المقالات

صفقة السلاح الروسي وفساد البنك المركزي

388 09:33:00 2012-12-09

علي العطار

من أهم مطالب الشعب العراقي وعلى مر تلك السنين العجاف التي مضت في ظل حكومات مؤقتة ودائمة , هو توفير العيش الرغيد حاله حال باقي الشعوب سوى كانت عربية أو عالمية , كون العراق لديه ثروات هائلة لا تمتاز بها البلدان الأخرى , ولمقارعته حكم نظام صدام لأكثر من خمس وثلاثون عاما , لديه الحق في ان يحظى بحكومة تنصفه وتمحي غبار السنين المظلمة عنه .فدخل هذا الشعب معتركات سياسية كثيرة لأجل اثبات وجوده وإيصال طموحاته لكل العالم بانه شعب يريد الحفاظ على ما تحقق من ايجابيات واستثمارها لمصلحته ومصلحة البلد .ولكن سرعان ما تلاشت احلامه الوردية ليعود الى سابق عهده كشعب ضعيف هزيل لا يقوى على قول كلمة (( لا )) للفساد ,للظلم ,للمحاصصة ,للطائفية ,للمحسوبية والمنسوبية ,للفئوية والتحزب المقيت , كل تلك الصفات السلبية اصبحت جاثمة على صدر الشعب العراقي في ظل سياسيو اليوم وتغلغلهم وتمركزهم في قلب مؤسسات الدولة لكي يبنوا جدار من فلاذ لا تستطيع اختراقه تغييرات الزمان السياسي , وهم الان اصبحوا صناع القرار السياسي الذي يوفر كل سبل العيش الكريم لهم ولذويهم على حساب الشعب الجائع .الفساد أن وجد وتفشى في أي دولة من دول العالم لا تستطيع تلك الدولة النهوض , حتى وان كرست لها كل الإمكانات المادية والبشرية , وللاسف الشديد ان عنوان الدولة العراقية بعد التغيير هو " الفساد " بكل أنواعه المادي , والإداري , والأخلاقي ... الخ . صفقة السلاح الروسي التي حاولت الحكومة العراقية التعاقد عليها قد فاحت منها رائحة الفساد والعمولات لبعض ساسة العراق وقادته , مما اضطرت الجهات المعنية من وقف عجلة ابرام عقود شراء السلاح من روسيا , وانبثقت لجنة تحقيقية مختصة تحاول كشف أوراق اللعبة القذرة ومن وراء تلك الشبهات ليفتضح امره في سوق السياسة , ومن ثم خروجه او هروبه خارج العراق , هذا ما تعودنا عليه من سيناريوهات كبيرة وكثيرة للفساد انتهت بهذا الشكل دون محاسبة الفاسد وتقديمه الى العدالة لينال جزائه العادل . الملفت للنظر هو ان تلك القضية قد اخذت صداها الواسع وتناولتها جميع وسائل الاعلام , مع ان الحكومة وعلى راسها رئيس الوزارء قد قدموا حجج كثيرة على ان الصفقة لم تتم وتم تغيير اللجان واستبعاد اللجنة الاولى التي البستها تلك الصفقة ثوب الفساد , وتم اعادة النظر في عقود شراء الاسلحة الروسية ماديا ونوعيا .مع كل تلك المبررات لم يكف الاعلام العراقي والاقليمي من العزوف عن تناول هذه القضية , متناسيا تماما ما حصل قبل فترة قصيرة لاكبر عملية فساد شهدها العراق في تاريخه بل تعتبر جريمة بحق الانسانية الا وهي ( قضية البنك المركزي العراقي ) , تلك الكارثة التي وان دلت تدل على حجم العراق السياسي الضعيف ونقص كبير في دور مؤسساته الحيوية وتفشي ارهاب الدولة , والفساد المالي والاداري وتجار السياسة والدم معا .فساد مالي وادراي كبير يقوم به بعض صناع القرار السياسي يوميا في بيت المال العراقي , مستغلين نفوذهم الحزبي والسياسي من اجل مكاسب مادية تفوق حدود التصور متجاهلين تماما معاناة هذا الشعب , ان الامر وصل الى هذا الحال سرقة قوت واموال الشعب وايداع مئات الملايين من الدولارات في بنوك الخارج , وترك الشعب يتلوى من غدر الحكومات والزمان القاهر . لم يسلط الضوء بشكلا مباشر على تلك الفضيحة من قبل الاعلام او الراي العام , رغم ان وجوه الفساد معلومة ولا تحتاج الى لجان تحقيقية او ما شابه ذلك . لم التفاعل مع القضية الاولى وتجاهل التام للثانية , هل بسبب ان القضية الاولى تحمل في طياتها التسقيط السياسي كسمة غالبة , وان القضية الثانية قد سويت من الاطراف المعنية تحت عنوان (حرب الملفات ) .أتمنى على القارئ العزيز أن يفهم ما يدور من حوله وان يتعظ جيدا من تلك المواقف التي مرت به خصوصا ونحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات التي ومن خلالها ستطرح نفس الوجوه للترشيح , مستخدمي العبارات ذاتها والمانشيتات التي تغرر بالمواطن العراقي لكي يصبح فريسة سهلة بيد صيادها .لنقول كلمتنا ولنُسمع العالم بأسره صرختنا المدوية ضد الفساد والمفسدين ونُمتع أنفسنا في التفكير بالمستقبل , لآننا ليس اقل شئنا من باقي الشعوب التي حررت نفسها بنفسها وهي تحاول جاهدة ان تعزز موقفها من حكوماتها لبناء مستقبل مزدهر رغم ضعف الإمكانات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك