المقالات

بلا وطن

546 07:59:00 2012-12-09

احمد الهاشمي

منذ الصغر كانت ترتسم على وجوهنا تلك النظرة البريئة والتي تضم في طياتها عشرات الاسئلة التي تجول في خواطرنا دون ان يكون هناك من يجيب على هذه التساؤلات بل كانت على الاعم الاغلب تثير انفعالات من يتم سؤالهم او حتى سخريتهم المفرطة التي تكاد تخرج عن حدود الادب والذوق ولكن بمرور الزمن اتضح سر هذه السخرية من اسئلتنا البسيطة في ذلك الوقت والتي اذكر منها لماذا دائماً مايخاف ابائنا من المستقبل ولماذا نخاف من الدولة اليست الدولة هي التي تحمينا واين شبابنا ولماذا لايقدمون شيئاً للوطن بل انهم يهربون ويسافرون بعيداً الى خارج العراق ولماذا ووووو.وللاسف الشديد عرفنا الاجابة على اسئلتنا القديمة وكانت اولى الاجابات هي ان وجود نظام ديكتاتوري يتحكم بالدولة ككل وفق نظام مركزي مقيت يقيد ويسلب الحريات يجعل من الطاقات الخلاقة لاي شعب تخمل وتضيع في النسيان حيث جعل هذا النظام الوطن عبارة عن سجن كبير يضم شعباً بأكمله تحت غياهب الظلام وحتى اصبح الخروج منه مغنمأ ولكي يتم السماح لك بالمغادرة كان الثمن الذي يجب دفعه هو(400000 اربع مائة الف دينار) والذي هو ثمن الخروج من جحيم السجن الكبير عفواً اقصد الوطنتوالت الايام والسنين حتى جاء يوم 9/4/2003 حيث سقوط النظام الدكتاوري الذي يتزعمه من يسمي نفسه(القائد الضرورة) ظن العراقيون ان هذا البلد الذي يأويهم سيصبح بالفعل وطنأ يتغنون بحبه ويدافعون عنه لانه بيتهم الذي عاد اخيراً من سيطرة الجلاد واخذوا يحلمون بوطنهم كيف سيكون وكيف سيكون شكل الخدمات المقدمة لهم .وهنا تطاولت اعناق الساسة الجدد وهم يمنون الناس ويقولون ان العراق سيصبح محط انظار العالم بالبناء والتقدم والازدهار وسيكون وجهة العشاق من كل انحاء العالم وسيكون انموذجاً في النظام السياسي والحريات ولكن وبعد مرور الايام اخذت الرؤيا تتضح عن دولة مشوهة بكل المعاني ونظام سياسي مشلول بالكامل ونظام اداري عقيم وفساد مالي لايرحم ولايبقي ولايذر وهنا تسكب العبرات فبدل ان يصبح العراق محط انظار العالم اصبح عبرة وقدوة سيئة واصبح من الدول الاكثر فساداً ورشوة ان لم نقل انه على رأسها واكثر الدول عقماً في الخدمات والاقل في الرفاهية ان العراق يفتقر الى النظام الاداري الناجح للدولة ان لم نقل انه لايوجد نظام اداري واضح المعالم اضافة الى ان قادة العراق من السياسيين ليس لهم هم الا التهالك على المناصب ضمن محاصصة طائفية وقومية بغيضة وفوق كل ذلك خلافات سياسية حادة بين هذا الطرف وذاك بسبب مصالح شخصية فئوية متناسين الشعب الذي اوصلهم الى ما هم فيه من النعيم تاركين من انتخبهم في جحيم الفقر والفاقة والعوز والتدهور الامني الذي غالباً مايكونون هم انفسهم من اسبابه فلم نجد احد من البرلمانيين اللهم الا ما ندر من يطالب الحكومة بتوفير الخدمات الم يخطر في رأس احد البرلمانيين ان يقدم مشروعاً للبنى التحتية لخدمة المواطن بديل مشروع دولة القانون الذي تم رفضه دون وجود البديل وما هو مصير المواطن العراقي الذي اصبح لاحول له ولاقوة مع استمرار حالة الازمات في جميع مفاصل الدولة من كهرباء ونفط وروتين الدوائر وعدم وجود فرص العمل للعاطلين وشلل شبه كامل في اعادة بناء المدارس المهدمة والاختناقات المرورية وووو غيرها كثير وهذا نزر قليل من فيض كثيرودائماً مانجد ان المواطن عليه واجبات تجاه الدولة لاتعد ولاتحصى ولكن ليس له حق واحد من حقوق المواطنة يضاف فوق ذلك كله ان المواطن يتحمل كافة اخطاء السياسين وهو المستهدف الاول من قبل الاعداء في الداخل والخارج هذه الاسباب كلها جعلت من الرابط الموجود بين المواطن والوطن رابطاً ضعيفاً ان لم نقل تم كسره وفصله سواء كان ذلك ايام النظام السابق او في النظام الحالي فالعراقي دائماً مايشعر انه بلا وطن فاصبح حب العراق ضرباً من الجنون لسبب بسيط وهو ماذا قدم الوطن للمواطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك