المقالات

فساد بلا عقاب

473 11:48:00 2012-12-06

جواد العطار

تتوالى ملفات فساد العيار الثقيل في اقل من شهرين ؛ لتشمل سياسيين وعسكريين ومثقفين في حرب لا هوادة فيها .. فمن فساد جهاز توزيع البطاقة التموينية الضخم باكمله والاقرار الحكومي بالعجز عن علاجه او ايجاد سبل كفيلة بالحد من فساده والاستعاضة عنه بالبدل النقدي ثم العودة عن القرار تحت الضغط الشعبي ، الى عمولات صفقة الاسلحة الروسية والاوكرانية وصفقة روتانا لمهرجان بغداد عاصمة للثقافة وملف البنك المركزي ومزاد العملة الصعبة والسلسلة مستمرة ذهب ضحيتها لحد الآن الناطق الرسمي باسم الحكومة ومحافظ البنك المركزي وتلوثت فيها اسماء كبيرة وكثيرة لم تحسم قضاياهم بعد .. واذا كان الامر برمته ظاهرة صحية في ان تتكشف الحقائق ويكشف الفاسدين او المقصرين امام الرأي العام والجمهور؛ مع تثبيت حقيقة ان الفساد ليس وليد اليوم او اللحظة حتى يظهر بهذا الشكل المفاجيء؛ فان ما يؤشر على هذه الظاهرة ، ما يلي :1. غياب هيئة النزاهة والقضاء وهم الجهتين المخولتين بالنظر في حسم هذه القضايا .. ورغم ذلك فان الجميع يتحدث الا هاتين الجهتين؛ اصحاب المسؤولية؛ لم نشاهد لهما أي ظهور او نسمع لهما اية تصريحات .2. انفراط عقد التعاون المطلوب بين لجنة النزاهة البرلمانية والجهاز التنفيذي (الحكومة)؛ في سير التحقيق بهذه القضايا وهو ما تتطلبه آلية النظام البرلماني .. وتقصير الاخيرة أي الحكومة في اخذ زمام المبادرة قبل غيرها بكشف موظفيها الفاسدين واحالتهم الى القضاء؛ واتجاه كلا الفريقين الى تبادل وتراشق الاتهامات واستخدام الاعلام منبرا لفضح الآخرين قبل ان يقول التحقيق او القضاء كلمته الفصل ، ما سيجعل من الملفات المتبادلة مادة دسمة للصفقات السياسية على حساب الصالح والمال العام .3. تداعيات كشف ملفات الفساد على هذه الشاكلة خطيرة تؤدي الى انهيار جدار الثقة بين المواطن والسياسة والسياسيين وتضر بالعملية السياسية ، لانها تؤثر في جانبين :• تشكل نموذج سيء يفقد القدوة المطلوبة للقيادة لان الجميع مرشح للاتهام دون دليل بما يؤدي الى سيادة اليأس من التغيير مع الوجوه الحالية وعزوف المواطن عن المشاركة في الانتخابات .• يمنع بث دماء جديدة الى الميدان السياسي ان لم يؤدي اصلا الى انعزال سياسيين عن العمل؛ خوفا من التلوث بشبهة الفساد التي التصقت بالسياسيين عموما ، فاسدين خصوصا وغير فاسدين .ان اتجاه السياسيين الى استخدام قضايا الفساد مادة للتسقيط السياسي للشركاء وساحة للصفقات المشبوهة وغير الشرعية مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات ، بدلا من الابتعاد عن تسييس هذه الظاهرة الخطيرة وايجاد علاج لتداعياتها الكبيرة ، وترك القضية للنزاهة والقضاء ، سيؤدي الى ضياع المال العام والمساس بالمصلحة الوطنية العليا .. لان جريمة الفساد ستمر حتما .. بلا عقاب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك