عباس المرياني
في ظل ضجيج قرع طبول الحرب المتزايد بين الجيش المركزي والبيشمركة يوما بعد يوم على اثر تشكيل قيادة قوات دجلة وتداعيات معركة طوز خرماتو التي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى الابرياء من ابناء قواتنا المسلحة وسط اتهامات متبادلة ومغلفة بدوافع مبطنة لكل من طرفي التهديد في بغداد واربيل ومع تصاعد اصوات التهدئة والاحتكام الى الدستور والتوافقات السياسية تغيب الاصوات والدعوات المطالبة بتقديم الخدمات ومحاربة الفساد واقرار القوانين التي من شانها ان تعيد الامل الى المواطن بغد افضل خاصة من قبل الكتل السياسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية لان هذه الكتل تركت كل شي وتوجهت الى افتعال الزمات او الدخول في معارك جانية.وفي الوقت الذي كان الخلاف بين دولة القانون والقائمة العراقية هو العنوان الابرز للمرحلة الاولى من افتعال الازمات تغيرت العناوين وتحولت الساحة السياسية الى حلبة للصراع وتقاذف التهم بين ثلاثي اربيل الذي يضم التحالف الكردستاني والتيار الصدري والقائمة العراقية من جهة ودولة القانون من جهة اخرى واستمرت المناوشات حتى استقر بها المقام ان تفككت الجبهة الثلاثية نوعا ما وتحول التقاذف والسباب واطلاق التصريحات النارية والاستفزازية الى صراع فردي بين الكردستاني من طرف ودولة القانون من طرف اخر وفي هذا الوقت فتحت جبهة اخرى بين التيار الصدري من جهة ودولة القانون من جهة اخرى على خلفية اتهامات بملفات فساد وملف البنك المركزي وبين كل هذه الفوضى وتبادل الاتهامات وقرع طبول الحرب يقف رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم وكتلة المواطن في وسط موجات الصراع مهدئا ومساهما بتقليل حدة التوتر وداعيا الى تغليب لغة العقل والاهتمام بالوطن والمواطن وترك المشاكل والخلافات لانها لا تؤدي الى بناء الدولة المدنية العصرية.ومن بين المشاريع المهمة التي اطلقها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وسط ضجيج الفوضى السياسية للحكومة وفرسانها وتم قراءته في مجلس النواب من اجل تشريعه هو مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ومع اهمية المشروع وتاثيره الايجابي على مستقبل المنطقة الجنوبية بصورة خاصة والعراق بصورة عامة ومع ادراك ابناء البصرة لقيمة المشروع وتاثيره على مستقبل حياتهم وتزايد الدعوات الشعبية والرسمية ودعوات المجتمع المدني قرر مجلس الوزراء امتصاص هذا الزخم المتزايد والتاييد الكبير لمشروع البصرة العاصمة الاقتصادية بان سحب المشروع بحجج واهية.ورغم ان الصوت الاعلى الذي يسمع اليوم هو صوت المشاكل والخلافات الا ان الدعوات تتجدد للمطالبة باقرار مشروع البصرة العاصمة الاقتصادية من قبل الجماهير الواعية واطلاق سراحه من خزائن مجلس الوزراء لان كتلة المواطن تعتقد ان الانشغال بهموم المواطن اولى من اشغال المواطن بهموم جديدة هو في غنى عنها .ان البصرة في سعيها لان تكون حاضرة العراق الجنوبية تحتاج الى كل جهد وخبرة وتجربة متطورة وليس افضل من ان تشد اربيل امتعتها وتتسلح بعنفوان تاريخها وزهو جبالها من اجل ان تضع كل خبراتها وتجاربها على ضفاف الخليج وتساهم في بناء عراق موحد اساسه التاريخ المشرف والتضحيات المشتركة والمستقبل المشرق.
https://telegram.me/buratha