لم يعد الأمر خفيا حتى على الأطفال.. فمملكة آل سعود توظف الثروة توضيفا شريرا وتستخدم نفوذها السياسي وثروتها الهائلة لاستقطاب الحلفاء بالمنطقة الى جبهة موحدة لمواجهة ما تعتبره تهديدا من ايران وحالة الغضب الشعبي التي تجتاح العالم العربي ضد الزعماء الشموليين. ومثلما تقول الباحثة والكاتبة السعودية المقيمة في لندن مضاوي الرشيد 'السعودية تستخدم فائض ميزانيتها لإسكات الثورات او تشكيل نتائجها'. و 'المملكة قلقة جدا من الموجة الثورية. إنها لا تريد أن تصل الموجة الى شواطئ الخليج' مثلما قال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل.
و أزدادت وتائر هذا النهج تصاعدا حينما "أكتشف" الحكام السعوديون العجائز أن خاصرتيهم تعاني من آلام مبرحة نتيجة تكون حصى الثورة في البحرين وسلطنة عمان واليمن حيث الفناء الخلفي للمملكة..
ومنذ عام 1990 حينما صفعتهم اليد التي كانوا يضربون إيران بها وأحتلت الكويت، كانوا في حيص بيص لا يعرفون ما هم صانعين، وتفاقم ذلهم وتدهور حالهم بعد أن سلموا مفاتيح أدراج ملابسهم الداخلية الى الأمريكان الذين لم يسمحوا لهم أن يستروا عوراتهم، ومنذ ذلك الوقت الى أن حصل التغيير المزلزل عام 2003 في المنطقة، بات عليهم أن يحصلوا على أذن من حملة المفاتيح إياهم، حينما "ينوون" قضاء ليلة مع زوجاتهم..!!!
ولأنهم من "نوع" إنساني شرير لا يمكن أن يعيش بلا عدو، فقد أختاروا عدوا بمواصفتين، الأولى عقائدية، حيث يتعين أن يكون هذا العدو مختلف عقائديا معهم كي يسوقوا العداوة على شعبهم ويتقبلها ويتفاعل معها، ولذلك فإن عدوهم الجاهز هم الشيعة، سيما وأن تاريخا من التنظير الوهابي والهجمات العدوانية لأوباش الوهابيين على تخوم المدن الشيعية في العراق جاهز للإستثارة...في المواصفة الثانية قوميا، أن يكون العدو "مختلف" قوميا عنهم، ولذلك ليس أقرب اليهم من إيران لكي يتخذوه عدوا.. وكانت المصادفة أو الموافقة التي أتمت منظومة العداء التي يريدها آل سعود ،أن الأيرانيين شيعة !!! وأن الشيعة موجودين حيثما ييمم آل سعود وجوهم شرقا وشمالا وجنوبا، شرقا في المنطقة الشرقية من مملكتهم في الأحساء والقطيف، وابعد قليلا في البحرين التي ألبسوا "شيخها" "تاج" الملكية كي ينفخوا فيه من روحهم..!، وهم موجودين أيضا وبكثافة شمالا في العراق والكويت، وجنوبا في اليمن....
وكانوا يعولون على أن في هذه المناطق حكام يأتمرون بالمال والدعم السعودي، لكن الرياح لم تجر بما تشتهي سفينة عبد العزيز، فلعل من سوء طالعهم أو ضعف تخطيهم أن وضعا جديدا نشأ في العراق، بعد أن تم قطع اليد التي كانوا" يهاوشون" بها، وأعني بها نظام صدام ..وملك البحرين في رفساته الأخيرة، ونظام صالح في اليمن بات نسيا منسيا، والكويت سلكت طريق الديمقراطية بنباهة حتى لا تقع في مأزق الحكم..
إن العقل السعودي الشرير بات محاصرا بالعدو الذي أصطنعه..!
كلام قبل السلام:سهل أن تصنع عدوا لكن من الصعب أن تنتصر عليه..!
سلام........
https://telegram.me/buratha