الحاج هادي العكيلي
أن القيم والمبادىء أصول يسير عليها الفرد في حياته الكونية على انماط معينة يحتكم اليها عقله وقلبه ،وان الناظر الى سير العظماء والعلماء والابطال والاحرار كيف كان حالهم مع القيم والمبادىء التي اعتنقوها تجد ثباتاً عجيباً واصراراً فريداً ينبئك عن الايمان ويقين اصيل وَقَرَ في تلك القلوب وتلك العقول حتى خلفت من بعدها امجاداً عاش على أثرها من خلفهم من بعدهم من الناس ينفيئون في ظلال ذلك الثبات وذاك الاصرار .ومع اختلاف المبادىء والقيم تكون نتائج الثمار وحصرها وأثرها فان خيراً فخير وان شراً فهي على ما كانت عليه، فقليل من هم يحملون المبادىءوقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا لتبليغ هذه المبادىء ..وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون ارواحهم ودمائهم من اجل نصرة هذه المبادىء والقيم ...فهم قليل من قليل من قليل ..لايمكن ان يوصل الى المجد الا عبر هذا الطريق .وعندما حاول النظام البعثي البائد بان يجند ابناء الشعب العراقي في قواقع الجيش لا شعبي وزجهم في محرقة الموت التي حصدت الملايين من ارواح ابناءه ،كان لأم عبد ولدها الوحيد الذي سيق الى معسكرات الجيش لا شعبي وجهز بالملابس العسكرية والبسطال (حذاء الجيش ) وذهب بها الى بيته فرأته أمه لابساً تلك الملابس فرفضت ان يساق ابنها الى معسكرات التدريب وقد تجرأت وذهبت الى الفرقة الحزبية بعد ان وضعت تلك الملابس والبسطال في كونية (كيس) وقالت الى جلاوزة البعث الكافر (عبد يرفض ان يخدم في الجيش لا شعبي )فتجمع عليها الجلاوزة وقالوا لها (( أين المبادىء وأين القيم والسيد الريس )) فقالت لهم ( كلها في الكونية ).فهل حقاً البعثيون يمتلكون مبادىء وقيم ؟!!!!وبالحقيقة فقد اصبحت كل المبادىء والقيم التي نادى بها البعث الكافر في الكونية مع رئيسهم الاوحد الذي اعتبر نفسه فرعون زمانه ونمرود سلطانه وبالاخير اصبح في حفرة لا تسع الا بضع امتار في دنياه وفي الاخرة في نار جهنم خالد فيها على الاعمال المشينة التي اقترفها بحق الشعب العراقي .ونحن نعيش في عالم متغير ومتجدد وطبيعة الانسان لا يثبت على حال قد تكون له قناعاته الخاصة ومبادئه وبعد ذلك تتغير ...لماذا؟!!!
قد يجد المؤثرات الخارجية وقوتها وهي من تأثر على الشخص ذاتيه سواء نحو الافضل او الاسوء والعاقل يرجح نفسه دائما نحو الافضل لانه يرجح اموره دائما نحو ميزان العقل .وقد تزحزحت القيم والمبادىء امام المال وسطوة الكرسي ولا يثبت لها الا الرجال .وقصة (صهيب )خير دليل على ذلك حين قال رسول الله محمد صلى الله علية واله وسلم ((ربح صهيب ربح صهيب )) اي واله ربح الدنيا والاخرة بثباته على قيمه ومبادئه التي تعالت وشمخت على الدنيا .وان الذين وصلوا الى الكرسي الملعون بعد عام 2003 قد فقدوا كثيراً من القيم والمبادىء التي كانوا ينادون بها او يحملوها عندما كانوا خارج السلطة ،
وانه من المؤسف حقاً ان يعيش الفرد في اسس القيم وعظيم المبادىء التي عاش عليها من سبق وكانت سبباً في عزهم ومجدهم ومن ثم تتزعزع القيم في النفوس وتتبعثر المبادىء في القلوب فتنقلب الاحوال وتنعكس جنوباً بعد ان سارت شمالاً .أن الانتقاص من تلك المبادىء والقيم التي ساروا عليها العظماء والابطال والاحرار ويعارضوها ويسيروا عكسها هو العيش في تخبط وضياع يسير بهم الى الهاوية السحيقة كما سار اليها النظام البعثي البائد .وان يعووا الى حقيقة امرهم انهم يسيرون على عكس ما سار به العظماء والابطال والاحرار ، وذلك خسران فأحذروه ونتبهوا من الخذلان وتداركوا قبل فوات الاوان .وقبل ان تأتي أم عبد وتقول لكم أن المبادىء والقيم في الكونية .
https://telegram.me/buratha