لست ممن يدافعون عن الشيخ جلال الدين الصغير وعن أطروحته السياسية التي هي تمثيل صادق لخط المجاهدين الذين قادهم شهيد المحراب "قد" ، فهذه أيسر مهمة لمن يبغي ذلك، ومثل الشيخ جلال الدين الصغير ليس بحاجة لمن يدافع عنه، فقد أرتقى سلم المجد ولن ينزله منه أحد..غير أن آخر ما كتبه " داود البصري" ونشرته جريدة السياسية الكويتية بعنوان " شيوخ الصفوية في العراق والحقد على بغداد وتاريخها...؟" يستدعي أن نقف عنده لنتعرف على ما وراءه وليس على مضمونه..! فالمضمون أسخف من أن يرد عليه، لكنه أستمرار لنهج ما فتيء يتفاعل على الساحة السياسية الأقليمية ، يخمد تارة وتارة يستعر حسبما يرتأي من يقف وراءه أو من يمثله..!
هذا النهج الذي يتموقع داود البصري في زاوية من زواياه المظلمة له عدة مقومات؛ أول هذه المقومات الصخب العروبي الفارغ الذي تجاوزته الأنسانية منذ أن تحول العالم الى قرية صغيرة، ومنذ باتت المعرفة في متناول الجميع، ولم تعد إسطوانات الرسالة خالدة ، والأمة العريقة ، وخير أمة تنطبق على القومية العربية مع شديد الأسف، فالقومية العربية ليس لها فضل على البشرية إلا بأنها تشرفت بأن نبي الأنسانية وخاتم الرسل صلى الله عليه وآله وسلم منها..أما باقي التفاصيل والدور الحضاري والإسهامة الإنسانية فقد تراجعت الى حد كبير وسبقتنا ـ ومع الأسف مرة أخرى ـ شعوب كثيرة، بل في التصنيفات العالمية بتنا في ذيل القائمة ـ مع الأسف مرة ثالثةـ وهذا ليس بسبب أننا قد خضعنا للأستعمار الغربي فقط، ولكن لأن ثمة أستعمار داخلي جثم على صدورنا وما زالت بقاياه وآثاره تنفث سمومها ومن بينها قارورة السم في جريدة السياسة الكويتية...ّ!
وتتذكرون الدور التأجيجي الذي مارسه الجارالله إبان الحرب العراقية الأيرانية، فبدلا من الألتفات الى الواقع حيث يتعين أن تتعايش شعوب المنطقة بأمن وسلام لتعوض الفاقد الحضاري الذي خسرته إبان حقبة الأستعمار المباشر وإحتلال الصهاينة لأرض فلسطين، أخترع هذا المنهج لنفسه عدو بديل عن الصهيونية والهيمنة الغربية، ولو كان إختراعهم موجه الى أمة جارة للعرب غير مسلمة لكان له حد يمكن تداوله من المقبولية..لكن هذا النهج توجه الى ذات الأمة بل الى قلبها النابض ليختاره عدوا بديلا عن الصهيونية..!
لقد أختاروا الشيعة والتشيع وعرينه المتمثل بالعراق وإيران وحيثما ينتشر الشيعة في البحرين ولبنان وسوريا و اليمن والمنطقة الشرقية من مملكة آل سعود أعداءأ وهم يتصرفون بعلنية فجة على هذا الأساس ، والشاهد سلسلة مقالات دواد البصري وإمثاله من أشباه الكتاب..
وأذا راجعنا تاريخ الأمة بتسميتيها العربية والأسلامية وقرأناه بأنصاف لأنفسنا على الأقل ، لن نخرج بنتيجة مريحة ـ أقولها بتهذيب شديد حتى لا أكون كمن يشتم نفسه ، وإلا فهي تستحق أن توصف وصفا آخر..!..هذه النتيجة الغير مريحة لها معطيات هي ذلك الوجه الخلفي مما تغنى به داود البصري وجماعة معتنقي الفكر النكوصي العروبي...
في ذلك الوجه الخلفي من معطيات التاريخ نجد أننا ننتمي الى أمة قتلت وبأكثر الطرق شراسة ووحشية إبن بنت نبيها وبعد ذلك أدوا صلاة الظهر لينهوها بـ" اللهم صلي على محمد وآل محمد"..! والذي قتلوه هو الآل!..
في ذلك الوجه ننتمي ومعنا داود البصري الى الجيش الذي سبى بنات رسول الله ليأخذهم مقيدات بالسلاسل قرابة خمسة آلاف كيلومتر يدور بهم على الأمصار..!
في ذلك الوجه أيضا يتشرف داود البصري بأنتماءه الى أمة رمى خليفتها كتاب الله بالنبال..وفي ذلك الوجه أيضا وفي عصره "الذهبي" ، عصر هارون ، كان خليفتنا وخليفة رسول الله وظل الله في الأرض!! يدور في اليوم والليلة على ألف من الجواري..في ذلك العصر الذهبي أيضا كانت قصور خلفائنا تعج بالغواني والجواري والقيان والصبيان..! وفيه أيضا زف الخليفة على صبي ...!!!!!!!!!!
بعد هذا أعيد عنوان المقالة كسؤال ..هل يستحق داود والمنهج الذي هو جزء منه والذين يقفون وراءه أن يرد عليهم...؟! ..
اقول نعم يستحقون أن نرد عليهم..فقد أصيبوا بـ "الثول" بعد إنتصارنا في غزة بواسطة صواريخ فجر 5 التي صنعتها أيران... وهم قد زلزلوا وفي العراق تم تكسير حدود معادلة الحكم المقلوبة ليحكم أبناءه أنفسهم بأنفسهم بدلا من أن يستوردوا ملكا من الحجاز، أو أن يجبر شعبه على أن "يتعفلق" خمسة وثلاثين سنة عجاف..! وهم يدورون حول أنفسهم لا يعرفون ما هم فاعلين وآذانهم تقرع يوميا في العراق بأشهد أن لا أله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن عليا ولي الله..
أما حكايات مسلخ براثا ، وتأويل الحديث عن المارقة بأنهم أهلنا الأكراد، وغيرها من الأحاديث التظليلية فهي أسطوانة مشروخة مللنا سماعها...!
https://telegram.me/buratha