المقالات

ما هو ثمن قرع طبول الحرب بين المركز والاقليم

529 09:16:00 2012-12-02

حيدر عباس النداوي

الحروب نتاج الجهل والاعتداء والغطرسة لا تثمر عن فضيلة واصلاح وتقوى انما جل حصادها مفاسد واثام وتخلف ولا توجد دولة راشد او مجتمع متحضر يذهب منتشيا ومتكبرا الى الحرب قبل ان يستنفذ كل الخيارات ودون ان يعطي العذر من نفسه وقبل ان يضع الخصم في زاوية تحمل التبعات التي تخلفها هذه الحرب وهذا الاعتداء ويختلف الامر كليا في القضايا الداخلية عنه في القضايا الخارجية فلا اعتداء ولا تجاوز ولا حروب لان المشتركات بين ابناء البلد الواحد اكثر بكثير من عوامل التفرقة والاحتراب اضافة الى ان هناك كوابح كثيرة وقوية تمنع من انفلات الاوضاع ووصولها الى حد اراقة الدم والاقتتال.والشعب العراقي وخاصة ممن اكتوى بنيران هذه الحروب الداخلية والخارجية التي افتعلها نظام البعث الصدامي يعلم جيدا ماذا تعني الحرب وماذا يختزن في ذاكرته المتعبة من صور مأساوية للدمار والخراب والموت وبالذات الفترة التي اعقبت الحرب مع الاخوة الكرد مطلع سبعينات القرن الماضي مرورا بحرب الثمان سنوات مع الجارة ايران وما تبعها من اعتداء على الجارة الشقيقة الكويت وما اعقبها من تجييش الجيوش الاممية لاخراج العراق من الكويت وحتى عام 2003 ولم تنتهي حكاية القتل والدمار الى هذا الحد لان ايتام النظام البائد ومريدي الفكر الارهابي الوهابي المتطرف واصلوا مسلسل استهداف ابناء الشعب العراقي . ومن واقع المأسي والحروب التي تعرض لها ابناء الشعب العراقي وتسببت باوجاعه واحزانه وارجاعه قرونا الى الخلف كان يفترض بمن يتصدى لتحمل المسؤولية ان يعمل بجد واجتهداد على محو كل اثار الحروب والدمار وان يسعى جاهدا للمساهمة بافراغ كل رواسب الخوف والقلق والموت من عقلية العراقي المتعبة بالهموم واليتم والعوق والفقر والعوز لا ان يجعلها رهينة للانكسار والتحفيز والعودة الى حافة الانهيار من جديد مستغلا حالة الرجوع العكسي للعقلية العراقية ومستغلا رواسب الماضي محفزا لايقاظ جذوة العداء ليس من اجل كسب المعركة بل من اجل كسب اصوات الناخبين بعد ان عجز عن تقديم الخدمات الضرورية التي تليق بالانسان.ان ما يجري اليوم من تصعيد بين المركز والاقليم وقرع طبول الحرب من قبل هذا الطرف او ذاك لاسباب يمكن حلها ومعالجتها اما من خلال الدستور او من خلال الرجوع الى التوافقات او من خلال تدخل الاطراف الخيرة والمرجعيات الدينية امر غير مقبول ومرفوض لان الدم العراقي خط احمر ولا يمكن لاي طرف سفكه او اباحة حرمته .ان ثمن قرع طبول الحرب المنظوره من قبل المركز هو الحصول على تعاطف الناخبين خاصة ممن يعيش في عقلية العصور الوسطى وابناء المناطق المتنازع عليها وهو ثمن قد يقبضه ابناء المركز وقد يتبخر امام كثرة المشاكل وفطنة الجمهور اما ثمنه المنظور للاقليم والذي تم قبضه هو التوحد اما التحديات والانقسام والتفكك وهذا هو المراد وما ياتي بعد ذلك فهو زيادة في محصول البيدر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك