بهاء العراقي
حين يقول العقلاء أن المشاكل القائمة بين الحكومة والاتحادية وإقليم كردستان لا تحل إلى بالحوار الصادق البناء،فان ذلك حقيقة واقعية لاتحتاج الى جهد لاثباتها فحالة النزاع والتنفير والتهديد والوعيد حالة مقيتة لابد من النظر اليها من زاوية ماذا تحقق للوطن والشعب وليس الكلام موجها لطرف محدد من اطراف صراع المركز والاقليم بل اليهما معا .وهنا فلينظر المتخاصمين الى التاريخ المنظور وتجاربهم الشخصية ليدركوا الحقيقة ويفهموا مغزاها ومحتواها وليستذكروا الاصدقاء ورفاق الدرب الذين غيبتهم حالة الحرب المستديمة مع ان بالامس كانت هناك قضية يحارب الانسان من اجلها وفي سبيلها اما اليوم فااين هي هذه القضية ولماذا يصر الطرفان على تحكيم لغة ممجوجة مرفوضة قد لايحسان بمدى خطورتها على مستقبل هذا البلد وشعبه .كما ان المعلومات التي تتحدث عن تحريك الاقليم لقواته العسكرية والدفع نحو تحشيدات جديدة خلال الساعات الأخيرة والدفع بها الى كركوك ومحاولات تهجير بعض العوائل منها وتوجيه الانذارات اليهم، ان كانت حقيقية فهي طامة كبرى ينبغي وقفها وهي لا تؤكد ولا تدل على رغبة حقيقية في إيجاد الحلول.اما مايتم الحديث عنه من ان الجيش العراقي وبعض ضباطه يتلقون تعليمات من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بتهيئة قطعات الجيش والجنود لاي هجوم او عمليات رد فهذا امر لابد من البحث فيه والتعامل معه جديا .وعلى من يقوم بتحويل الصراع السياسي الى توتر عسكري مسلح ، ان لا يفكر في غلبة وتحقيق انتصارات واستراتيجيات واهداف معينة على حساب المواطنين ودمائهم لاننا مللنا لغة الدم وهناك من يتصيد ويريد لهذه الحرب ان تندلع وتحرق الاخضر واليابس فليست تركيا وحدها ولا دول الخليج وحدها ولا اسرائيل وحدها تريد لمثل هذه المعركة الانتهاء سياسيا ولا حتى اعلاميا وكلهم يغذيها باساليبه وطرقه الخاصة فيما نحن نراهن على فطنة وتاثير العقلاء ونحذر من انتهاج هذا الطريق ولا نحذر فقط بل نخشى ايضا من عدم الاستماع فالحرب التي يلوح بها الطرفين قد تندلع بكلمة او امر في ساعة غضب او حتى بغلطة شاطر والسؤال الذي نطرحه كرافضين لهذه الخيارات اين التحالف الشيعي الكردي القوي جدا الذي يرعب ويخيف اعدائهم واعداء العراق وهل تحول الى سراب بسبب حماقات قادتهم او من يدعون تمثيلهم انها تحذيرات الفرصة الاخيرة ومن تأثر بالاعلام وانساق وراء طموحات واحلام هولاء فعليه ان يسترجع ويتخذ موقفه عن قناعة تحقق الخير والمصلحة بعيدا عن لغة المهاترة ونفس (انا ربكم الاعلى وعليكم السمع والطاعة ) فالامورلاتدار وتحل بهذا الشكل , فلا مصلحة البلد ولا الشرع المقدس ولا الانسانية ترى في مواجهة من هذا النوع نهاية لمشكلة او قضية يمكن ان يندفع الانسان اليها ويقتل في سبيلها وهو ليس تجبينا او تشجيعا على امر بقدر ما هو دعوة الى الانصات للغة العقل ونزع فتيل قنبلة حرب اخوة الامس الذين تحولوا فجاة ومن دون سابق انذار الى اعداء اليوم .. ولكم ولنا ان نختار مع أي معسكر نقف ولمصلحة من نقف ونقاتل فنموت او نحيا والامر سيان لمن يختار السير في طريق الحرب والاقتتال وتغليب لغة السلاح على صوت العقل ودماء المسلمين ؟؟ والا فالحوار اولى والتنزل عن بعض الشكليات اولى واصوب وهو اجدى من كل هذه المهازل والاستهانة بالدماء. فيا عرب ويا كرد انصتوا للعقلاء ودعوا العقل يتكلم فلغته افصح اللغات وتدبيره افضل التدابير وامامكم الوقت والزمن الكافي للبحث والوصول الى نتيجة بدل التعجيل بنهاية غير محسوبة العواقب .واعتقد جازما ان انتهت حربكم على مختلف الجبهات السياسية والاعلامية والعسكرية فانكم سترجعون الى المربع الاول بل ما قبل هذا المربع وعندها لاتدرون هل انتم اقوياء بما يكفي لتكافحوا من جديد وتصلوا الى النقطة التي بدأتم منها اما انكم ستتأخرون كثيرا ليضيع منكم الخيط والعصفور . وهذا ما نخشاه بكل تأكيد!!
https://telegram.me/buratha