حيدر عباس النداوي
المؤتمر الوطني او اللقاء الوطني او الاجتماع الوطني كان مشكلة المشاكل والحلم الذي لم يتحقق، مشكلة المشاكل لان الاطراف السياسية وخاصة المعنية لم تتفق حتى يومنا هذا ولن تتفق على ما هو اسم وشكل اللقاء هل هو مؤتمر موسع تدعى له المكونات السياسية وتوضع له خارطة طريق ويعزف فيه السلام الجمهوري وتفرش فيه السجادة الحمراء او انه لقاء وطني يتناول فيه الحضور العصير والفواكه وتبادل الابتسامات يعقبه مؤتمر صحفي يتكلم فيه الفرقاء عن احلام وامنيات لم يتم التطرق لها في اللقاء او سيكون على شكل اجتماع يقتصر الامر فيه على طرح المشاكل دون ان يكلف المجتمعون انفسهم للبحث في الحلول.اما الحلم الذي لم ولن يتحقق وهو عقد الاجتماع الوطني فلان معظم الاطراف السياسية كانت لا تريد تحقيقه ولو انه تحقق لما اضاف شيئا يذكر كما ان ربط الاجتماع الوطني في فترة من الفترات بشخص السيد طالباني وانتظار عودته من رحلة العلاج في المانيا كان الهدف منها هو التسويف واضاعة الوقت والعمل على صناعة ازمة ومشكلة يكون الحديث فيها بديلا للاجتماع او اللقاء او المؤتمر الوطني.ومخطأ من يظن ان الاجتماع الوطني كان هو المنقذ والمخلص والمعالج لمشاكل العراق المتراكمة لو انه عقد في الفترة السابقة لان مجرد عقد المؤتمر ليس بالامر المهم اذا لم يكن مقترن برغبة صادقة لدى الاطراف المتناحرة بالبحث عن الحلول والتنازل عن سقف المطالب العالية واشاعة روح الثقة وللاسف فان كل هذه المسميات لم تكن متوفرة في ذلك الوقت ولا زالت غير متوفرة. لم نعد نسمع من اي طرف من الاطراف السياسية خاصة تلك التي تفتعل الازمات ثم تبحث عن مياه اطفاء الحرائق عن رغبتها بعقد الاجتماع الوطني لان زمن الاجتماع الوطني قد انتهى ولم يعد ممكنا رتق الفتق الذي يمزق العلاقة بين مكونات الشراكة الوطنية وان كل ما يمكن الحديث عنه في المرحلة القادمة هو حلول ترقيعية قد تمكن سفينة حكومة الشراكة الوطنية من الوصول الى بر الامان او ان الاشرعة سوف تتمزق وتتكسر المجاديف عندما تتمكن كتل سياسية متحفزة من سحب الثقة من حكومة السيد المالكي. انتهى زمن الاجتماع الوطني وانتهت مرحلة انتظار طالباني ليكون مخلصا ومنقذا وبدأت مرحلة التسقيط واستعراض العضلات وتجييش الجيوش وقرع طبول الحرب ولم تعد الساحة السياسية تتسع لاكثر من نوري المالكي ومسعود بارزاني وعدد من الدول الاقليمية والعالمية. كان يمكن للاجتماع الوطني ان يكون حقنة برفين مهدئة لفترة من الزمن لو انه عقد في الفترات السابقة وبالذات بعد عودة طالباني من رحلته العلاجية الا ان رقعة حلول الاجتماع الوطني في هذه الفترة لن تسد الفتق الكبير وحجم المشاكل التي افتعلتها الكتل السياسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية وبالتالي لم يعد بامكان اي طرف ان يتحدث عن حلول ومعالجات لان صوته لن يكون مسموعا مقابل اصوات قرع طبول الحرب وحركة الارتال العسكرية وجحافل الجيوش الباسلة.
https://telegram.me/buratha