عباس المرياني
اثار ترشيح عضو مجلس محافظة بغداد المهندس محمد الربيعي لمنصب امين بغداد خلفا للامين المستقيل الاستاذ صابر العيساوي ردود افعال متباينة خاصة من قبل تنظيمات المجلس الاعلى وهذا ما ظهر واضحا على صفحات التواصل الاجتماعي وعلى شكل تساؤلات تستحق الرد والاهتمام والتوضيح.
وما حدث من ردود فعل من قبل تنظيمات المجلس الاعلى خاصة في بغداد على اعتبار انهم الطرف المعني بهذا الموضوع يمثل حالة حضارية متطورة لا يوجد لها مثيل في الساحة السياسية العراقية ويؤكد صحة المنهج الذي يتبعه تيار شهيد المحراب وزعيمه سماحة السيد القائد عمار الحكيم باشراك المواطن في جميع القرارات والاستماع الى رؤيته وعدم قيادته بطريقة لا ترتقي الى مستوى فهم الانسان وادراكه ودفاعه عن رايه وكما يحدث من قبل التيارات والكتل السياسية الاخرى التي لا تعرف غير اذا قالت حنان فصدقوها فنعم القول ما قالت حنان.
ومن وجهة نظري القاصرة اعتقد ان ترشيح المجلس الاعلى الاسلامي العراقي للمهندس الربيعي وهو عضو مجلس محافظة بغداد عن القائمة العراقية يمثل حالة تطبيقية فعليه لما يقوله المجلس الاعلى من انه لا يسعى الى احتكار المناصب او السعي لها بقدر ما تمثل هذه المواقع خدمة وشرف وهذا الخدمة وهذا الشرف سيمنحه المجلس الاعلى لاي مواطن يعتقد بقدرته وامكانياته للرقي بمستوى الخدمات الى ابناء العاصمة الحبيبية ولانه يؤمن اي المجلس الاعلى ان هذا المنصب ليس هبة الى هذا الكيان او تلك المجموعة بقدر ما هو تكليف لخدمة الوطن والمواطن، وهذا المعنى لا تجد له مثيلا عند اي كتلة او تيار من الكتل والتيارات الاخرى التي تشارك في حكومة الشراكة الوطنية.
وما قام به المجلس الاعلى يمثل حالة حضارية ومؤسساتية متطورة لم تستطع الكتل السياسية الاخرى من الوصول اليها حتى هذا الوقت او بعد عشرات السنين وهو بهذا يؤسس لثقافة ان المناصب والوظائف الحكومية يجب ان تكون للاكفا والانزه والاقدر من ابناء الشعب العراقي وليست حكرا لابناء هذا التيار او الحزب الفلاني وكانها إقطاعيات او ضيعات وزعت سنداتها لهذه الجهات او الاحزاب والتيارات وهذا ما يمكن ان يتلمسه المواطن بيسر وسهولة عند دخوله الى الوزارة الفلانية فهذه الوزارة تكون حكرا لاتباع هذا الحزب او التيار ولا يمكن لاي شخص ان يقترب من اسوارها اذا لم يكن من اتباع حزب الوزير او تياره وانا اتحدى اي حزب او تيار يستطيع ان يفعل ما يفعله وفعله المجلس الاعلى خلال تاريخه الجهادي او في بناء الدولة العراقية الحديثة.
ان المجلس الاعلى يفتخر بان لديه من الرجال الرجال القادرين على بناء الدولة المدنية العصرية وفي كل الاتجاهات ومن هؤلاء الرجال من كتب تاريخ العراق الحديث بحروف من نور عندما قارع اعتى نظام ديكتاتوري في العالم ولم يكن ترشيح المنهدس الربيعي من باب تصغيرهم او التقليل من كفائتهم بل ان اقل كفاءات المجلس الاعلى يمكنه قيادة وزارة ومؤسسة وليس امانة بغداد ولكن حتى يتم رسم الصورة الناصعة والمشرقة لحقيقة المجلس الاعلى من انه اول من يضحي واخر من يستفيد وهذا المبدأ جذره شهيد المحراب وعزيز العراق وسار عليه بقية السيف وسليل المرجعية سماحة السيد عمار الحكيم ولن نتراجع عن هذا المبدأ مهما عظمت التضحيات.
وقد يقول قائل ان المجلس الاعلى رفض الاشتراك بحكومة المالكي وهذا حق ..ولحد الان المجلس الاعلى لم يشترك الا ان منصب الامين استحقاقه منذ الدورة الانتخابية الاولى وهو يتعلق بالجوانب الخدمية ومع هذا هو لم يرشح احد ابناءه وهو بهذا يكون قد اوفى بوعده وصدق في كلامه،كما ان هذا الترشيح سوف لن يترك مجال للطرف الاخر لرفضه مثلما يفعل في كل مرة او يبقي المنصب بالوكالة الى اخر الزمان.
ان من يتنازل عن منصب نائب رئيس الجمهورية ومن يتنازل عن الوزارات والمؤسسات ومن يمنح استحقاقه لمن يجده احق بخدمة الوطن والمواطن وبناء الدولة العصرية انما يؤسس لمنهج لم يتعود عليه الشارع العراقي وحتى جمهورنا لكن في اي مشروع عظيم تكون الخطوة الاولى هي الاصعب ومن هذه الخطوة سيكون المجلس الاعلى هو الكيان الوحيد الذي اكد صدقا على نهجه في اختيار الاكفا والاحسن ولم يصر على اختيار ممن ينتمي الى تيار شهيد المحراب لان العراق ليس ملكا لنا او لغيرنا انما هو ملك لجميع العراقيين هذا ما يجب ان نعرفه وما يجب علينا ان نتعلمه.
https://telegram.me/buratha