المقالات

الامام زين العابدين عليه السلام الثورة الصامتة في زمن القهر والنهب

852 12:11:00 2012-12-09

الشيخ حسن الراشد

نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد سيد العابدين وزينهم الامام علي ابن الحسين عليهما السلام بقية ال محمد عليهم السلام في واقعة الطف وثورة كربلاء الامام الذي لولاه لما وصلت الينا قيم الايمان والاخلاق والفضيلة والتقوى والثورة الصامتة والصارخة في وجه الطغاة والظالمين ..عاش الامام زين العابدين عليه السلام احداث ثورة الامام الحسين عليه السلام وشارك فيها بحضوره في كل مساراتهارغم مرض الشديد وعجزه عن القتال والمشاركة الفعلية في معركتها البطولية والخالدة الا ان الامام زين العابدينعليه السلام ترك لنا مخزونا هائلا من قيم الثورة الصامتة والصارخة ضد اهل البغي والطغيان .

لقد حاول الامويون واعداء البيت النبوي الطاهر طمس ذكرى اهل البيت عليهم وسعو سعيهم في اخفاء الحقائقعن جمهور المسلمين من خلال بث الاكاذيب وقتل وسجن كل من ينشر اي حديث او فضيلة عن اهل البيت عليهم السلام بهدف عدم تفاعل الامة مع منبع الاسلام ومعدن الرسالة المحمدية وهو هدف كان الحكام على مر التاريخيجهدون بمختلف الاساليب وبث الاكاذيب ونشر الوضعيات من الروايات للنيل من شأن البيت النبوي هدف كانوايسعون لتحقيقه وقد نجحوا في بعض محطات من التاريخ من الوصول اليه وفي محطات كثيرة فشلوا فشلا ذريعا واخفقوا لان ثقافة وفكر اهل اليت عليهم السلام كانا من الجاذبية بمكان بحيث لم يستطيع المرجفون ولاالكاذبون ودعاةالتزوير والمكر والتكفير من الوقوف امام سيله الجارف كون ان فكر اهل البيت عليهم السلام كان فكرا متجددا يحملبداخله الاصالة وسر الحياة والجهاد والفضيلة والتقوى ..ومن هنا وفي معرض ردها على طغاة بين امية اطلقت العقيلة الهاشمية تلك الصرخة في وجه يزيد شارب الخمور وقاتلالنفس المحرمة وفي وجه اعوانه حيث قالت زينب (ع) في خطبة لها وهي في قيد الاسر مع سبايا ال محمد في الشام ..(( فكد كيدك وأسعى سعيك وأنصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا يسقط عنك عار ما فعلت وما رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك بدد..))

لقد قام الامام زين العابدين عليه السلام بثورة صامتة ضد قيم الفجور والاستبداد والقمع الاموي وكما اسلفنا كانالامويون وحكامهم يمنعون الناس والجماهير من الاحتاك بالبيت النبيوي وافكارهم لانهم كانوا يعلمون ان التجاوبمعهم يعني كشف زيفهم وخداعهم وخواء ثقافتهم الجاهلية التي لا تحمل في داخلها سوى عناوين فضفاضة قائمةعلى كيثيب من الرمال تمجد بالظالمين والطغاة تحت اسم ((ولاة الامر)) الذين هم ليسوا الا مجموعة من الحكام المستبدين وفجارهم وهم كثيرون في عالمنا الاسلامي اليوم من امثال ملوك الخليج وامراؤها الفسقة .. لذلك يمكنللمرأ ان يلمس بوضوح لماذا يمنع الحكام المستبدون ووعاظهم من نشر فكر اهل البيت عليهم ويحاربونه تحتعناوين مختلفة مثل (المد الشيعي) والفكر (الصفوي) وما اشبه وفي المقابل يمكن لكل العقلاء ان يلمسوا ايضابانفسهم لماذا وعاظ السلاطين في ممالك الطغيان والوهابية يبالغون في التطرق الى الثقافة الاموية والعثمانيةوغيرها فيما هم يتعمدون في التعتيم على فكر اهل البيت النبوي عليهم السلام وهو فكر لم يأتي به الشيعةولا غيرهم بل هو اساس الاسلام وقد كشف لنا رسول الرحمة محمد صل اله عليه واله وسلم في معرضالتمجيد ورفع شأن ابن عمه الوصي الامام علي ابن ابيطالب عليه السلام حيث قال(ص) ((أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأتها من بابها )) .. وهي اشارة واضحة الى ان يأخذ المسلمون علمهم وفكرهم ونهجهم في الحياةمن الامام علي عليه السلام بعد وفاته صل الله عليه واله وسلم ‘ الا ان الظالمين والمستبدين واعوانهم من وعاظالسلاطين ابوا الا ان يتجاهلوا فكر البيت النبوي ويمارسوا التضليل وسط الامة المسلمة وفي المقابل يقوموا بدورالتضخيم والمبالغة في نشر اكاذيب بني امية الحكام واخفاء ذكر ال محمد عليهم السلام ونشر فقط افكار بنيامية ونهجهم في التفكير الديني والسياسي والذي عادة ما يبرر للطغاة والسلاطين والمستبدين ولايتهم الباطلة علىجمهور المسلمين .لنعود الى ذكرى وفاة الامام زين العابدين عليه السلام وهو سليل البيت النبوي لنرى كم كان هذا الامام عظيما من خلال دوره العظيم في بعث روح الثورة في جمهور المسلمين عبر سلسلة غير متناهية من الادعية الايمانيةوالثورية والتي ادرجتن بعد ذلك تحن عنوان (الصحيفة السجادية) وسمي باالسجاد لكثرة السجود والعبادة والدعاءحيث جاء في المرويات عن الزهري أنه كان يقول: (ينادي مناد يوم القيامة ليقيم سيد العابدين في زمانه فيقوم علي بن الحسين (عليه السّلام) ولقب بذي الثفنات لأن موضع السجود منه كانت كثفنة البعير من كثرة السجود عليه). والجدير بالذكر هنا هو ان الوهابيين ودعاة محاربة فكر البيت النبوي وبدعم من قصور السلاطين حالوا وبوقاحةادخال التشويش والتشويه في الروايات المنقولة وبطرقها الصحيحة عن الرسول صل الله عليه وال وسلم بحق علي امير المؤمنين عليه السلام ونقل احاديث مجعولة ووضعية فرضها الامويون ضمن اكاذيبهم على الرسول صل الله عليه وسلم وذلك من اجل التقليل من شأن علي عليه السلام وهي محاولة ضمن المحاولات الدنيئة والقذرة التي قام بها حكام الجور والتزوير بهدف ابعاد جمهور المسلمين من التأثر بفكر البيت البنيوي عليهم السلام.

اذا ومن هنا فان الامام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما السلام قد قاد ثورة صامتة في عصره ضد الحكام الامويون وواجهم بسلاح الدعاء وقد كان هذا السلاح ماضيا وفعالا بحيث كان له درو كبير في كثير من الثوراتالتي تتالت في عصره وما بعده ومن دعاءه الذي هو فيض من غيض يقول فيه عليه السلام (( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِبِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا أَرْجُو إِلَّا فَضْلَهُ ، وَ لَا أَخْشَى إِلَّا عَدْلَهُ ، وَ لَا أَعْتَمِدُ إِلَّا قَوْلَهُ ، وَ لَا أَتَمَسَّكُ إِلَّا بِحَبْلِهِ ، بِكَ أَسْتَجِيرُ يَا ذَا الْعَفْوِ وَ الرِّضْوَانِ مِنَ الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ ، وَ مِنْ غِيَرِ الزَّمَانِ ، وَ تَوَاتُرِ الْأَحْزَانِ ، وَ طَوَارِقِ الْحَدَثَانِ ، وَ مِنِ انْقِضَاءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَ الْعُدَّةِ ، وَ إِيَّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الصَّلَاحُ وَ الْإِصْلَاحُ.))هنا لنا وقفة سريعة لابد من الاشارة اليها وهي ان سراق الادعية والمفلسين يحاولون في مناسبات كثيرة سرقةادعية الامام عليه السلام دون ان ينسبوا اليه صاحبها وخاصة الادعية التي وردت في الصحفية السجادية وهناكمن وعاظ السلاطين والوهابيون وخاصة اؤلئك الذين نصبهم امراء وملوك السوء في مملكة ال سعود يقتطعون جزء من احد الادعية وقراءتها في ختام الصلوات واخراجه من سياقه كي لا يجهل الناس صاحب الدعاء ومنزلتهعند الله .وفي الختام فان الامام زين العابدين قد قتل بالسم حيث قتله الحاكم الاموي وليد ابن عبد الملك ابن مروان وقد قتلوهظلما وجورا بعد ان ضاقوا ذرعا من دور الامام عليه السلام التربوي ونهجه في الثورة الصامتة ضد الفسادوالاستبداد ونهب ثروات الامة .. وقد ضرب لنا الامام مثلا عظيما ورائعا في ان نكون عونا للضعفاء والفقراءوالمحرومين وكان يحمل بنفسه اجربة الطعام على ظهره وكتفه ليوزعها على الفقراء في كنف الليل ولم يعلم به احد حتى وفاته ولما افتقده الفقراء وسئلوا عنه عرفوا انه كان الامام زين العابدين عليه السلام .. فهل حكامنا ووزرائنا في حكومة السيد المالكي اليوم هم على خطى الامام زين العابدين ام ان الوقائع تقول انالعكس هو الصحيح لان ظاهرة النهب والسرقات وانتشار الفقر والفقراء هي سمة دولة رئيس الوزراء؟!الم يكن الامام ثورة صامتة في زمن القهر والنهب الامويين ؟ فهل هناك من يوصل رسالته الثورية الى رجال الدولةالعراقية كي يتقوا لله في اموال الناس وحقوقهم والا فانهم بعيدون عن ولاية امير المؤمنين عليه السلام ومحرومونمن شفاعة زين العابدين عليه السلام ولهم عذاب اليم ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك