تقريبا وبلا مكابرة تعرض معظمنا لموقف ضاع فيه مفتاح ما من مفاتيحه..مفتاح درج المكتب مثلا، مفتاح تشغيل سيارته، مفتاح باب دولاب ملابسه..أو مفتاح باب مسكنه..!
ويقول علماء النفس أن أول تصور لحل المشكلة يتكون بعد الدقيقة الثالثة من إستمرارها، وهذا التصور لا يتعدى قيام من ضاع مفتاحه بكسر القفل..! فماذا يعني هذا التصور...؟!.ا
لذي أعتقده أن أجابتكم جميعا سوف لن تتعدى وصف من يتكون لديه مثل هذا التصور بأنه قليل الصبر..وهو وصف "مقبول" لأنكم " جميعا" أتفقتم عليه، لكنه مع الأسف توصيف خاطيء لأنكم مثل من ضاع مفتاحه قليلي الصبر..! ، ومن المؤكد أن بعضكم سيصفني بأنني قد تجاوزت حدودي الأخلاقية، أو ربما سيصفني آخر بأني متحذلق أو متفلسف، لكن الحقيقة تبقى هي هي ، أنكم قد أخطأتم التوصيف..!. ومثلكم أنا كنت أخطأ في التوصيف لهذه القضية بالذات، وما زلت أخطأ في قضايا كثيرة ربما لا تعد، لكني " تعلمت" توصيف قضية ضياع المفتاح من موضوع لعلماء النفس قرأته، ولذلك بقي في ذهني عالقا الى لحظة كتابة هذا العمود..!...
والفرق كبير جدا بين من يسارع للحكم على قضية ما بدون علم ودراية أو دربة للذهن على حفظ المعلومة، وبين من "يصدر" قرارا بلا كل هذا أو حتى جزء منه...!
قضية ضياع المفتاح، أي مفتاح، وكما ترون تحولت الى موضوع فلسفي..! يقبل نقاشا واسعا، وأنا متأكد ايضا أن كل من سيقرأ ما تناولناه آنفا، سيتمعن فيه بطريقة مختلفة عن المرات السابقة لقرائته لمواضيع أخر، ليس لأن الموضوع مهم جدا ويستحق التمعن، وهو ربما هكذا!، لكن فقط لأننا أوحينا له بشكل حاذق أن الموضوع مهم وكبير وفلسفي ويستحق التمعن..!، بل لأننا أستفززنا كبرياءه وأتهمناه بأنه مخطيء..! مع أن الموضوع ليس أكثر من ضياع لمفتاح درج مكتب أو تشغيل سيارة أو دولاب ملابس او باب مسكن، يمكن كسره بسهودة بـ (التايلبر) وأبوكم الله يرحمه...!
القضية سادتي أكبر من ضياع مفتاح شيء ما، القضية أن ضياع المفتاح سيؤدي الى أرتباك يفضي بالنتيجة الى مشكل ما.
وفي حالتنا العراقية ، من المؤكد أن قوانا السياسية التي تصد للمشهد السياسي قد دخلت في قمقم وأقفلت غطاء القمقم عليها من الداخل، ناسية أنها لا تملك المفتاح، وأن من معه المفتاح خارج القمقمم...!، ولأنها في وضع مكتظ داخل القمقم لا يتيح لها حرية الحركة على الأقل كي تكسر الغطاء، فأنها عاجلا أو آجلا أما ستختنق جميعا داخل القمقم وتموت، أو يحصل حراك شديد يجعلها تنفجر محطمة القمقم.
الحل ليس هكذا،..! فهي ستخرج من الحراك الشديد داخل القمقم منهكة محطمة، وعندها سنكون نحن "الشعب" مالكي المفتاح الذين خارج القمقم، قد شكلنا مشهدا جديدا غير هذا المشهد البائس..!
كلام قبل السلام: سلسلة المفاتيح في أن المشاركة فى العملية السياسية يجب أن تكون فى صالح الشعب أولا وليس في صالح المشاركين دوما!..
سلام...
https://telegram.me/buratha