المقالات

حديث متشنج للمالكي يعكس التناقضات ويثير الازمات !؟

663 13:00:00 2012-12-08

بهاء العراقي

يبدو من لهجة رئيس الحكومة نوري المالكي وانت تستمع لمؤتمره الصحفي الذي عقده مؤخرا انك تستمع لشخص اخر غير المالكي والذي شمر عن ساعديه سابقا واعلن امام الشعب انه عازم على حرب الفساد حربا لا هوادة فيها حتى ظننا انه سينصب محكمة في ازقة وشوارع بغداد لمحاسبة المفسدين ,ما فاجئنا فعلا هو نفي وجود الفساد في صفقة الاسلحة الروسية في تناقض كشف عنه في موضع اخر وهو يرد على اسئلة الصحفيين حيث قال بالحرف ان اقالة الدباغ من منصبه جاءت نتيجة وجود شبهات فساد في الصفقة الروسية رغم نفي الاخير وحديثه عن معلومات قدمها للمالكي بوجود هذه الشبهات وليس هذا فقط موضع التناقض في حديث السيد المالكي بل ان هناك اماكن اخرى تحدث فيها عن خلط وعدم دراية افقدت هذا الحديث اتزانه وجعلته هستيريا وهذا ما لم نكن نريده منه لايماننا ونحن نستشرف مستقبل بلادنا ان يكون الحديث موضوعيا قابلا للتصديق مقرونا طبعا بما يدعمه من اجراءات على الارض .الامر الاخر ان سياسة التهرب ورمي التهمة والتملص من المسؤولية التي اعتدنا سماعها منه ومن انصاره في كل مكان وكأنهم ملقنين وهم كذلك بالفعل حيث يرمي المالكي التقصير في خانة جهات اخرى في محاولة لتبرير موقفه في سلوك غريب وهذا ما نجده عبر اعترافه بانه قد تحدث الى اثنين من المعتقلين الذين قالا انهما بقيا رهن الاعتقال حتى من دون التحقيق معهما منذ سنة فهل ان التقصير هنا يرمى على الاشخاص المسؤولين عن الاعتقال ام على المؤسسة ام على طبيعة النظام الاداري المتبع, فوزارة بحجم وزارة الداخلية يتشدق وكيلها الاقدم بعدم وجود تقصير وان الامر مرتبط بوزارات اخرى وجهات قضائية فلماذا لم ينظر سيادته الى هولاء المعتقلين ولماذا الابقاء عليهم في المعقتل كل هذه الفترة وهل سيكرر انصار المالكي نفس القوانة المشخوطة (الرجال بوحدة محد يساعده) فماذا يريد حتى يحكم فينا بالعدل وهل يقبل دولته فعلا بمشاركة الاخرين من الشركاء ومساعدتهم وهو يحرص دائما على ان يكون قراره مركزيا غير قابل للنقض او الاستشارة فاذا كان يريد ان يبقى وحده لماذا تتكرر لهجة (محد يساعده) ام انها مخرج فضفاض وشماعة لتعليق الفشل والاخطاء عليه ؟؟ ما يثير الانتباه ايضا في اجابات وايضاحات السيد رئيس الحكومة هو اعترافه بتنفيذ بعض الاعتقالات بنفسه (في قضية البنك المركزي) وهو دليل على هيمنة راس السلطة التنفيذية على السلطة القضائية وهذا ما يخالف الدستور قطعا فهل هذا الامر بذاته ناشىء من عدم ثقة بالمؤسسة التنفيذية الامنية ام انه حرص زائد وتمادي في شغل مراكز الاخرين, واذا كان الامر منطلقا من عدم الثقة فلما يبقى من هم غير جديرين بها في مراكزهم والبلد فيه من العقول الكفؤة والضمائر النظيفة الكثير والكثير بما فيهم انصاره ومجاهدي حزبه الذين ترك بعضهم يواجهون مصيرهم المحتوم ليلجأوا في النهاية الى خيار ترك الخدمة في المؤسسات الامنية لاطلاعهم على اساليب بعض القادة الميدانين ممن كانوا يمثلون مرحلة البعث الصدامي وما اكثرهم في مؤسسات الدولة اليوم .اما ان يفسر الموضوع على انه حرص قد يكون زائدا فذلك موضوع مستقل ينم عن عدم احترام مبدا الفصل بين السلطات وممارسة مسؤوليات الاخرين وهو امر لاينبغي ان ان نفتح له الباب لانه سيكون على حساب امور اخرى غير مقبولة .الخلاصة ان موقف السيد رئيس الحكومة وحديثه خلال المؤتمر الصحفي فتح الباب مشرعا امام التكهنات والتاويلات فيما يخص الخلاف مع الاقليم سيما تهديداته الصريحة وطبيعتها والتي كشفت عن عدم احترام والتزام بالدستور بغض النظر عن كونه محقا او غير محق في خلافه مع الاقليمفيما شكل الحديث عن وجود فاسدين في لجنة النزاهة البرلمانية مقدمة لمحاولة اخرى الهدف منها اما لخلط الاوراق وتصفية الحسابات السياسية مع بعض الجهات الشريكة كالتيار الصدري او انه امر واقع حقيقي ويريد المالكي توظيفه مستقبلا ليتسنى له كسب الوقت والشروع بمناورة مع نفس الجهة في الوقت المناسب للتغطية على موقف او ازمة ربما تلوح في الافق خصوصا وان البلاد مقبلة على انتخابات . فهل كان المالكي موفقا ام لا في اختياره الحديث بهذه الكيفية ولماذا اذا يشعر الكثيرون بتناقض اجاباته ان كان التوفيق حليفه !!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رعد
2012-12-10
الغريب في الموضوع ان وزير الدفاع الروسي اقيل بسبب الفساد في صفقات السلاح ومنها هذه الصفقه والحكومه العتيده مازالت تنكر. وعلى فكره, العراقيين في معظمهم مصدقون للحكومه. شعب غريب فعلا
سعد علي
2012-12-08
المالكي يذكرني بابراهيم عرب صاحب مقهى عرب يرحمه الله اللذي كان اشهر كذاب في بغداد في زمانه فمن كثرة كذبه كان ينسى الموضوع اللذي يسبق حديثه قبل قليل والان المالكي نسخه طبق الاصل من ابراهيم عرب فاليوم تصريح وفي نفس اليوم او ثاني يوم ويصرح تصريح مغاير للتصريح الاول وينفي ويكذب التصريح الاول.ولكن الفرق بين الشخصيتين ان الاول كان محبوب من الجميع وحديثه للهزال وتفريغ الهموم اما المالكي لا اعتقد ان الاكثريه تحبه وحديثه للتستر على الفضائح اللذي هو السبب فيها شاء او ابىويزيد من هموم المواطن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك