حيدر عباس النداوي
بعد انتخابات مجالس المحافظات مطلع عام 2010 وصعود نجم دولة القانون وحزب الدعوة وتراجع حظوظ المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بسبب استغلال موارد واموال الدولة لمصلحة الحزب والقائمة وبسبب الماكنة الاعلامية الكبيرة والاستهداف المتعمد لتيار شهيد المحراب بعد ان تم دفع ملايين الدولارات لقنوات معينة تمكنت بما لديها من خبرة ودهاء وانحطاط من تغيير قناعات عدد كبير من المغرورين بكاريزما القائد ووهج السلطة وبما لديه من مسدسات وحقائب تضم بين جيوبها خمسة ملايين دينار .بعد هذا الصعود جلس المالكي مزهوا بما تحقق له ولحزبه واعتقد ان ملك الري قد استتب له وان العراق سيكون طوع بنانه وان منافسيه لن تقوم لهم قائمة بعد هذا الانجاز وان حكم العراق لن يفلت منه الى من كانوا بالامس منافسا جبارا لا يمكن تجاوزهم او الوصول الى حدودهم وشواطئهم فاطلق العنان لخياله يرسم له ابراجا من الرمال وملكا لا يزول وانحلت عقد لسانه وتعهد لمن حوله ان يجعل من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي منظمة انسانية من منظمات المجتمع المدني تعنى بشؤون الاطفال والنساء ولن يكون بامكانهم ان يمارسوا العمل السياسي من جديد وبهذا الحلم سيتمكن المالكي من كتابة التاريخ لعشرات السنين طالما تمكن من القضاء على خصومه نهائيا.ومنظمات المجتمع المدني التي عناها المالكي ربما تلك المنظمات الوهمية التي تمتلأ بها سجلات وزارة التخطيط والامانة العامة لمجلس الوزراء او ربما هي من المنظمات الحقيقية التي تعنى باحوال الارامل والايتام ويكون جل عملها تقديم الدعم والرعاية والمساعدة للعوائل التي فقدت معيلها وتخلت عنها الدولة بسبب اهمالها وعدم مبالاتها واهتمامها باحوال الناس،وهذه المنظمات لا تعنى باحوال السياسة والسياسيين بقدر اهتمامهما بتقديم الخدمات والمساعدات،كما انها حديثة العهد في العراق ولم يعرفها العراق قبل عام 2003 ولهذا فان المالكي كان مطمئنا من ان هذه المنظمة(المجلس الاعلى) لن تكون ذات قيمة بعد اليوم لانها لاتعرف واجباتها وحدود عملها ولهذا حتى تكون هذه المنظمة قد وصلت الى مرحلة النضج ومعرفة مهامها وواجباتها المناطة بها يكون المالكي قد رسخ اوتاد حكمة في اعماق الارض وبات من المستحيل على الاخرين قلع هذه الاوتاد.دارت الايام وتغيرت الاحوال وبدأ المجلس الاعلى يخرج من القمقم وراح يخطو خطوات واثقة نحو سلم المجد وكرسالة الى الاخرين نجح قادة المجلس الاعلى باختبار قوتهم في اكثر من مناسبتين تمكنوا فيها من تحشيد تنظيماتهم باعداد يعجز الجميع عن الخروج بمثل هذه التحشيدات ومثلت هذه التجمعات رسالة واضحة عن عودة سريعة للمجلس الاعلى من اجل مسك زمام القيادة من جديد لكنه غير مستعجل لاعادة الاخرين الى حقيقتهم التي جاءو منها بل انه لولا المجلس الاعلى لكان المالكي واعضاء حزبه اليوم في خبر وفي اكثر من مناسبة بدأت مع صولة الفرسان ولم تنتهي بعد حتى مع عدم الموافقة على سحب الثقة عن المالكي، كما ان المجلس الاعلى تفرد عن الاخرين بطريقة ادارة الازمات التي يفتعلها المالكي وتميز بحسن علاقاته مع الجميع الذين ايقنوا ان بقاء المالكي خطأ لا يغتفر.لا ادري لماذا يستشهد اعضاء دولة القانون في كل مناسبة بمنظمات المجتمع المدني وان كان البعض يفسر هذا التوارد بامنيات اعضاء هذا الحزب بان اكبر احلامهم كانت عندما كانوا مشردين ولاجئين لا تتعدى بان يكونوا قادة لمثل هذه المنظمات لذا وحتى عندما تسلقوا ووصلوا كانهم اعشاب خبيثة لم يتمكنوا من مغادرة احلامهم.اليوم المالكي ايقن ان المجلس الاعلى لم يكن يوما منظمة من منظمات المجتمع المدني وان امنياته لم تكن في محلها ولولا هذه المنظمة لما بقي في مكانه حتى هذا الوقت وان التاريخ لن يمنحه فرصة اخرى حتى تتحقق امنيته فقد انتهى كل شيء.
https://telegram.me/buratha