الدكتور يوسف السعيدي
ثلاثون عاما...تنتصب اليوم على ساحتنا العراقيه...منارات ساطعه لا يستطيع ان يماري في قيمتها او يشتت ضياءها حتى من هم في الخندق المعادي لها...فالذين يدافعون اليوم عن العراق وعن حريته وحقوقه...تتوجه انظارهم نحو السؤال (ما اهداف هذا المجلس وماذا قدم وما هي رؤاه المستقبليه للعراق الجريح المظلوم)..بعد ان عرف الكثير منهم الاصداء الحقيقيه والصادقه لامالهم وطموحاتهم ونضالاتهم....والذين يشغلون انفسهم بهموم امتهم ..ومستقبلها ..ومكانتها ..ودورها في عالم اليوم...وعالم الغد....وجماهير المجلس الاعلى الاسلامي العراقي التي صعدت مركب النضال...والثوره..ومقارعة الظلام والطغيان...برغم المصائب والعثرات ..الى شواطيء المستقبل مهما كانت بعيده..فعلى هذا المركب يتلاقى الحاضر والمستقبل ...تتلاقى حماسة الشباب وحكمة الشيوخ ...تتلاقى قوة السواعد التي تشارك اليوم لبناء وتثبيت اسس راسخه..وصروح صامده ..بوجه الرياح والانواء...ولأن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ليس من طراز الحركات التقليديه....ولأن قادته الافذاذ ليسوا ممن يبحثون عن مناسبه للحديث عن المتاعب والمصاعب...التي واجهوها مع الجماهير العريضه من الموالين والاتباع...لان هذه الجماهير ليست ممن تعرض الامها ..وتعلن عن تعرضها للاستشهاد في كل يوم من اجل ما تؤمن به ..وما تحمل من عبء المسؤوليه والالتزام بقضايا الوطن المظلوم...فهي تدرك جيدا ان الجميع صاروا يدركون معنى ..ان تحتفل الجماهير بعيدها الثلاثين ...في ظل ظروف صعبه...شاقه...من تاريخ عراقنا الجريح...ومغزى الاستمراريه في مرحلة العسر..والتحدي...والعدوان المستمر على مستقبل العراق ..وبناء دولة المؤسسات...حتى ليبدوا احيانا وكأن ابناء المجلس الاعلى والشهداء القاده المؤسسون وقادتهم الحاليين الشرفاء النبلاء ..يجاهدون وحدهم مع بعض القوى الخيره الاخرى ضد قوى الشر..والظلام..ويسبحون وحدهم ضد تيارات التراجع ..والانهزاميه التي تتآلف وتتحالف فيها الكثير من القوى البعيده او القريبه التي تحاول خنق العراق المظلوم واخراجه بعيدا عن ساحة الحياة ..والتأثير...والدو ر الذي تمتد جذوره الاف السنين...في اعماق التأريخ ..فأي مجلس اسلامي ثائر...واي قدر نبيل هو قدر قائده وجماهير التضحيه والفداء....وهل تتساوى الاعمار لو تطابق العد الحسابي للايام والسنين؟؟؟ثلاثون عاما من الجهاد والتضحيات وركوب الصعاب والتحديات...قد يضعها البعض موضع المقارنه ب(المتحقق) من تجارب وحركات واحزاب اخرى يمكن ان تكون قد قطعت العمر نفسه...غير ان البديهيات المستنده على حقائق التاريخ والتي لا يمكن القفز عليها ..تؤكد ان الاعمار لا تتساوى ابدا عند البشر او المجتمعات او تنظيمات الفكر والرأي والقياده حتى لو تطابقت في العد الحسابي ايامها وسنواتها...فالزمن ليس واحدا ..وعام واحد في عمر الانسان او عمر التنظيمات الاجتماعيه او السياسيه او غيرها..يختلف بأختلاف التجربه...وعمق التحديات...وثقلها...وضغطها...واتساع الخبره...وطبيعة المواقف التي تتخذها ..وحدود الاخطار المحيطه بها....فعلى مدى ثلاثين عاما ...توالت وتتابعت ...كان المجلس الاعلى بقادته وجماهيره المؤمنه الصابره ..يسير ويمضي في خطواته ..وسط عالم تسيطر عليه قوى لا تؤمن بنضال الشعوب المحرومه المضطهده....وتطلعاتها المشروعه...فكانت الخطوات ..تطبع الاثار ... وسط حقول الالغام احيانا او وسط كثبان من الرمل الناعم احيانا اخرى فهل واجهت حركة او حزب اخر تجربة وطريقا كالذي واجهه المجلس الاعلى وجماهيره وقادته الافذاذ...(مع بعض استثناءات من احزابنا العراقيه المناضله الاخرى)...وقد اختارت تحقيق الاهداف الاصعب؟؟؟ وها هي اليوم جماهيرنا ليست بحاجه الى ان تتحدث عن نفسها ...فسنوات كفاحها ونضالها تدل على عمق اصالتها ...وتؤشر على مساهمتها الجاده بما احدثته من تغيير واضح وعميق نقلت به عراقنا من حال الى حال...فاستحقت كل التبجيل والاحترام ولقادتها العظام ...ولقدرتها على الاستمرار والتألق...تحية لكل الشرفاء العراقيين واحزابهم المناضله ...لمقارعتهم الظلم والعدوان ...والرحمة والرضوان لشهدائنا الابرار...وبانتظار عراق اكثر امنا...واستقرارا...والله تعالى من وراء القصد.....
https://telegram.me/buratha