بقلم علي الموسوي / هولندا
يتسابق البعض في تقديم فروض الطاعة والولاء للولايات المتحدة الأمريكية كأفضل وسيلة لتدعيم ركائز الحكم متناسين ومتغافلين سياسة امريكا في ازدواجية المعايير !!لم يعد مقبول من المتصدين للمشهد السياسي في العراق هذا الاداء الضعيف والتسليم المطلق للأجندات الخارجية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ! ويكفي تذكير هؤلاء بالربيع العربي وزوال من كان أقوى منهم ! والحامي الأكبر للمصالح الأمريكية ! ولم يشفع لهم ذلك حتى لو كان حكمهم الفرعوني مثبت بأعمدة الولاء الأمريكي ! لان باختصار شديد أصبحوا أكسباير .. وقد قال الله تعالى في محكم كتابه .. كالذين من قبلكم أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون .... التوبة 69يمر العراق في أخطر أزماته السياسية وقد تكون الحاسمة في تقرير مصير الدولة ! وما زالت الأحداث تتفاعل بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان وما زلنا أبعد ما يكون من صوت العقل والحكمة وها هي طبول الحرب تقرع !! ..... وفد هنا وآخر هناك ومساع خيرة من قبل مراجع وعلماء وقادة كتل وأصحاب الضمائر الحية والعقول الحكيمة لنزع فتيل الحرب التي تم التخطيط لها من قبل دوائر المخابرات العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية !! لم أكتب هذا الكلام جزافا وانما مبنيا على وقائع تاريخية ! يتذكر الجميع حرب الخليج ومقابلة السفيرة الأمريكية للمقبور هدام وايصاله رسالة مفادها بعدم تدخل الولايات المتحدة الامريكية في حال غزوه الكويت ! واستبشر الدكتاتور بهذه الأكذوبة وبلع الطعم ليشن بعدها حربه القذرة ويدفع ثمنها أبناء العراق بعد تدمير كل مقدراته وارجاعه 100 سنة الى الوراء في مخطط مدروس !! واليوم تدور الدوائر ويعيد التاريخ نفسه في سيناريو متشابه ! ونشاهد نفس التحرك المحموم لسفير امريكي اخر متجولا بين المركز والإقليم لإيصال نفس الرسالة بعدم تدخل بلاده في أي نزاع محتمل بين الطرفين !! وباتت المؤامرة واضحة ومكشوفة للجميع الا بعض اطراف النزاع فهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون وفي عالم آخر وكأن العراق يختزل في شخوص معينة !! واما قراءتنا للمشهد السياسي فهي واضحة وتكمن في محاولة امريكا لإشعال الفتنة وفتيل الحرب وبث الفرقة وزيادة الخلافات بين الأطراف ! وليس من الغريب أن تتناول الصحافة الأمريكية هذه الأخبار بكل تفاصيلها وهي تعلن احتمالية عودة القوات الأمريكية لحماية العراقيين وبطلب شخصي من الزعماء العراقيين !! ولكن بعد احراق الأخضر واليابس واستنزاف جميع مقدرات المركز والاقليم وهذا جزء من المؤامرة والمخطط المرسوم في خارطة الطريق الأمريكية للمنطقة والتي ابتدأت بما يسمى الربيع العربي وجاء الدور لإشغال العراق وابقائه حبيس الخلافات بالإيقاع بين الحليفين الاستراتيجيين الكرد والشيعة ! هذا التحالف الذي لم يبنى على طائفية أو قومية ! ولم يكن موجها الى أحد بل كان وما زال يحمل مشتركات المظلومية والنضال التاريخي المشترك ضد الديكتاتورية والنظام البائد !! فهل يعقل التفريط بهذا التحالف وجر البلاد الى أتون الحروب وتدمير كل هذه المكتسبات ....دعوة العقلاء الى الحكومة الاتحادية واقليم كردستان بالكف عن هذا التصعيد وابراز العضلات وايقاف التحرشات العسكرية ومراجعة نقاط الاختلاف في الدستور والمادة 140 واغلاق هذا الملف الحساس الذي سيبقى قنبلة موقوتة لأي حكومة قادمة وما السبيل الا بالعودة الصادقة في الجلوس الى مائدة المفاوضات ولو كان ذلك برعاية واشراف أممي لسد جميع الذرائع والتدخلات الدولية ... كلنا خاسر ! ولن يرحمكم الشعب وسيسجل التاريخ اللهم اشهد انا قد بلغنا .. وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين والله من وراء القصد علي الموسوي / هولندا
https://telegram.me/buratha