بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
عندما تشاهده تحس ان فيلم رامي اعتصامي هو من صنع الربيع العربي وليس البوعزيزي , قد تتعجب من هذه الكلمات او تعتبرها تهكما على هذا الربيع ليتم ربطه بمجرد فيلم للفنان احمد عيد, لكن فقط شاهده لتعرف ما اقول. انها وجهة نظر واليك الفكرة .الفيلم من إنتاج عام 2010 أي في فترة حكم حسني مبارك, وعرض قبل الربيع العربي بستة اشهر تقريبا, وهو من بطولة الفنان احمد عيد ومن اخراج سامي رافع .الفيلم دس رؤية سياسية فاسدة في قالب ثوري ظاهري ويسرد الاحداث في اطار كوميدي ساخر كما عودنا الفنان احمد عيد في اغلب افلامه. كوميديا ساخرة لكنها تحمل مضامين كبيرة اجتماعية سياسية .يبدا الفيلم بقصة شاب غير واع من طبقة الاغنياء كل همه ملذاته بعيد عن هم الناس ومشاكل المجتمع فهو يعيش وسط بيئة مرفهة فابوه احد التجار المقربين من الحكومة, هذا الشاب يرغب بفتاة من طبقته لكنها تصر على رفضه لانه بنظرها تافه ,لذا يلجا الى جماعته لكي يعرف كي يصل الى قلب هذه الفتاة , فيدخل في شتى المواضيع التي فشل فيها ,ووسط ضياعه كتب على صفحته في الفيسبوك في لحظة ضياع انه يطالب بتغيير النشيد,فهو لم يقرر التغيير عن دراية ودراسة وفكر, دافعه فقط جذب انتباه فتاة ! وبعد فترة اصبح مطلبه هو مطلب فئة واسعة من الشباب ممن دخلوا صفحته وايدوا مطلبه . ويحاول الفيلم ان يقسم الشباب الى ثلاث فئات:الفئة الاولى: هي فئة الطبقة المرفهة ويقودها احمد عيد عبارة عن شباب تافه متمسك بقشور الحضارة الغربية فارغ فكريا وروحيا اهتماماته كما قسمها الفيلم عند قيام الاعتصام اول مرة بشباب الطبقة المرفهة الى الجنس , والسكر, والمخدرات, والشذوذ ! ورامي احد هؤلاء فاطلق فكرته بلحظة سكر من دون دراسة!.اما الفئة الثانية : فهي الفئة المهمشة من المناطق العشوائية والمسحوقة والتي يعمل شبابها في مجال السرقة والتسليب والانشطة الاخرى المخالفة للقانون . وتلتحق هذه الفئة برامي لانها تحس انها يجب ان تغير وتحقق مكاسب من التغيير بعد عقود الحرمان .والفئة الثالثة للشباب : هي فئة المتديين , المتاثرين بفكر الاخوان والسلفية والوهابية ,وهو اتجاه متطرف , يؤمن بالعنف وسيلة للاصلاح .ويجعل الفيلم من الحكومة الطرف الحكيم الذي صبر على انقسام الشارع وهو بوصلة الامان والاستقرار للبلد . خصوصا ان يرسم خيوطاً خارجية تحرك هذه الفئات الثلاث , مما يعني سعي الخارجي لتدمير البلد وتنفيذ خطط لمصالحهم وحدهم !ومع تصاعد الاحداث يرتفع سقف مطالب رامي فيطالب بتغيير العلم واخير بتغيير الرئيس ! فقبل ان ينطق الكلمة يمسكهوه من فمه كي لا تخرج الكلمة , ينتهي الفيلم بصراع بين هذه الفئات الثلاثة ومقتل جندي بسيط كان يحلم بالزواج .ولو عدنا للربيع العربي نجده سار بنفس السيناريو ثورة بدات عبر الشباب وباستخدام الفيسبوك ,واعلان يوم للاعتصام , وحضور الاعتصام ورفض مغادرة الشارع والساحات الا بالتغيير وصعود مطالب المحتجين من الاصلاح الى خلع الحاكم . وبروز الفئات الثلاث من الشباب ,وحصول الصراعات بينهم , ووجود الدعم الخارجي والتدخل الذي يثير الريبة بهذا التغييرفهل كانت شرارة الربيع العربي مطلقها احمد عيد ؟ فكل ما تنبأ به الفيلم صار حقيقة بعد اشهر من عرضه .. هل هناك ايد خفية ( دول عالمية متنفذة ,او منظمات عالمية ذات تاثير في القرار الدولي ) اعجبها الفيلم وسعت الى تنفيذه على ارض الواقع .كل شيء ممكن في عالم اليوم .. مجرد نظرة تربط بين فيلم ساخر وبركان هائل .
https://telegram.me/buratha