بقلم : طالب الشطري
الناصرية قديمة قديمة جدا وحديثة حديثة عهدا وعبر عتيقها وجديدها يمر كامل تاريخ العراق.كانت الناصرية في قلب كل المشاريع التي عرفها العراق، العراق القبلي في قلبه لواء المنتفك والمشروع القومي وفي قلبه فؤاد الركابي والمشروع الاممي وفي قلبه يوسف سلمان وغالي زويد والمشروع الثقافي وفي قلبه عزيز السيد جاسم والمشروع الاسلامي وفي قلبه الشيخ الناصري وطالب الرفاعي وطالب السنجري والمشروع التنويري وفي قلبه الشيخ احمد الوائلي ومصطفى جمال الدين والمشروع الفني وفي قلبه داخل حسن وحضيري ابو عزيز وطالب الفراتي وطالب القره غولي وزامل سعيد فتاح والمشروع الوطني ويحمل عصاه محمد سعيد الحبوبي وناجي طالب.عندما تسحب خيط الناصرية من ثوب العراق يبقى الجميع عراة. اننا المدينة التي يضع العالم احجارها في متاحفه، ونحن الحفاة الذين يصنع العراق من جلودنا لاقدامه اخفافا.
الناصرية وضعت الفكر في راس العراق وسكبت في كاسه الموسيقى والغناء وصنعت له ذوقه وملأت برميله نفطا ومع ذلك فان الناصرية تهمة.
في الناصرية وحدها تجد الانسان البيو، الانسان الطبيعي على فطرته كما خلقه الله، قد تجد هذا الانسان مختلفا عنك لانك فقدت الكثير من خصالك الطبيعية اما هو فقد بقي منطبقا مع طبيعته.هناك عقدة في العراق اسمها العقدة الشروكية او عقدة الناصرية لم تعد غائصة في النفوس ومتخفية في المزاح ولابسة ثوب فلتات اللسان بل اصبحت ظاهرة علنية وكان احد ضحاياها واحد الامثلة الصارخة عليها هو عادل عبد المهدي.
يقع عادل عبد المهدي في قلب المشروع الوطني، النهضة للعراق وبالعراق، وضع العراق على طريق الدولة ونقل العراقيين من التجمع الى المجتمع. في افكاره التي يطرحها عبر اوراق حصدت كامل عمره يجري عادل عبد المهدي غرافا ثانيا الى جانب الغراف الذي ارتبط باسم والده عبد المهدي المنتفجي.
في كل مسيرته اراد عادل عبد المهدي تسويق العراق فيما اراد الاخرون التسوق من العراق.عراقي وطني مصفى من الميول الحزبية او الطائفية او المناطقية او المصالح الشخصية.مثل اهتمام اينشتاين بمعادلاته الرياضية يهتم عادل عبد المهدي بمعادلاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون التفات للمظهر، انه ربما الشخص الوحيد الذي لايخطط لملابسة عندما يريد الظهور بمناسبة عامة.
عومل عادل عبد المهدي بقسوة وطورد بلا رحمة ولاكته الالسن بدون تروي وكان في النفوس شهوة انتقام تحت تاثير عقدة الناصرية مدينة المليون عريف والشجرة الخبيثة ومدينة المعدان وعاصمة الشروكية.
الشروكية فيتو والناصرية تابو لذلك لاترى في القيادة وجوها شروكية.كانت تهمة عادل عبد المهدي انه يريد الوزارة رئاسة حتى عندما استقال لم يقال انه اسس لثقافة الاستقالة بل قيل انه استقال لكي يتم استيزاره. في وقت ما سيطرت على البعض حمى اسمها عادل عبد المهدي وراحت حياة الرجل تبعثر على الطرقات وتبرع جنود مجهولون في الدخول الى سيستم الشهادات العالمية في اختصاص الدكتوراه للبحث عن شهادة عادل عبد المهدي مع انه الوحيد في هذا البلد الذي لم يكذب على شهادته وكتب في سيرته على وجه الضبطتحصيله الاكاديمي.نحن تل اللحم وتل الاثار وتل ال جليقول زامل سعيد فتاح في احدى روائعهكالولي عليك هواييا تل جلاللي ماوجيتوال جل هو لغة محلية تعني هشيم الحصاد لرز العنبر او الحنطة وهو سريع الاشتعال مثل ارواح الجنوبيين.
حظنا نحن اهل الناصرية قليل جدا الى درجة ان ال جل لايشتعل عندنا لكن سريعا مانحترق بكلمة او تهمة لاننا شرفاء . اعرف ان عادل عبد المهدي احد صناع السلم الاهلي وواحد من اقوى محركات الخير ومشغل لايكل للروح الوطنية ومفكر انساني وعقل اقتصادي والذي اعرفه ايضا انني ساصبح تهمة جديدة ضده.
في اخر اوراقه (السلطة والمجتمع الصغير...الدولة والمجتمع الكبير) يكشف عادل عبد المهدي عن كونه احد الكبار في هذه الامة وانه يرى مايرفض الاخرون رؤيته والذي من الممكن ان يعيد العراق الى دورة الخراب.سنقتل خيركم هكذا تقول القبائل للقبائل في العراق عندما تعترك مع بعضها والخير قد يكون هو الطبيب او المهندس او الخبير وان اضفت الروح المناطقية على الروح القبلية سيكون الضحية الامل وكذلك ابو امل.
https://telegram.me/buratha