المقالات

حرمان الشعب من أموال النفط..جنون أم غباء

590 14:06:00 2012-12-06

أحمد عبد الحسن

 

يبدو أن هناك خطا رفيعا يفصل بين الدكتاتور والمجنون، فكلاهما يرى نفسه في المرآة طاووسا، على الرغم من أنه قد يكون أقبح من الدجاج الهراتي، وقد يرى نفسه عنترة ابن شداد بينما هو في حقيقته (أجبن من إسماعيل ياسين) كما يقول العراقيين.

والاثنان يتسمان بالغباء، مع فارق هو أن المجنون معذور لغياب عقله عنه لسبب قد يكون خارج إرادته، لذلك يكون الدكتاتور أغبى من المجنون، لأنه غيّب عقله بملأ إرادته وأختار أن يتصرف من دون الرجوع إلى العقل، مع أنه الوحيد الذي يميزه عن باقي مخلوقات الله الأخرى.

الذي أثارني لكتابة هذا الموضوع هو التصرفات المتتالية للسيد رئيس الوزراء العراقي (حفظه الله ورعاه) نوري المالكي.

فلا أعرف ماهية الطريقة التي يفكر فيها السيد المالكي، وهل تعد بنظره منطقية؟. فهل من المعقول أن ينهي رجل ما، سبع سنوات من حكمه بخلق الأزمات، نعم بخلق الأزمات، وأقولها الآن بملأ فمي.

كنت فيما مضى التمس للرجل العذر تلو العذر، وأقول إن أعدائه ومناوئيه لا يريدون للرجل النجاح، بيد أن ما فعله اليوم من حرمان الشعب من حصته في نفط بلاده التي أقرها البرلمان في ميزانية السنة الفائتة، لهو اشد أنواع الديكتاتورية والحمق السياسي.

ما الذي يريده المالكي بارتكابه هذه الفعلة الشنيعة؟، وكيف يبررها؟، والمشكلة أن عذر أصحابه المطبلين له أقبح من فعل رئيس الوزراء نفسه، لأن المسألة حسب قولهم مخالفة للدستور!!، فلا يحق لأحد إضافة بنود جديدة على الميزانية بحسب قولهم وقول صاحبهم الذي يتكلم بلسانهم، مع أن المسألة بخلاف ذلك بحسب بعض النواب ممن أصروا على تثبيت نسبة الـ25 بالمائة من فائض النفط في الميزانية التكميلية، وهذا ما أقره حتى أعضاء كتلة المالكي نفسه، وقرأنا تصريحاتهم في أكثر من مطبوع وصحيفة عراقية.

فما حدا عما بدا، وكيف تحولت هذه النسبة إلى غير دستورية بنهاية العام؟، ولماذا أفسد فرحة الناس؟، لاسيما الفقراء منهم وهم يعدون الأيام لاستلامها وقضاء حوائجهم الكثيرة في ظل حكومة (العدل والقانون).

ولماذا بيّت السيد المالكي هذه المؤامرة  للشعب وتركها لنهاية السنة؟، هل كان يستهزئ بهم، ويضحك من أم حسين التي كانت تنتظر الأموال بفارغ الصبر لتشتري لأيتامها (صوبة)، أم كان يسخر من أبي جاسم المعدم الذي كان متحمسا لما سيقبضه من مال ويحقق أمنيته ويمسك ورقة الدولار التي سمع عنها كثيرا ولكنه لم يلمسها كما يفعل المسؤولين ذلك كل يوم؟.

فهل هو الجنون أم هو الغباء في هذا التصرف؟..ونقول: الجنون هو اللعب على أرزاق الناس، لأنهم يسامحون في كل شيء إلا قوت أطفالهم..والغباء: أننا على أبواب انتخابات، ولا أعلم أي مستشار يقترح على رئيس الوزراء مثل هذه الأفكار العبقرية. أما إن كان حرمان الشعب من أموالهم وحصتهم في النفط من بنات فكر السيد رئيس الحكومة، فلا تعليق...

  

 

       

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك