الجبن ضده الشجاعة، وكلاهما ليس شيئا نسبيا، فالجبان لا يمكن أن يكون شجاعا ولو أرتدى فروة أسد، بل حتى لو شك سلاحه، فأنه لا يتعدى أن يكون مثل "معيجل"..و"معيجل" سادتي تقرأ هكذا "إمعيجل" على عادة أهلي في الجنوب، وهو رجل يعيش في قرية تقع على حافات الأهوار الشرقية من العراق.
"معيجل " هذا يمتلك عدة قطع من السلاح وبأنواع متعددة، فهو يحمل على جنبه الأيمن في قراب من الجلد مثبت في حزام جلدي عريض، مسدس نوع ربع ويبلي "ابو البكرة" مع ثلاثين إطلاقة مثبتات في مستقرات لها في الحزام، كما يحمل في الحزام أيضا " شبرية".. والشبرية خنجر بقراب مصنوع من الفضة طوله شبر واحد، ولدى "معيجل" بندقية أنكليزية نوع لي أنفليد بخمس أطلاقات، "معيجل" ايضا يحمل في يده صخيرية ماو، وصخيرية الماو عصا من الخيزران طولها سبعين سنتمترا وفي رأسها كتلة من النحاس الأصفر بيضوية الشكل..ناهيك عن أنه يحتفظ بسيف يقول أنه ورثه عن جده، وقامة ورمح وفالة ومكوار وتوثية وجناية والثلاثة الأخيرة عصي لكل منها شكل لسنا في مورده لضيق مساحة العمود..!
المهم أن القرية التي يسكنها معيجل تعرضت يوما الى هجوم من غرباء، فتقدم منه ضعفاء القرية يطلبون منه مقاومة المهاجمين على أعتبار أنه رجل العشيرة المسلح وحامي حماها كما توحي بذلك هيئته وشاربيه المفتولين، وتسليحه الجيد.."معيجل" رد على الضعفاء : أشحدهم الأعداء يوصلون..! أمردهم مرد..أنا أخو فتنة!.أرتفعت معنويات الضعفاء، لكن المهاجمين تقدموا نحو القرية بثبات..مرة أخرى نخى الضعفاء معيجل، فأجابهم: دعوهم يتقدمون وأنا بالأنتظار وسترون النتيجة!..أرتفعت معنويات الضعفاء، لكن المهاجمين صاروا أقرب الى القرية، بل أن بعضهم بات بوسطها، و"معيجل" في مكانه ممسكا بندقيته بيمينه..أحتمى الضعفاء به وصاروا يتكتلون بعضهم ببعض وهم يرتعدون خوفا من الغرباء المهاجمين، وطلبوا من "معيجل أن يفعل شيئا، فالغرباء بدأوا بأخراج الأبقار والمواشي من زرائبها لسرقتها، لكن "معيجل" قال للضعفاء: أصبروا قليلا وسترون ماذا سأفعل بهم حينما يأتون هنا!..أرتفعت معنويات الضعفاء، و" معيجل" لم يفعل شيئا..عبر الغرباء المهاجمين سياج الطين المحيط بدار "معيجل" نفسه، حينها قال الضعفاء لـ"معيجل" إن الغرباء في دارك، فأفعل شيئا، "وين سلاحك وين شبريتك وين سيفك ؟"..قال معيجل للضعفاء: إنكم لا تعرفون فنون الحرب، إذ أني سأقوم بأطلاق النار عليهم حينما يعطوني ظهورهم مغادرين!!..بعد دقائق كان الغرباء يسوقون بقرات "معيجل" أمامهم، بل أخذوا معهم مرأة من بيت "معيجل"!...حينها قال الضعفاء له أن المهاجمين الغرباء قد أعطوك ظهورهم وأنهم أخذوا زوجتك، فأفعل شيئا..! مد معيجل يده الى شاربه وفتله وقال للضعفاء متسائلا: اي زوجة من زوجاتي أخذوا؟!..قال له الضعفاء مجيبين: لقد اخذوا معهم زوجتك الصغيرة الجميلة..رد "معيجل" بسرعة: دعوهم يأخذونها، فقد أخطأوا ما ينفعهم، إذ أنها عاقر....!
كلام قبل السلام: العجز السياسي عن حل المشكلات هو جبن سياسي ..!
سلام...
https://telegram.me/buratha