المقالات

معركتنا القادمة ليست مع الكرد

795 20:27:00 2012-12-05

حيدر عباس النداوي

في الوقت الذي لا زالت فيه ازمة التصعيد العسكري بين المركز والاقليم تاخذ مديات خطرة على خلفية تشكيل قيادة قوات دجلة من قبل الحكومة المركزية في محيط المناطق المتنازع عليها وردت الفعل التي قامت بها حكومة الاقليم من مخالفة صريحة للدستور وتحريك قوات البيشمركة للانتشار في المناطق المتنازع عليها مع ما رافق هذا التحرك وهذا الانتشار من شحن طائفي من قبل الطرفين فاحة رائحة عفونته من خلال الرسائل والتسريبات الخاصة والرسائل المقابلة التي تدعو الى الاحتكام الى لغة الزناد ورائحة البارود في اسوء سباق لم يتوقعه الشعب العراقي من اقصاه الى اقصاه ويقوده رئيس الحكومة الاتحادية ورئيس الاقليم.لقد كشفت الازمة الحالية عن الحاجة الجدية الى ضروة وجود مثابات ودعامات قوية لصد الاختراقات ومنع الانتكاسات التي تحدث بين فترة واخرى ومنع الانزلاق نحو الهاوية التي يريد البعض جر البلاد اليها بدوافع انتخابية او حزبية او الهروب من المشاكل والازمات التي يغرق فيها البلد دون ان ياخذ اخطار مثل هذه الصراعات على مستقبل العملية السياسية والسلم الوطني وتماسك النسيج الاجتماعي والوطني لابناء البلد الواحد.ورغم ان عراق اليوم هو ليس عراق ما قبل عام 2003 الا ان البعض يحاول ان يعيد الكرة من جديد محاولا تنصيب نفسه وصيا دون ان يعلم ان زمن الوصاية قد انتهى وان مفاتيح الشعب العراقي لم تعد بعهد السياسيين بل ان الشعب هو من يملك توجيه الحكومة وقيادة دفتها بالوجهة التي يريد تقف من وراءه مرجعية دينية اثبتت الوقائع والاحداث صدق منهجها وسلامة تفكيرها وحسن سريرتها.ان الشعب العراقي بجميع اطيافه يعتبر ان الاحتراب الداخلي او القومي كلمة غريبة لا يفقه كنتها ولا يوجد لها اثر في قاموس تعايشه واخوته ويرفض في الوقت ذاته ما يقوم به اهل السياسة والمداحين من طرح مثل هذه الكلمة بين اوساطه كما ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف اعلنتها صراحة واوصلتها الى الحكومتين من ان القتال بين ابناء الشعب الواحد امر غير وارد ولا يمكن التفكير به من قبل اي طرف.ان الاحتراب والاقتتال قد يكون اخر الخيارات بين الدول اما بين ابناء الشعب الواحد فانه المستحيل بعينه ويجب على الاطراف الحكومية ان تلغي هذا الخيار وتعود الى طاولة الحوار الصادق البناء ولاحتكام الى الدستور والتوافقات وان تتحلى بالمرونة واشاعة روح الثقة والاطمئنان .ان معركة العراقيين القادمة ليست فيما بينهم ان معركتنا القادمة ستكون مع الارهاب ومع المجاميع الارهابية السلفية الوهابية التي تحركها دول الخليج وتركيا واسرائيل والتي تندرج ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تريده اسرائيل وتنفذه السعودية وقطر والامارات وتركيا والذي لاحت علاماته في الصراع الطائفي القائم في سوريا.ان علينا ان لا ننتظر الخطر حتى يدخل بيوتنا بل علينا ان نستعد لمواجهة الخطر خارج حدودنا وحتى نكون على موعد مع النصر علينا ان نتوحد ونتغلب على مشاكلنا وتقاطعاتنا قبل فوات الاوان وقبل نجاح الاعداء في مسعاهم الذي يريدونه . ليست لدينا مشكلة مع الكرد ولكن علينا ان لا نخلق من الاختلاف مشكلة وبالتالي نخلق لنا عدو هو دائما بصفنا ان عدونا واضح ومعروف وهو ليس جلال طالباني او مسعود بارزاني.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد احمد
2012-12-06
وفي المقابل يجب ان نقول لاخواننا وشركائنا في الوطن الكرد بأن معركتكم ليست مع اخوانكم ومن تقاسموا ظلم الانظمة السابقة والمقابر الجماعية معكم بل معركتكم مع الارهاب واذنابه ومن يروجون له ويدعمونه سرا وعلنا فالتصعيد ليس له ما يبرره وخصوصا ان اول خطوة للتصعيد الاعلامي بدأت من قبل الاخوان الكرد اما تجاوزاتهم على الدستور فحدث و حرج وكانهم يتعاملون مع دولة مجاورة بل وعدوه لهم . اتمنى ان يمن الله على جميع العراقيين بالطمأنينة والثقة المتبادلة , ليتعاونوا على بناء بلدهم بروح التعاون والتسامح والتفاهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك