خضير العواد
عندما ندرس التاريخ ونأخذ منه العبر فنرسم صورة للماضي من خلال مجموعة المعلومات التي حصلنا عليها ، ولترسيخ الصورة أكثر لهذا الماضي نقارنه بما يدور حولنا ونضع نصب أعيننا أختلاف الظروف والعوامل عندها سنصل الى أقرب صورة للحقيقة ، ولمعرفة حقيقة يزيد بن معاوية علينا أن نقارنه برؤساء العرب الذين عاصرناهم وعرفنا تاريخهم وما فعلوه لشعوبهم عندها سنصل الى أقرب صورة لحقيقة يزيد بن معاوية ، فرؤساء العرب الذين عاصرناهم لقبت كل واحد منهم الشعوب العربية بالدكتاتور ، من خلال تفردهم بالسلطة لعشرات السنين بل تفردوا بكل قرار يعني الشعب والدولة فسيطروا على البلاد والعباد وسرقوا ثروات الشعوب حتى وصلت حساباتهم بالبنوك العالمية بالمليارات وشعوبهم لا يجدون لقمة العيش ، فضغطوا على الدين وأهله ففتحوا السجون لكل من يعارضهم بالرأي أو الموقف حتى اصبح المثقف غريب في وطنه لكثرت ما يلاقي من مضايقات ، لهذا فقد هاجرت الكثير من العقول الى خارج البلاد هرباً من سلطة الحكام الظلمة ، وهذا ما عانت منه جميع الشعوب العربية وخصوصاً العراق أيام البعث الكافر و مصر أيام حسني مبارك وكذلك تونس وليبيا وباقي البلدان العربية ، ولكن هؤلاء الرؤساء المجرمين لم يتجرؤا على المساس بأساسيات الدين ومرتكزاته التي أكد عليها القرأن والسنة النبوية الشريفة كما سنلاحظ في حياة يزيد بن معاوية وبالرغم من ذلك قذفتموهم بأسوء العناوين كالمجرمين والظلمة ولعنتموهم صباحاً ومساءاً وطالبتم القضاء بأن يعدمهم ويخلص العباد منهم وبعضهم قتلتموهم أشر قتلة كما حصل مع القذافي ،ولكن بالمقابل فأن يزيد بن معاوية قد حكم ثلاث سنوات وبعدها مات ، السنة الأولى 61 هجرية قد قتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته واصحابه وسبى أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة من كربلاء الى الكوفة ومن ثم الى دمشق وعاملهم كمعاملة العبيد والأياما ، من هو الحسين بن علي (ع) ، قال رسول الله (ع) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) وقال (ص) ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما ) وقال(ص) (الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا ) وقال (ص)( الحسين مصباح هدى وسفية النجاة) وقال (ص) (حسين مني وأنا من حسين ) وقال (ص) ( أللهم إني أحبه ، فأحببه وأحب من يحبه) ،أما يزيد بن معاوية فهو فاسق فاجر يشرب الخمر ويلعب بالقرود ولهذا لم يبايعه الإمام الحسين (ع) بعد أن جبر الأمة معاوية على مبايعة أبنه يزيد ، في السنة الثانية عام 62 هجرية فقد هجم جند يزيد بن معاوية بأمره على مدينة رسول الله ومهبط الوحي وفيها صحابة رسول الله (ص) من المهاجرين والأنصار والتابعون لهم بأحسان وأهل بيت رسول الله (ص) فقتلوا آلافا من المسلمين ومن بينهم 700 صحابي من الأنصار والمهاجرين وأباح يزيد المدينة لجنده ثلاثة أيام حتى روي أنها ولدت ألف إمرأة في واقعة الحرة من غير زواج ، فقد كان قائد جيش يزيد في هذه الواقعة مسلم بن عقبة وسمية مسرفاً أو مجرماً لأسرافه بالقتل والترويع وقد أخذ البيعة من أهل المدينة على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية وسمى مسلم المدينة بالفتنة وقد سماها رسول الله (ص) بالطيبة وقال (ص) ( من أخاف المدينة أخافه الله ) ، وفي السنة الثالثة عام 64 هجرية هجم على مكة وحرق الكعبة ورماها بالمنجنيق حتى هدمها وقال الله سبحانه وتعالى ( جعل الله البيت الحرام قياما للناس ) (سورة المائدة أية 97) وقال سبحانه وتعالى (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة ) ( سورة إبراهيم أية 37) وبذلك قد ختم حياته يزيد بن معاوية بهدم قبلة المسلمين وبيت الله الحرام الذي يحج إليه كل عام ملايين المسلمين ، ولكن من لا يعترف بالنبوة ويعتبرها مجرد ملك ليس غريب عليه فعل ذلك وهو القائل بعد قتله للحسين بن علي (ع) : لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزلفهذا هو يزيد الذي الذي قتل رسول الله (ص) بقتله للحسين أبن بنته (ع) وأتخذ من المسلمين عبيداً يفعل بهم ما يريد وأحراقه لأعظم مقدس عند المسلمين وهي الكعبة وهتكه حرمات نساء المسلمين ، فهل أعمال رؤسائكم يا أمة العرب التي بسببها لعنتموهم وقتلتموهم وقذفتموهم بأقبح وأسوء العناوين وهي لا تمثل قطرة أمام بحر إجرام الفاسق يزيد ، فهل نستكثر عليه اللعن أو قول الذم وهو المثل الحي لكي طاغية ومجرم في هذه المعمورة وفي مقدمتهم رؤسائكم العرب المجرمين.
https://telegram.me/buratha