المقالات

نعم للحرب ... مع استبدال العدو /

632 11:38:00 2012-12-05

حافظ آل بشارة

العقلاء حاضرون في كل أزمة ، وهو من علامات التوفيق ، الطريق الى الهاوية شديد الانحدار دائما ، والطريق نحو القمة وعر يتعب سالكيه ، منذ البداية كانت الأزمة سياسية تتغذى من التراشق الكلامي ، بنادق الفريقين تطلق الكلمات ، لكن الكلمات اخطر مما يتصور البعض ، اصل الخلق كلمة : كن فيكون ، والقرآن كلمة : اقرأ باسم ربك ، ولكن في جانب الشر ينقلب دور الكلمة ، قرار الاعدام كلمة ، قرار الابادة كلمة ، انطلاق الحرب كلمة ، الكلمات كائنات حية تتنفس ، ولا يكب الناس على مناخيرهم في جهنم الا حصائد السنتهم ، بنادق المتراشقين بالكلمات تصنع الحرب الباردة بين الاقليم والمركز ، ولكن اتضح ان الحرب لا تبقى باردة ، خاصة اذا استمرت عناصر الصراع بالنمو ، لذا انتقل العراق من الحرب الباردة وهو على اعتاب الحرب الساخنة ، انتهى زمن اللعب بالكلمات وجاء دور اللعب بالنار ، هناك من يهون الحرب ويجعلها كلعبة الكاميرا الخفية ، الأجواء الانتخابية تتطلب احيانا اثارة الأزمات من اجل التعبئة والكسب الجماهيري ، ومن بين الطرق التي لاتعد ولا تحصى في اقناع الناخبين هناك من يفضل أخطر الطرق ، وهي طريقة (اختلاق عدو) ثم شن الحرب عليه لحماية الشعب من شره فيلتف الناس حول المحارب بدافع الخوف والبحث عن الأمان فيتحول الى رمز للانقاذ وبالتالي زعامة تأريخية ، ولكن لعب البهلوان على حافة الهاوية مجازفة خطيرة ، وبدل ان يحصل على حشد انتخابي ينزلق الى معركة مسلحة بين ابناء الوطن الواحد فيتهدم الوطن وتندلع فيه النيران فلم يعد بحاجة الى انتخابات لأن الناخبين ينشغلون في تشييع الضحايا والتخطيط لأخذ الثأر ، نعتز بتراثنا العربي الاصيل فنعود الى ايام داحس والغبراء وحرب البسوس ، ولتذهب الديمقراطية والتعددية والتعايش الى جهنم ، عقلاء هذا البلد يحتجون بقوة ويسجلون النتائج المتوقعة والاحتمالات المنظورة التي تنشأ بسبب التحشيد المتقابل والتوتر ، فقد وقع الضرر وتحققت الكارثة حتى ان لم تقع الحرب ، وقعت حرب في اعماق النفوس وكانت خسائرها كما يلي : 1- تقوية مبررات انفصال كردستان عن العراق . 2- تقوية مبررات بناء ترسانة اسلحة خطيرة في الاقليم . 3- بروز شخصيات كردية انفصالية متشددة كأمر واقع وتهمش المعتدلين الكرد . 4- ظهور حكومة المركز وكأنها تقلد نظام صدام في التعامل مع الكرد . 5- توفير ظروف لكبار ضباط النظام البائد كي يعودوا الى الجيوب المهملة في البلد ويستعيدوا نشاطهم في تشكيل الخلايا الارهابية بالتنسيق مع ضباط بعثيين يعملون حاليا في القوات المسلحة . 6- الهاء واستنزاف الجيش العراقي وجعله عاجزا عن صد اي غزو ارهابي تكفيري جديد يأتي عن طريق سوريا .6- توفير فرصة لشخصيات مطلوبة للقضاء هاربة خارج العراق كي تجدد محاولاتها العدوانية وتحالفاتها .7- تفكك التحالف الكردي الشيعي التقليدي والتمهيد لتغيير معادلة المكونات في البلد بما له من آثار سياسية وأمنية مستقبلية خطيرة . نصيحة لدعاة التصعيد لاغراض انتخابية ، نتفق معهم ان فكرة الحرب وقرع طبولها شيء جذاب ، ولكن هناك بديل آمن ، جبهات اكثر اغراء واضمن انتصارا واشد جاذبية للناخب ، فليشنوا الحرب ويقرعوا طبولها ضد الاعداء المذكورون ادناه : 1- الفاسدون الذين يبتلعون الموازنة السنوية وعوائد النفط هم واقرباؤهم . 2- المجرمون المحكومون والذين لم تنفذ احكامهم ويتم تهريبم بشكل منتظم . 3- الذين قاموا بالغاء البطاقة التموينية ليهددوا عيش ملايين الناس .4- المنافقون المندسون في دوائر الدولة ينشرون التعطيل والرشوة والمحسوبية واليأس . 5- الذين يقودون وزارات ومؤسسات ودوائر خدمية مهمة ولم يقدموا اي منجز على الارض . حرب كهذه ليس فيها الكثير من الضحايا وهي حرب يباركها الله ورسوله والمؤمنون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2012-12-06
من يسمع كلامك ياعمي ؟؟؟؟
عراقي
2012-12-05
تقرير رائع فعلا مع الاسف بدلا ان توجه الاسلحة ضد الارهاب تم توجيها وبقرارات فردية ضد الشركاء والحلفاء التاريخيين لاحظنا جيوشا ضخمة كانت مستقرة في الثكنات اين هم من الارهاب لماذا لا يتم مواجهة جيوب الارهاب
قارئ
2012-12-05
جزاك الله الف خير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك