هادي ندا المالكي
شارفت أحداث مسلسل فضائح صفقة الأسلحة الروسية التي وقعها رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته الى العاصمة الروسية موسكو على الانتهاء بعد ان تكون اللجان المعنية قد انتهت من التحقيقات التي اجرتها خلال الاسابيع والايام الماضية والتقت خلالها بالعديد من الاطراف المعنية بهذه الصفقة الفضيحة.وفضيحة صفقة الاسلحة الروسية قد تكون الاسوء في سجلات الدولة العراقية ليس لانها الاولى في سجل الفضائح والفساد ولن تكون الاخيرة وليس لانها صاحبة الرقم الاعلى في حجم الاموال المهدورة والمنهوبة من اموال الشعب العراقي ولكن لانها تستمد فضاعتها من طبيعة الاطراف التي تسببت وشاركت بها وسجلت على تداعيات اثارها خلاصة ما يجري على الساحة السياسية ومسارات العملية السياسية من اثام لا يمكن التخلص منها الا من خلال عملية جراحية كبرى يتم فيها استئصال الورم السرطاني واثاره المستقبلية.ويمكن القول ان فضيحة صفقة الاسلحة الروسية قد سجلت ضد رئيس الوزراء ومن سعى لها مهما حاول القائد العام للقوات المسلحة دفع التهمة عنه ومهما حاول التقليل من شان الاخبار التي تتحدث عن مئات الملايين من الدولارات التي منحت كعمولات لشراء الخردة الروسية.وقد يكون من سوء طالع المالكي ان الكشف عن فضيحة صفقة روسيا -غيت قد جاءت في اوقات حرجة جدا للحكومة ومن شارك بها بل تمثل عبئا ثقيلا مضافا في وقت تحاول الحكومة الخروج من دائرة الخطر والاتهامات التي تطالها من كل الاطراف بعد محاولتها الغاء البطاقة التموينية وفي خضم الصراع الدائر مع الاكراد على خلفية احداث طوزخرماتو وتشكيل قيادة قوات دجلة وتحرك البيشمركة الى المناطق المتنازع عليها.وليس هذا فقط ما يجعل القضية لا تسجل ضد مجهول بل تسجل ضد القائد العام وصقوره هو هذا التناقض المفضوح في تصريحات المالكي فمرة يقول لا توجد شبهة فساد في صفقة الاسلحة الروسية ومرة يقيل المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ لوجود شبهة فساد تحيق به وغير هذا هو الاخبار المتواترة من العاصمة الروسية والتي أقالت كبار جنرالاتها ومنهم وزير الدفاع على خلفية اكتشاف فساد في صفقة الاسلحة الموقعة مع العراق ،علما ان الرئيس بوتين لم يتاخر كثيرا ولم يدافع عن الفساد والمفسدين ولم يتاخر القرار اكثر من يومين.كان من الممكن ان تقيد صفقة الاسلحة ضد مجهول لو ان روسيا لم تقيل جنرالاتها ولو ان الاوضاع السياسية في البلاد كانت تتسم بالتوافق الا ان نزق القائد العام للقوات المسلحة وتشنجه جعل الاطراف الاخرى تصر على كشف الجهات المتورطة وهذه واحدة من نعم الاختلاف فلو لم يحدث الاختلاف وليس الخلاف لما تم الاصرار على كشف المتلاعبين بقوت ومشاعر العراقيين ومن المحاسن الاخرى ان كشف فضيحة صفقة الاسلحة الروسية ستطيح ايضا برؤوس كبيرة كان لها دور مباشر في فساد البنك المركزي العراقي.ان فضيحة صفقة الاسلحة الروسية ستكون برميل البارود الذي سينسف مصداقية رئيس الوزراء لان شبهة الفساد التي نفاها ستطيح بعدد من المقربين منه وسيعرف الجميع ان ما يتحدث به المالكي ليس دائما هو الصحيح فربما تعمد إخفاء الحقيقة في كل الأوقات.
https://telegram.me/buratha