علي حسين غلام
المتابع للمشهد الساخن العراقي في هذه الأيام يجد هناك تصعيداً خطيراً للغة السلاح غير المبررعلى لغة التعقل والحوار بين المركز والأقليم حول المناطق المتنازع عليها ويُحمل كل طرف الطرف الأخر المسؤولية عما يجري وخرق الدستور والإتفاقات السابقة، والكل متفق على إن هذا التصعيد هو سياسي بأمتياز لتقليم الأظافر وقلع الأنياب السياسية وتصفية للحسابات السابقة، وكذلك للحصول على مكاسب جديدة وسقف عالي من المطاليب والحقوق والأستحقاقات وفرض إرادة واقع الحال على الأخر، والملفت للنظر هناك قوى تعمل في الخفاء وتصب الزيت على النار في سبيل زيادة التصعيد والإحتقان بغية وصول الأمر الى الخط الأحمر الذي فيه يصبح القتال شر لابد منه، وبقراءة بسيطة نجد إن المستفيد من هذه الأحداث برمتها هي القائمة العراقية والأجندات الخارجية التي تتمحور ضد العراق وتلعب لعبة خبيثة على المستوى الدولي، أما العراقية دورها إلتزام الصمت والهدوء في أوقات ذروة تطاير شرارات التصريحات النارية والأجواء المتشجنة بين الطرفين، وتظهر وتصرخ لتهيج الساحة وتزيد في التوترات وتخلق الفوضى السياسية على مختلف الأصعدة والمستويات عند مرحلة السكون والهدوء في التراشق الإعلامي وتدخل الجهات الأخرى لتغليب لغة العقل والحوار على قعقعة السلاح بغية الوصول حتى ولو لحلول ركيكية والأتفاق على ما لا يتفقون عليه، وتعمد العراقية جاهدة لدعم ساسة الأقليم وتدفع بهم للمضي بقوة في مواجهة المركز لا لكون الكورد على حق ولا لعدالة قضيتهم ولا لسواد عيونهم، ولكن كرهاً وعداءاً للسيد المالكي وتأزيم المواقف وتوسيع الهوة والخلافات وتحميل رئيس الحكومة بالذات أسباب وحيثيات هذا الصراع السياسي، عسى ولعله يحصل تغيير في مواقف وأراء جماهيرها وإستمالتهم وإعادة شعبيتها التي خسرتها جراء سياستها المضطربة والمتأرجحة بين المصالح الشخصية والفئوية والإبتعاد عن المشروع المزمع بالوطني، والمشكلة إن أغلب ساسة الأقليم يعيشون في غفلة الأزمة والحدث ولا يدركون حجم هذه المؤامرة التي تحاك من قبل العراقية وبأجندة خارجية ولا تعي خطر ومكر ونفاق هذه القائمة التي كانت بالأمس القريب العدو اللدود للكورد وعليهم أن لا ينسوا موقفهم المعروف والمخزي ضد مام جلال من تسنم رئاسة الجمهورية، إن تباكي وعويل بعض قادة العراقية على الكورد اليوم سينقلب ضحكاً وفرحاً بعد غد عندما ينقطع حبل المودة والشراكة الأستراتيجية بين التحالف الكوردستاني والتحالف الوطني، لذلك على القوى الكوردية الإنتباه وتوخي الحذر من هذه اللعبة وقراءتها بعين سياسية متفحصة، لإن عدو الماضي والأمس والذي هو الصديق هذا اليوم لمصالح وغايات مرحلية معروفة للجميع وهي ذاهبة لا محال عند أستقواء هذا الصديق الذي سوف يتمرد ليلبس ثوبه العتيق العتيد ويعود الى إيديولوجيته المعلومة وحينها ترتفع حدة نبرة العداء والتخوين لكل الأطراف بدون إستثناء والعودة الى الفكر التسلطي، على ساسة الكورد التشبث بالشراكة مع الحليف الأستراتيجي لهم وعدم خسارة هذا الرأسمال السياسي وعليهم أن يدركوا إن سياسة سوداء تقف خلفهم تتحين الفرص لخلط الأوراق وتصفية الحسابات والعودة الى الماضي. فمتى يدق ناقوس اليقظة ليستفيق الكورد من الغفلة؟!
https://telegram.me/buratha