المقالات

الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة....

547 14:00:00 2012-12-05

عون الربيعي

يكثر الحديث في وسائلنا الاعلامية ومن قبل نخبنا ومثقفينا وحتى عامة الناس عن مشكلة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة بل في كل مرافق الحياة في بلادنا حتى اصبح الهمز واللمز بالفساد والاتهام بالسرقة حالة عامة يريد من يقف ورائها وينظر لها ويدفع باتجاه تنميتها الى تسقيط واسقاط المجتمع العراقي وحين نتحدث نحن عن هذه المشكلة للاسف فاننا ننظر للفساد وساليبه وطرائقه دون ان نفكر او نضع استراتيجية واضحة لمحاربته والحيلولة دون بلوغه مراحل كالتي نتحدث عنها بشكل جمعي فالسياسي عندنا فاسد وموظف الوزارة فاسد والمعلم كذلك بل وحتى موظف الخدمة وصولا الى القائم على خدمة الحسينية والمسجد وهذا الوصف محل نقاش حديث لاننا عندما نتحدث عن هذا الموضوع بهذا الشكل واقصد كلنا نصطبغ بنفس الصبغة وعندما نناقش من هذا المنطلق نحاول تبرئة ساحتنا ورمي التهمة على الاخرين في محاولة لتخصيص الحالة وحصر المشكلة وتضييق دائرتها وهذا سلوك من المفترض ان نقف عنده ايضا ما اريد قوله اننا كعراقيين نبحر في سفينة واحدة تربطنا روابط ومشتركات اقوى بكثير من حجم خلافاتنا واختلافاتنا ولو دققنا ومحصنا جيدا في اصل هذا السلوك وتحوله فجأة الى ظاهرة لوجدنا ان القضية يقف خلفها عدد من الاسباب يقف في مقدمتها السبب السياسي الذي تتبناه جهات ودول ومنظمات تريد ممارسة ادوارها بشكل اوسع مستغلة تعميق وتاصيل هذا السلوك المرفوض بل وتعميمه لتفتح الدولة العراقية ومن خلفها المجتمع العراقي ابوابها بوجه من يريد ان يتسلل ويعلن نفسه مصلحا وهو في حقيقته متأمر دنيء والا ما معنى ان يوصف نظام كنظام صدام على انه الافضل قياسا بنظامنا الجديد ولماذا يضرب المثل بمؤسساته المليئة باشكال الفساد قياسا لمؤسساتنا الحالية فرغم كل ما فيها من مشاكل لكنها تبقى عمليا افضل بكثير هنا اقول لماذا تعقد مثل هذه المناظرة والمقارنة رغم البون الواسع والفرق الشاسع بين مؤسسات العهدين السابق والحالي ومن يريد التسللل وماهي غاياته مستغلا ضعفا هنا وتقصيرا هناك وهل ان مشكلة الفساد الإداري والمالي المُستشري في العراق بسبب تغذيته من قبل اطراف معينة وجهات تريد تسييسه ، عصية على العلاج وللمعالجة لابد من الالتفات الى ان اسبابا تشارك فيها القوانين التي تحتوي ثغرات يستغلها الفاسدون لتحقيق مآربهم ، بما فيهم بعض الرؤوس الفاسدة تريد ابقاء الوضع على ماهو عليه دون تحريك السلطة المسؤولة ساكنا مكتفية بالشعارات هذه الرؤوس التي نتحدث عنها لابد ان تخرج من دائرة الحماية الحزبية والعشائرية والمكوناتية ليتم محاسبتها وهذا ما على الدولة والحكومة ان تقوم به اما ان تخضع للابتزاز وتقبل بان تسير الامور الى مجهول فعليها عند ذلك ان تعلن عجزها وترحل شرط ان يتقدم من هم اهل للثقة والنزاهة وهم كثر بل هم اضعاف اضعاف من نتحدث ويتحدث عنهم الشارع العراقي لقيادة البلاد اما المقارنة مع زمن ماض نلعنه ونعلن براءتنا منه ومن ازلامه ومن ينظرون لعودته من الذين يحاولون اليوم تصوير الشعب العراقي على انه شعب سراق وفاسدين بمجموعهم وان الطغمة البعثية الحاكمة وطريقتها في ادارة البلاد كانت هي الحل وهي الطريقة الامثل لهولاء نقول ان عليهم ان يفهموا هذا الشعب السخي بتضحياته وما يحمل من قيم ولديه ما يمكنه من الحفاظ على وحدته وتماسكه ومشروعه وحريته التي صنعها بدماء شهدائه وهو لن يسمح مطلقا بمصادرة سُمعته عبر الترويج لحفنة من الفاسدين والمفسدين ووصفهم بانهم هم كل الشعب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك