المقالات

عودة الكفاءات........وتجربتي الشخصية.

964 23:51:00 2012-12-02

جاسم الموسوي.

في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي تخرّجت من كلية الإدارة والإقتصاد جامعة البصرة ولم تكن ساعات التخرّج ساعات فرحٍ قد إنتظرها الطالب أربع سنوات بل صاحبها قلق وتخوف لما سوف يعقبها من مصير محتوم ، حيث لم تكن آنذاك مساحةً متاحةً للمتخرج يمارس فيها إختصاصه سوى ساحة العرضات والبدلة العسكرية التي تنتظره على أبواب الجامعة ، ليلتحق بصفوف الجيش الذي ينقله شمالا وجنوبا ومن معركة الى معركة ، وهذا هو مصير كل المتخرجين ، وقد أنجانا الله من تلك المحرقة ،لنقع في سجون النظام وظلم أمنه واستخباراته ، وبعد إحتلال الكويت وإخفاق الانتفاضة الشعبية قذفت بنا قسوة النظام خارج وطننا والحمد لله على ذلك ، من مخيمات اللجوء الأسلامية حصلت على اللجوء الأنساني في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي هذا البلد الذي يحترم الأنسان ويقدّس العلم أستطعت أن أواصل دراستي الجامعية ، وبصعوبة ومشقّة تمكّنت من معادلة شهادتي الجامعية ثم المواصلة بأكمال دراستي وحصلت على شهادة الماجستير وبتقدير ممتاز ، لم يفارقني حلمي الذي عاش معي منذ أن تخرّجت من جامعتي في البصرة ، وهو حلم طبيعي في حسابات الشعوب الآخرى لكنه متعسّر في وطني ، هو أن أكسر قاعدة النظام السابق وأرتدي بدلة العمل بدل بدلة الجيش التي صادرت منى سنوات شبابي وحرمتني من ممارسة أختصاصي في مجال عملي لأرى نفسي إنساناً نافعاً من خلال تحقيق ماتعبت من أجله ، وما أن سقط النظام عام2003 حتى بدأت دعوات الأهل والأصدقاء تضغط عليّ وتحثّني على العودة وأنا أؤجل وأنتظر تأسيس الدولة وإقامة نظامها الوزاري الجديد ،حتى قبل ثلاث سنوات وبعد أن سمعت وقرأت الدعوات المتكررة من قبل المسؤولين العراقيين لعودة أصحاب الكفاءات العلمية المختلفة الى بلدهم وستتوفر لهم كل التسهيلات وإعطائهم الفرصة لممارسة إختصاصاتهم ، أغوتني تلك الدعوات وحاولت أن أخوض هذه التجربة وقررت العودة الى بلدي وأن أخدم في مجال إختصاصي لأنفع ابناء بلدي كطلاب او جامعة من خلال تجربتي وممارستي التي إكتسبتها لعلي أضيف شيئا ولو يسيرا للمسيرة العلمية في عراقنا الجديد . سارعت للشروع بلملمة أوراقي وبدأت اتصل وأسال ألأصدقاء والمعارف الذين لديهم خبرة في هذا المجال عن البداية، قالوا لي عليك أولا أن تعادل شهادة الماجستير من الملحق الثقافي في واشنطن ،وقد فعلت وصادق عليها القنصل الثقافي بعد ان تأكد من الجامعة التي تخرجت منها ،حملت أوراقي وسافرت الى البصرة مدينتي ومنها الى بغداد الى وزارة التعليم العالي فأشاروا عليّ أن اراجع قسم معادلة الشهادات وادارة الاعمال فأسرعت إليهم ، في هذا القسم طلبوا مني الوثائق التالية شهادة السادس الأبتدائي وشهادة الإعدادية والشهادة الجامعية العراقية وهذه كانت معي لم أُفاجأ بالأمر وجلبت لهم مايريدون ، وبعد أن أكتملت أوراقي لم يجدوا فيها مايمنع تعييني أو على الأقل إعطائي موعداً بالتعيين ، لكنهم حاولوا ان يجدوا لي سبباً ، يمنعني من إتمام إجراءات معاملتي ، فافتعلوا لي سبباً غريباً ، بعد أن أطمئنوا أني لم أنتمِ الى حزب وليس معي واسطة إضافة الى ذلك كنت حليق اللحية والشارب ، فأخبروني بأن تصديق القنصل الثقافي في واشنطن غير كافٍ ولانعترف به أصلا وهذا أمرٌ مضحك لأن القنصل جزء من الوزارة، ومالذي يكفي إذاً قالوا يجب أن تأتينا بكتاب من الجامعة الأمريكية، يكلمونني وكأن الجامعة تبعد عنهم أمتار وليس آلاف الكيلومترات ! عدتُ أدراجي الى حيث كنت وذهبت الى الجامعة الأمريكية مكرها وطلبت منهم ماطلبوا مني في بغداد العاصمة فسخروا من هذا الطلب،لأنهم قد أجابوا ممثل وزارة التعليم العالي القنصل الثقافي في واشنطن بكتاب رسمي قد أيدوا فيه تخرجي من جامعتهم ، ونظام الجامعة يتطلب مخاطبتهم بكتاب رسمي من الجهة التي تريد التأكد من صحة شهادة الطالب وهذا الامر قد جرى واجابوا عليه القنصلية الثقافية العراقية ،والآن لازالت الخطابات مستمرّة بيني وبين وزارة التعليم العالي ولاادري مالذي يريدونه تحديدا بعد إن أقتنعوا برد الجامعة وإعتراضي وصدقوا ختم قنصلهم ، أخبروني قبل إسبوعين بأن المعاملة غير موجودة وعليك القدوم الى بغداد لتقدم اوراقا جديدة ! أنا أود أن أسأل السيد الوزير والمفتش العام في الوزارة هل هذه إجراءات تشجع العراقيين أصحاب الشهادات العليا على العودة الى بلدهم؟ إذا كان تقديم الأوراق والمصادقة عليها من قبل الوزارة كلفنا ثلاث سنوات والحبل على الجرار ! فمابالك بالتعيين ؟ هذه إشارات وإجراءات غير مشجعة لأبناء العراق بالعودة الى وطنهم ، وكثير منهم قد أرتبط بإلتزامات عملٍ في بلدان المهجر ، وليس من السهل عليهم أن يغامروا بمصدر رزقهم وتضييع الوقت بإجراءاتٍ روتينية لاتخدم الطرفين ، كل مانرجوه أن تكون هناك تسهيلات أستثنائية للكفاءات العراقية وتوفير لهم الوضع المناسب الذي يضمن لهم كرامتهم وسلامتهم، لأنني ومن خلال المعوقات التي وضعت في طريقي فهمت الأجابة المبطنة ...أن أرجع من حيث أتيت ولارغبة عندهم بأستقبال أي شخض قادم من خارج العراق..كثير من الأخوة تعرّضوا الى ماتعرضت له وحقيقة هذه مأساة بالنسبة لنا جميعاً فمن حقنا ان نخدم وطننا ومن حق وطننا علينا ان نشارك ببناءه ولكن ..لاسبيل لنا ..أنا أختصرت الكثير من التفاصيل في قصتي هذه وتجنبت ذكر الأسماء وبعض الأمور التي لاتليق بسمعة وزارة علمية ينتظر منها الأجيال العطاء والتقدم .أسأل الله تعالى أن تدخل القناعة في نفوس العاملين في هذه الوزارة ويفكوا أسر المعاملات ويهتدوا الى خدمة العراق....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو سجا د
2012-12-06
لا دا عي لتا خير المصادقةعلئ شها دتك ما دمت مصد قة من قبل السفارة العراقية في في امر يكا لا اذا كا نت هنا ك طا ئفية ومما صة كما كا نت تما رس ايام االنظا م المقبور وانت فيما ضحية من ضحيا ة
عدنان حمدان الشويلي
2012-12-05
أستاذي القدير لقد تأثرت كثيرا بقضيتك التي هي ولا شك حلها يسير ولكن يتطلب من سيدي الفاضل الصبر وان الصبر هو مفتاح الفرج وكلنا على علم بظروف المرحلة الراهنة وخاصة قضية معادلة الشهادة في العراق وتعاقب الوزراء والمدراء العامين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و البعثات أصبحت معادلة الشهادة أمر غاية بالصعوبة ومعقدة واطلب من الأخوة المسؤولين أن يعملوا على بناء العراق العظيم من خلال الاستفادة من هذ الخبرات والكفاءاات التي هي ثروة لهذا البلد وان شاء الله العودة إلى ارض الوطن العزيز
محمد حسن جا ر اللة
2012-12-05
العر ف السا ئد في جميع العا لم عند ما يتخر ج الطا لب من جا معةاجنية الملحق الثقا في في الدولة الا جنبية يتولئ اللتصد يق عليها وليس من اختصا ص دا ئر ة البعثا ت
صا حب ظمير
2012-12-04
المو سو ي ههم من ضحيا نظا م صدام هذا الشخص ا ولى با لعراق من غير ة بعملة وخبرة ومن عا ئلة الرسول ومن المقا لة فا ن شها دة مصدقة من السفا رة العر اقية في امريكا ارجوا من اصحا ب الظما ئر النظر في جدية
نوزاد عمر
2012-12-04
اخي با مكا نك العمل في كر د سىتا ن ونحن نحتر م حملة الشىها دات
عمار سلمان
2012-12-04
ارجوا من السيد وزير التعليم العالي لما عرف عنه من دقة وشعور عالي بالمهمة المكلف بها وهو مسوؤل امام الله بهذا واستحلفه بالله وكتابه ورسوله وآل بيته الطاهرين اما ان يتبنى موضوع عودة حملة الشهادات العليا بنفسه اويكلف اناس من معيته يتقون الله في الناس. واقول له ياسيادة الوزير امانة برقبتك نحاججك بها يوم القيامة ان تنهي هذه المهازل في دائرة البعثات يوجد الكثيرين من الكفاءات العائدة مضى سنتان او سنة وهم ينتظرون تفسيرات لجان معادلة الشهادة مع العلم ان اي واحد منهم يستطيع الذهاب الى بلد عربي للعمل .
انتصار محمد
2012-12-03
ان الا مر يشبه الئ حد بعيد اايا م النظام القبور صدا م ان تكو ن بعثي او عند ك وا سطه التا ريخ يعد نفسه هذا الشخص المسسكين يحلم باالعود ولكن هيا ت
كلمة
2012-12-03
من المفترض الذي يطلق هكذا دعوات ان يوثق الفكرة بتطبيقات بحيث ان من يعود لا يخضع الى ما يخضع اليه خريج العراق على اقل تقدير عمل لجنة خاصة تتقن المخاطبات الدبلوماسية وفن التعامل مع الاخرين . اخي الفاضل المهم انك عملت ما عليك وحاولت ولكن فعلا انهم لا يستحقون ان تُلبى لهم دعوى مع كل الاسف . وعجيب ان بلد يرفض اهل الاقتصاد وهو يغرق في فوضى اقتصادية !!!
راصد وطني
2012-12-03
أسمح لي أن اقول أنك غبي غبي ويبدو أنك لم تتابع وتقرأ الذين سبقوك بهذه الخطوه الميته فليس هناك دوله ولا مؤسسات ولا رجال يحملون هموم الوطن والمواطن حقيقيين فالعراقيون منتشرون في كافة أنحاء المعموره بفضل النظامين السابق والحالي والدين والقانون والعرف منهم براء ومن سياساتهم لأنهم مجرمون بحقنا جميعأ وخصوصا المهاجرين الذين عانو ويعانون يوميا ويتطلعون للعوده الى بلد آمن مستقر أسوة ببقية البلدان والشعوب لكن لاحياه لمن تنادي ولو كنتي أني ممن يفتي بحرمة الهجره لفعلت ذالك بلا تردد والسلام .
amir
2012-12-03
اعرف صديق استشاري في بريطانا قال لي بعد خدمه في ارقى المستشفيات البريطانيه دامت 35 سنه ونال اعلى الشهادات فكر ان يذهب للعراق لخدمة ذلك الشعب الذي يرسل عشرات الالف من مرضاه حتى للهند والصين يقول قابلني المسؤول عن التعيين في وزارة الصحة وكان شابا بعمر ابني فقال دكتور والله شهاداتك ممتازه وخبرتك واسعه لكنك يجب ان تخضع للقانون العراقي اي عليك ان تشتغل 3سنوات قرى وارياف انهم يحقدون ويهيون كل من ياتي من الخارج انهم يحلون افكار بعثيه تريد الدمار وجهل وحقد وحسد والعبت على من عين هؤلاء الحقراء
amir
2012-12-03
ياستاذ ان مجموع العراقيين في المهجر يزيد على 5ملايين من استراليا الى كندا وهم من خيرة ابناء العراق وحملوا افضل الشهادات والخبرات ويكفي ان بريطانيا فيها خمسة الاف طبيب استشاري عراقي من كبار الاطباء ولم يفكر احد منهم ترك تلك البلدان والعودة رغم ان كلهم يتمنى ان يخدم اهله والسبب يعود الى ان من بيدهم السلطه انانيون جهله حاقدون على كل عراقيي الخارج هؤلاء لايفكرون ببناء بلد بل يفكرون كيف يسرقون وكيف يحيطون انفسهم بالفاشلين الذين يسترون خيباتهم لو كانوا يفكرون ببناء بلد لتبنوا هم جلب كل الخبرات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك