المقالات

المركز والاقليم ومشكلة التظاهر بالبراءة ..

462 14:42:00 2012-12-02

عون الربيعي

يخلط الكثيرون بين المشكلة وحلها فيتخبطون ويتنابزون ويتكلمون وبالنهاية تتفاقم ويصعب حلها بل قد يضيع الحل ونصل الى مرحلة تحول المشكلة الى عقدة مستحكمة .ما اريد قوله ان بعض المشاكل السياسية التي توالدت بفعل حالة استمرار الصراع وعدم الجدية في التوصل الى حلول مما جعل بعضا منها بمثابة العقد وهذا ما حذر منه عدد من السياسيين في مراحل سابقة لادراكهم حقيقة الاوضاع ونمط تفكير اطراف هذه المشاكل وهو ما نراه اليوم واضحا وجليا فبين مايريده المالكي وحلفائه وما يفكر فيه الكرد بون واسع في ظل عدم تنازل بعضهم للبعض الاخر.ففي الوقت الذي نسمع فيه وعبر وسائل الاعلام دعوات التهدئة والتقليل من شأن الخلاف بين المركز والاقليم حول الاوضاع في المناطق المتنازع عليها ووضع عمليات قوات دجلة والتي يطلقها المالكي نفسه تارة ورئيس الاقليم مسعود البارزاني تارة اخرى ,ترتفع اصوات لاشخاص اخرين من الفريقين تطالب بالتصعيد وتضع العصي في الدواليب ليتحول المشهد برمته الى صراع اعتقد و ربما اكون مخطئا انه لن ينتهي بسهولة, ما دامت الامور تدار بهذا الشكل الذي ينم عن عدم فهم ودراية لطبيعة تحويل الخلاف الى صراع هذا الصراع قد يتحول في وقت ما الى مسلح ان لم تكن هناك ارادة حل واستئصال للمشاكل وليس اخرها الوقوف على طرفي نقيض والتلويح بالسلاح في مشهد يعيد الى الاذهان حروبا من اقسى واصعب الحروب التي عاشها العراق على مر تاريخه في العصر الحديث تلك التي يكون طرفيها العرب والكرد فالمشكلة باتت عصية على الحل في وقت لا يوجد من يقدر على وضع الحلول الناجعة للقضاء عليها وإستئصالها من جذورها بسبب تعنت طرفيها فهناك مع الأسف جهات سياسية متغاضية عن النتائج الحتمية من اثارة المشاكل نفسها وان لم تصل الى حدود ما وصلت اليه اليوم, فمثلا نجد ان الشتيمة ونشر الكراهية وتعبئة العراقيين بكل توجهاتهم ليقفوا بوجه بعضهم البعض بحكم ان القواعد منقسمة على قادتها ومن يمثلونها وكلا له اساليبه في اقناع جمهوره بانه يمتلك الحل وهو الاحرص على مصيرهم وهذا مكمن الخطر لاننا نعيش في بلد واحد ومحيط مشترك ولايمكن في ظل الاوضاع الحالية ان تمنع الناس من التنقل والعمل والتجارة وغيرها وعندما يتسأل المواطن العراقي المسكين الذي لاناقة له ولاجمل في كل ذلك ولاتوجد قضية اصلا لدى من يريد ان يخوض في هذا الصراع ويتوجه نحوه فلو فرضنا ان عراقي وضع في هذا المأزق وهو يحتاج ان يكون في اربيل او في البصرة فما هو رد فعله مع من هم انصار الطرف الاخر وكيف ستكون النهاية مع كراهية الكثيرين له وقد مر عدد من العراقيين في ظل الازمة الراهنة بهذا الموقف ,لذلك اعتقد انه سلوك النخبة السياسية وعدم معالجتها للمشاكل والحديث عن الدستور كما يفعل اليوم السيدان المالكي والبارزاني عبر وسائل الاعلام في احاديثهم عن هذا الموضوع مقزز وكاذب لانهما اتفقا في اربيل ذلك الاتفاق المشبوه الذي افضى لتشكيل الحكومة على ضرب الدستور وكل ما فيه عرض الحائط وبعد الذي جرى لايمكن لهما ان يمدا جسرا لبناء الثقة من جديد بالعودة للدستور فهما يعرفان انهما يكذبان ولايمكنهما ان يحكماه فيما بينهما ولو كانت مثل هذه الفرضية قابلة للتطبيق وممكنة بينهما لشهدنا اتفاقا منذ وقت بعيد لكنهما يجدان صعوبة في التواصل لهذا السبب وعندما اقول المالكي والبارزاني لايقصد شخصهما فقط بل كل من يقف ورائهما من شخصيات وكيانات ومؤسسات في المركز والاقليم. اذن الحل لابد ان يكون نابعا من قناعة وينبغي ان تكون الوساطات مقدمة لايجاد تسويات جذرية تتبنى وثيقة البلاد الاعلى المفروض احترامها والعمل بمقتضاها.اما ان تكون الامور كيفية وتتبع هوى الفريقين فذلك المحذور الذي وقعوا فيه وسيتبعهم غالبية من يسيرون على طريقهم وهم عامة الشعب . ولمن يبحث عن مصلحة العراق بوحدة اراضيه ووحدة شعبة عليه ان يتنزل قليلا ليفسح المجال الى الحل كما ان عليه ان يكف عن التظاهر بان الاخر هو السبب وانه البريء والضحية بينما الحقيقة ان القطيعة والتقاطع سببها الجميع بما فيهم صيادي الفرص الذين يقفون على التل للانقضاض على البلاد ونشر الخراب والدمار فيها ليفوزوا بالسلطة بعد ان اوشك عقد التحالف التاريخي بين المكونات الاساسية الراعية للعملية السياسية في البلاد بعد العام 2003 على الانفراط ولم يعد هناك الكثير لقوله بسبب الانانية والفئوية والقفز على وحدة الشعب ومصيره المشترك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك