المقالات

لا.....مرحبا يامعارك المصير...!

632 07:29:00 2012-12-05

صالح المحنه

كم أوجع رؤوس العراقيين هذا النشيد وهذا الشعار المشؤوم ..( مرحبا يامعارك المصير)؟ وكم كلّفهم من دماء.؟ هذا النداء المقيت الذي أصبح آذانا وصلاة للبعثيين مذ أن تسلّطوا على حكم الشعب العراقي..، به يفتتح البث الأذاعي والتلفزيوني ...وبه يختم.وماكلَّت فرقة الأنشاد البعثي من ترديد الأناشيد التي تدعوا الى الحرب ...وقرع طبولها ليلا ونهارا ..وكلها حروب فاشلة خاسرة تركت العراق يعاني الى يومنا هذا..من آثارها ، مئات الآلاف من الشهداء ، خلّفوا ملايين الأرامل والأيتام ، كان حصاد سياسة البعث،ناهيك عن المشرّدين والمعوقين والمفقودين والمجانين ، ليس بلدٌ في العالم ينافس العراق في كثرة ضحاياه ، بلدٌ تفرّد في كثرة المقابر الجماعية ، وتميّز حكّامه ُبضرب ابناءه بالأسلحة الكيميائية ، وقد شاهد العالم بعد سقوط النظام عام 2003 كيف هرعت الأمهات تبحث عن أبناءها في ركام العظام والتراب ..؟ في مشهدٍ يُدمي القلوب ويقرح العيون ، ومن منّا لم يُفجع بأخٍ أو قريب أو صديق..،لاأعتقدُ أن تلك المشاهد وتلك المعانات والتضحيات الجسام يتناساه ذو عقلٍ لبيب وضميريتنّفس ،..لقد خرج الشعب العراقي بعد سقوط البعث من سجن كبير ، ليفتح اجفانه على مئات المقابر الجماعية التي تضم رفات شباب العراق ،والى يومنا هذا الكثير من الفاقدين لأبناءهم وذويهم يبحثون وينتظرون فتح مقابر جديدة علّهم يجدون رفات ذويهم ، تجرّع الشعب شتى أنواع المحن من قتل وسجن وجوع ، وصبر حتى رحل نظام الأجرام واستبشر خيراً ، وما أن بدأ بلملمة جراحه حتى تكالبت عليه قوى الشر الأجرامية ، من خارج حدوده ، لم يكتفوا بما قتلهم صدامهم وبمادمّر وأحرق من خيرات العراق ، فأطلقوا العنان لكلابهم المفخخة والمؤدلجة بفكرٍ دينيٍ أعتاد على الغدر والخيانة منذ أن توفى رسول الله (ص) ، وأستمرّت الدماء تسيل من ابناء هذا الشعب يومياً ، ليدفع ثمن انتماءه الى هذه الأمة البائسة ، وبثبات يستمر بتحديه للأرهاب الديني والبعثي ، وشارك في كل الانتخابات البرلمانية والمحلية وإقرار الدستور، تجرّع الصبر على سوء الخدمات وغيرها من الأمور التي تهم حياته اليومية ، على أمل أن يتفرّغ السياسيون من حل مشاكلهم والعودة الى ميدان العمل والمتابعة لخدمة المواطن ، وأعطائها الأولوية بعد أن أخذت الكثير من الوقت ،لم يقف الشعب متظاهرا ولامعتصما على سرقة أمواله أو تردي خدماته، بل اعطى كل الوقت للحكومة ان تعالج ملفاتها بشكل دستوري لايثير حفيظة الآخرين، تحمل الشعب السرقات والعقود الوهمية والكهرباء وغيرها ، طالما لايسمعون مرحبا يامعارك المصير...ويعيشون يومهم آمنين على ماقسم الله لهم ...ولكنا اليوم ومن خلال متابعتنا للأخبار المركزية والأقليمية ، نستمع لخطابات التعبئة والتهديد والوعيد ، ليس لحراسة الحدود العراقية التركية ؟ التي تدكّها المدفعية التركية بأستمرار في المناطق الكورد ية في شمال العراق وبشكل شبه يومي ؟ بل لأستعراض القوة وفرض السيطرة على الآخر، وكنا نتمنى أن نستمع لخطابات القادة العراقيين عربا وكوردا وهم يعدون جيشا موحدا لصد استهتار الأتراك وغيرهم ، لاللأستقواء على بعضهم البعض ، الشعب العراقي بكورده وعربه قد سئم الحرب وجزع مشهد الدماء ، فغالبية ضحايا النظام السابق هم من الأكراد والشيعة ، وهم أصحاب المقابر الجماعية ، فعلام التحشيد والتهديد ؟ فهل لازال دستوركم الذي خطته أناملكم على قيد الحياة ؟ فأن كان حياً فلماذا لاتعودون له وتجلسون تحت قبة برلمانكم الذي أدخلكم فيه شعبكم وأمّنكم على التصرف فيما يخدم مصالحه ؟ هل إنتهت كل مشاكل الأقليم إلا السيطرة على المناطق التي أطلق عليها مصطلح (المتنازع عليها) شحّت عليكم المفردات فلاتملكون إلا النزاع أين الحوار ؟ أم أكتملت البنية التحتية وتوفر الأمن والخدمات في الوسط والجنوب ؟ لاهذا ولاذاك ، فما أحوج الشمال وأهل الشمال للعيش الرغيد ، وما احوج اهل الوسط والجنوب لكل شيء ، بناء المدارس وتطوير التعليم والمستشفيات وحماية البلد من الأرهاب القادم من الخارج ، كل هذه الأولويات هي أهم من الأشتغال بالتحشيد وأجواء الحرب ، لذلك فلا نرجو من السيد البارزاني والسيد المالكي إلا أن يتذكروا تلك الأيام والشهور والسنين السوداء التي عاشها الشعب العراقي أبان حكم البعثيين ، فلكل يومٍ وشهرٍ وسنةٍ قصةٌ ومأساة ، والشواهد أكثر مما تُعد وتحصى...ليس الشجاع من يصنع الحرب..بل من يصنع السلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــد مغير
2012-12-06
صراحة القول إن في العراق أزمة المواطنة الصالحة . لقد قتل المجرم المقبور صديم أبن العوجة الوطنية وجعل كثير من الناس لا تهتم إلا لمصالحها . وللأسف دخلوا البرلمان وأصبحوا قادة للقتل والأجرام والتخريب والتخريف والكلام المزيف إلا القليل الذين إن أرادوا فعل الخير فجأة تهب عواصف الفضائيات العفلقية للنيل منهم . ما نريد هو إغلاق قناة الشرقية وما شابه من قنوات عفلق وإجتثاث بقايا عصابة البعث .
مها كردي
2012-12-05
كلا مك من ذهب ولكن لا حيا ء من تنا دي
سراج محمد
2012-12-05
اخي كلا م صحيح وعين الصو اب وكل يعر ف مما يدور ولكىن المصا لح لي تحكم بهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك