الشيخ حسن الرااشد
سؤال ولطالما شغل بالي وانا اتابع تطورات الاحداث الجارية في سورية واوضاعها التي تسودها الفوضى (الخلاقة) وانتشار واسع للمسلحين والعصابات الارهابية المدعومة عثمانيا ووهابيا (سعوديا وقطريا) كالجراد وكالحشرات الهائمة التي تتحرك كالامواج شمالا وجنوبا شرقا وغربا تارة بشكل عشوائي وتخبط وتارة بنسق تراتبي حسب الخططالتي يضعها لهم العثمانيون وقادة الاستخبارات الاجنبية والنعاج ( التيوس) في الدوحة!.. والسؤال هو كيف ينتصرالجيش السوري على تلك الحشرات والجراد والتي تتكاثر يوميا وبسرعة البرق رغم شراسة القوة العسكرية السوريةالرسمية واستبسالها في القضاء على الكثيريين منهم ورغم نفوق اعداد ضخمة منهم منذ عسكرة الاوضاع السياسيةوالتي كان لقطر وتركيا والسعودية دورا كبيرا واساسيا فيها ‘ الا ان الجيش السوري مازال يواجه صعوبات كبيرةللقضاء الكلي على تلك العصابات الارهابية السلفية والوهابية وحلفاءهم المجرمين الطائفيين والشوفينيين في الجيشالحر ومازالت العوائق كبيرة امام انتصار الجيش العربي السوري وهناك تقارير تتحدث عن وجود عشرات الصواريخالمضادة للطائرات لدي الارهابيين والتي زودها بهم القطريون وهو ما يجعل الوصول الى اوكارهم واماكن تجمعاتهماكثر صعوبة وتحققه قد لا يكون مستحيلا الا ان عملية القضاء عليهم قد تطول وقد تكون مكلفة اكثر للجيش السوريوللحكومة السورية ؟!
هذا السؤال مطروح بشدة وهو يراود ايضا العدد الكبير من المهتمين والمتتبعين للشأن السوري ورغم اننا لسنا بعسكريينولا مجال تخصصنا العلم العسكري الا ان بعض المعلومات والتجارب التاريخية التي ترد الينا عبر الانترنيت وفيطيات كتب التاريخ والدراسات العسكرية وهي معلومات ليست خافية على اصحاب القرار في دمشق ولا كبار قادةالجيش السوري وهم ادرى بها منا الا ان التطرق لهذا الموضوع هو بهدف التذكير وشحذ الهمم من اجل الوصولالى الغاية النبيلة وهي الانتصار على الارهاب العربي بشقيه الوهابي السلفي والسياسي الرسمي ! نعم هذه المعلوماتقد تفيد في التذكير!
ستالين رئيس الاتحاد السوفيتي الاسبق رغم ملاحظاتنا الكبيرة عليه وعلى نهجه ودكتاتوريته ونحن لسنا في واردتقييم فكره السياسي ولا ايدلوجيته الا انه استطاع التغلب على الاخطار التي كانت تهدد (( الثورة الشيوعية)) وتمكن من الانتصار على (الثورة المضادة) التي كان يقودها اعداءه عندما اقدم على تصفية من سماهم بالطابورالخامس باستخدام افتك الاسلحة ضدهم وقد قتل الملايين منهم حتى تمكن من السيطرة على الاوضاع والخروجمن المعركة الداخلية منتصرا مع الاخذ بعين الاعتبار ان تجربة ستالين في تصفية خصومه ليست محكا لنا ولا قدوة لكي نسير على خطاه وانما كمثال على ان القوة والافراط فيها من اجل قصم ظهر الارهاب والخصم امر لا مفرمنه في بعض المحطات وهنا يكمن السر في الحديث الذي ورد في نهج البلاغة عن الامام امير المؤمنين علي عليهالسلام في احد خطبه حول تقاعس اصحابه عن قتال جيش معاوية ابن ابوسفيان حيث الاول اي اصحاب الامامكانوا يتقاعسون ويبررون تراجعهم عن قتال الاعداء بالحر والبرد واحيانا بخدع ومكر ابن العاص ورفعه للمصاحففيما كانت عصابات الجيش الاموي تتفانى في القتال رغم ان الامام عليهم السلام كان يذكر اصحابه بانهم اصحاب حقالا انهم متفرقون وان معاوية وجنده على باطل الا انهم مجتعون على باطلهم وقد دخل الامام في حرب الخوارج وقداباد منهم حسب بعض الروايات وهي متضاربة اكثر من 120 الف شخص بعد ان عجز من اقناعهم للعودة الىجادة الصواب واصروا على الخروج واستهداف الابرياء وبقر بطون الحوامل وغيرها من الجرائم التي لم يستحملهاالامام عليه السلام فقرر بعد استنفاذ كل المحاولات الرامية لاصلاحهم الدخول في حرب ضروس معهم وابادهموانتصر عليهم في المعركة والتي عرفت بمعركة النهروان .
وفي الحرب التي شنها صدام المقبور على نظام الجمهورية الاسلامية وبايعاز من ذات الانظمة الخليجية وخاصةالسعودية التي تقود وتدعم اليوم العصابات الارهابية والسلفية واجه الايرانيون صعوبات كبيرة للقضاء علىالجيش الصدامي بسبب ان ايران كانت حريصة على الالتزام الكامل باصول الحروب التقليدية واخلاقياتهافيما صدام وحزبه كانوا يتوسلون بكل سلاح فتاك لمنع تقدم الجيش الايراني الى عمق الاراضي العراقية ودحرالبعثيين ..الامواج البشرية لمواجهة الكثافة النارية البعثية والتفوق التكنولوجي الذي كان يتمتع به الجيش الصدامي بفضلالدعم الغربي كانت استراتيجية ايران الاسلامية لاجهاض التفوق العسكري الصدامي رغم نجاحها في عملياتتحرير الاراضي الايرانية وخاصة في خرمشهر والتي كانت اخر محطات الهزيمة للجيش البعثي الصداميالا انها كانت عاجزة في محطات تحرير العراق والسبب واضح هو توسل صدام باسلحة الفتك التي كان يستخدمهافي حروبه الباطلة وضد المدنيين .. طبعا لا مجال للمقارنة بين ما كان يقوم به صدام المجرم في حربه ضد ايرانوهي حرب كانت مدفوعة الثمن خليجيا على غرار حرب (العثمانيون )الجدد ضد سورية وبدعم الانظمة الخليجية ذاتهاالا ان استحضار بعض المحطات لدراستها ولمعرفة سر عدم تمكن ايران من تحرير العراق والدخول اليه وفي المقابلنجاح النظام الصدامي في احراز تقدم على الارض قد يكون مفيدا لحسم معركة القضاء على الارهاب السلفي والعصابات الوهابية وحلفاءهم في سورية والتقدم على الارض وتسجيل نقاط مهمة لافشال مشروع الصهاينة وعملائهمفي الدوحة والرياض والاستانة العثمانية .
انه السلاح الكيماوي اللغز الذي سوف يحل به السوريون مشاكلهم مع الارهابيين وهو سلاح قد يكون مشروعا فيبعض المراحل لحسم المعركة ضد الارهاب وضد تفوق الخصم واستراتيجية الامواج البشرية التي هي في الاساسخطة قطرية تم تطبيقها بنجاح في ليبيا رغم تكاليفها الباهضة في ارواح المغرر بهم من الليبيين و مرتزقة الناتوواليوم الاستراتيجية ذاتها تطبق في سورية عبر استقدام العشرات الالاف من المرتزقة الليبيين والشيشان واللبنانيينوالاردنيين والباكستانيين وهي تحقق نجاحا في بعض المناطق وتواجه الفشل في مناطق اخرى الا انها سببت قلقا كبيرا لقادة الجيش السوري وخلقت مشاكل امام تقدمه في بعض المدن والبلدات زمراكز تجمع المسلحين والارهابيين السلفيين ..السلاح الكيماوي لا يتورع الخصم من استخدامه فيما لو استدعت الحاجة الى ذلك كما هي في الحروب التي شنها الامريكيون في عملياتهم العدوانية في فيتنام ومن اجل اهداف استعمارية وسار الصهانية على ذات النهج فيفلسطين ضك المدنيين وخاصة في غزة .. لماذا يكون هذا السلاح مشروعا للصهاينة والقتلة والمستعمرين ويكونممنوعا على الذين يحاربون الارهاب والارهابيين ؟؟!!العسكريون في سوريا هم ادرى بهذا الامر وفي طريقة استخدامه بحيث لا يتعرض اهل المدن والمدنيين للاذى ويكون تجنيبهم من التعرض للسلاح الكيماوي امر مهم وواجب شرعي وهنا يتطلب ايضا امرين الاول امهال المدنيين يوم او اقل للخروج من مساكنهم وترك المناطق التي يتحصن بها الارهابيون وثانيا التفريق بين حواضنالارهاب وبين المدنيين العاديين الذي يتم اجبارهم من قبل المسلحين للبقاء بهدف التترس وهنا يأتي حكم الشرعكي يفصل في هذا الامر ويحل الاشكالية .حواضن الارهاب يجب التعامل معها كارهابيين كون انها تشكل العائق الاول والاهم امام تقدم الجيش السوري للقضاء على المجرمين والذباحين السلفيين وحلفائهم في ما يسمى الجيش الحر ..
وهنا يبرز دور الداعمين للارهاب واوكارهم في دول الجوار حيث ان التقارير التي نشرتها الصحافة اللبنانيةوالاعلام المرئي والوثائق الحية حول دور الحريري وزبانيته من امثال عقاب صقر في عمليات التمويل بالسلاح والمال للارهابيين واعمال القتل والاغتيال وارسال الارهابيين الى سورية كلها تعطي مبررا للقيادةالسورية للقيام بعمل تأديبي ضد الحريري واوكاره في لبنان واتخاذ كل ما يضمن حماية امن سورية ومواطنيهاوسوف لن تكون سورية بدعا من الرسل خاصة وانها تواجه ارهابا ممنهجا ومنظما مدعوما من قبل الاستخباراتالاقليمية والدولية يمارس القتل والذبح والاختطاف والتدمير للحرث والنسل في سورية .. فلماذا يكون لتركيا الحق في ضرب من يطالبون بالحرية والاستقلال ومطاردتهم حتى داخل الاراضي العراقيةوقصف شمال العراق ولا يحق لسورية قصف اوكار الارهابيين والقتلة والداعمين لهم بالمال والسلاح في لبنان رغموجود الادلة الداغمة والموثقة على تورطهم في القتل واراقة الدماء في سورية ؟
واخيرا فان قرار احراز النصر السريع على الارهابيين يعتمد على مدى استعداد الجيش السوري لاستخدام(مبيد الحشرات) ضد الارهابيين وضد القتلة والمجرمين وقصف اوكارهم .
الشيخ حسن الرااشد
https://telegram.me/buratha