر والحفاظ على ماء الوجه أمام الشعوب العربية بعد لمعان صورة إيران من خلال صواريخها التي أخافت الشعب الصهيوني ، الرابع : دفع مصر بقيادة مرسي لقيادة الأمة العربية لمواجهة شعبية إيران المتزايدة في المنطقة ، فقد تحققت النقطة الأولى والثانية من خلال الضغط على قيادات حماس وبقية الفصائل الفلسطينية التي قبلت بالهدنة ووقف إطلاق الصواريخ ، أما الهدف الثالث فقد فشلت بتحقيقه بالرغم من وقوف حماس وقياداتها مع هذا المثلث (قطر والسعودية وتركيا) بالإضافة الى مصر وتقديم لهم الشكر على ما بذلوه في الدفاع عن غزة وأهلها وكل هذا مقابل حفنة من الدولارات ووعود كاذبة ليس هناك فرص لتحقيقها بالإضافة الى العنصرية الطائفية التي عودتنا عليها حماس وقياداتها ، فقد أدارت حماس بظهرها الى من وقف بجابنها عسكرياً ومادياً وإعلامياً ولم تذكره لا من قريب ولا من بعيد إلا ببعض الكلمات الخجولة التي أجبرتهم بالخروج وأن كانوا كارهين لخروجها ، بالمقابل فقد شكروا وأكثروا الشكر للدول التي حاربتهم وأضعفتهم وشددت الحصار عليهم وحتى مرسي الرئيس الإسلامي الإخواني فمنذ توليه لمقاليد الرئاسة المصرية لم يغير بالأمر شيء بل العكس فقد ضيّق الحصار من خلال ضرب بدو سيناء الذين كانوا يُهرّبون مختلف المواد الى أهالي غزة من الأنفاق التي حفروها ما بين الجانبين ، ولكن بالرغم من وقوف حماس بكل ثقلها وهو الجانب المهم في هذا الصراع ولكن لقوة الحق وضعف الباطل فقد أثبت العدو قبل الصديق أن الذي أنتصر في هذه الحرب هو الصاروخ الإيراني فجر المدمر ونجحت إستراتيجية المقاومة ( أي الحقوق تؤخذ ولا تعطى) وقد فشلت كل تحركات الحكومات المتخاذلة الجبانة وإستراتيجياتها الإستسلامية ، وأظهرإطلاق الصواريخ الإيرانية بأيدي أبطال المقاومة الفلسطينية بأتجاه المدن الإسرائيلية من هو العدو ومن هو الصديق ، فإذا كانت حكوماتنا قد باعت كل شيء حتى قطعة القماش التي تواري بها سوآتها ، فعلى الشعوب العربية أن تنفض الغبار من على هامتها وتقف بجنب من يدعمها ويشترك معها في المصالح والأهداف .
https://telegram.me/buratha