هادي ندا المالكي
لم تنتهي بعد ازمة تشكيل قيادة قوات دجلة وتداعيات ازمة طوز خرماتو وحرب التصريحات النارية بين حكومة الاقليم وحكومة المركز ووصول العلاقة بين التحالف الكردستاني وائتلاف دولة القانون الى حافة الانهيار اذا لم تكن قد انهارت فعلا وقبل ان تنكشف اوراق الفساد في صفقة الأسلحة الروسية التي تنفيها الحكومة وخاصة القائد العام للقوات المسلحة ووزير دفاعه بالوكالة في وقت تؤكد لجنة النزاهة والدفاع النيابية هذه المفسدة تطفوا على السطح وبحسب مصادر مطلعة ومقربة ازمة سياسية قديمة جديدة ستكون هي الاشد ضراوة والاكثر وقاحة وهي الكشف عن المتورطين بملف ازمة البنك المركزي.ورغم ان ازمة ملف فساد البنك المركزي أطاحت بمحافظ البنك ومساعده الا ان حربا جديدة بين طرفين مؤثرين ستكون على اشدها خاصة وان طلائع بوادرها بدأت قبل ايام على شكل اتهامات واتهامات متبادلة وصلت الى حد الاتهام بدفع ملايين الدولارات كرشا الى احد القضاة مقابل اغلاق هذا الملف .وفتح ملف فساد البنك المركزي واتهام اطراف مؤثرة ببيع الدولار وغسيل الاموال سيجعل الساحة السياسية تقف على اصابعها خوفا وقلقا وسيضيف مساحة واسعة من مساحات التلاعب بمشاعر الناس واوقاتهم وتاجيل تقديم الخدمات المطلوبة لهم حتى اشعار اخر.ويبدوا ان قٌسم حكومة الشراكة الوطنية عند تشكيلها لم يشر الى المواطن وحقوقه وامتيازاته ولم يذكر فيه الخوف على مصالح البلد العليا والمحافظة على ارضه وسمائه ومائه ووحدته الوطنية ولم يتناول في ادبياته العمل من اجل جميع ابناء الوطن الواحد بل ان اعضاء الحكومة اقسموا بأغلظ الايمان على الدفاع عن مصالحهم الشخصية وعن كتلهم السياسية وعن قادتهم واصحاب النعمة عليهم واقسموا ايضا على اغراق البلاد بالمشاكل والازمات وبطريقة تصاعدية فكلما خبا بريق أزمة انبرى طرف لاشعال نيران ازمة اشد واقوى واقسموا ايضا على ان تكون احتياجات المواطن وهمومه وبناء البلد ورفعته اخر اهتماماتهم وقد ابر الجميع بهذا القسم ولو انهم فعلوا غير ذلك لكانوا عاقين وكاذبين.ان اعلان الكتل والاشخاص المتورطين في ملف البنك المركزي وبيع الدولار من شأنها ان تعزز الانقسام الحاد في حكومة الشراكة الوطنية ومن شانها ايضا ان توقف اي حركة باتجاه خدمة المواطن لان حرب التصريحات ستشغل الشارع العراقي وستجعله ملتهبا بحيث تصل شرارة هذا الاشتعال الى كل مناطق البلاد وخاصة في مناطق ذات خصوصية معينة.ولا اعتقد ان توجيهات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالتهدئة والتوقف عن حرب التصريحات الاعلامية قد جاءت بصورة اعتباطية ولا اعتقد ايضا ان هذه الدعوة ستوقف شدة وضراوة المعركة التي سيخلفها كشف ملف الفاسدين والسراق.اتوقع ان يستثمر المالكي هذا الملف لرفع غلته في المرحلة القادمة لانه بأمس الحاجة الى لعبة جديدة يلهو بها ويجعلها ملهات في افواه معجبيه ولن تكون هناك ملهاة افضل من ملف البنك المركزي ليعتبره صولة جديدة تعيد له هيبته ووقاره الذي فقده بسبب كثرة المشاكل والازمات ،اما الشارع العراقي فلا زال يعتقد ان التاريخ لا تصنعه الاعمال الصحيحة والنافعة بقدر ما تصنعه الازمات التي تتلائم مع ميوله ورغباته.
https://telegram.me/buratha