خضير العواد
عندما لاحظ إبرهة الحبشي( الأشرم) من تجمع العرب حول بيت الله (الكعبة) فعزم على بناء بيت مشابه له لكي يجذب القبائل العربية إليه ومن ثم السيطرة عليها لعلمه ما للتأثير الديني من أهمية في ضمائر البشر وعقولهم ، ولكن بالرغم من بناء البيت لم يستطع أن يجمع القبائل العربية حوله فـتأكد من صعوبة هذا الأمر بسبب وجود الكعبة المشرفة في مكة التي بناها نبي الله إبراهيم (ع) ، فـتأخذ قراره بتهديم الكعبة المشرفة ولكن بسبب بعد المسافة والصحراء الفاصلة ما بين مكة واليمن فقد أحتاج إبرهة الحبشي الى دليل أو خبير يرشده على هذا الطريق فكان أبو رغال الذي أسره إبرهة الأشرم مع رفيقين له فقتلهما لأنهما رفضا أن يدلاه على الطريق الى مكة وقاده أبو رغال وكان دليله ، فأراد أبو رغال من قومه أن يكون موقفهم كموقفه من التعاون مع أبرهة فرجموه وقتلوه ، أي كانت مهمة ابو رغال الخيانية هو أرشاد جيش العدو على طريق مكان مكة المكرمة ، فكان جزاءه القتل بأبشع الطرق وهو الرجم بسبب عمله الخياني ، ولكن ما ذا نقول أو نفعل مع من أرشد الأعداء على عورات قومه وطرقهم وجيّش الجيوش لهم وقاتل دونهم فقتل قومه ودمر بنيانهم ونشر الرعب والخوف في أوطانهم ، وقام بنشرالأكاذيب والأخبار المضللة وزرع الطائفية ما بين الشعوب العربية حتى أصبح الفرد العربي قبل أن يتكلم يسأل أخاه العربي أأنت شيعي أم سني أو علوي أم درزي أو مسيحي أم صابئي أوأوأوأوأو، حتى اصبح المواطن يركض خلف الطائفية التي مزقت جسد العالم العربي وترك قضاياه المصيرية كالقضية الفلسطينية أو مستقبل الشعوب العربية التي باتت متقوقعة في قعر التخلف الإنساني ، ولا نملك من أدوات الحضارة إلا الماضي وحتى الماضي قد مزقه خنجر الطائفية التي زرعتها السعودية ( الوهابية ) وقطر ( قناة الجزيرة ) في جسد الشعوب العربية ، فأصبحنا تأهين ممزقين تقضم منا الذئاب العاوية في كل مرة لقمة سوغتها لهم أياديهم في المنطقة ( حكّام السعودية وقطر)، حتى أصبحت هذه الأيادي أكثر خبثاً ونفاقاً وأذيةً من الأعداء أنفسهم ، فهذه شجرة المقاومة التي خضّرت وكبرت في لبنان وفلسطين وأذلت اليهود وجيشهم الذي لا يقهر وفرضت هذه المقاومة قوانين جديدة للعبة في منطقة الشرق الأوسط ، وقد بان عجز العالم الغربي بأسره ومن قبله عجزالعدو الصهيوني في تدمير أو وقف أو إضعاف هذه المقاومة وخصوصاً حزب الله ، لهذا السبب توجهوا الى سوريا لكي يقطعوا طريق الإيمداد المهم لهذه المقاومة ، ولكن إحتاجوا الى مرشد أو دليل يبين لهم طرق الضعف في الجسد السوري لكي ينفّذوا خططهم فكانت السعودية وقطر علماً لم يكونا أسيرتين فيجبرا كما كان ابو رغال ، ولكنهما تطوعا وقدما أموالهم ورجالهم وإعلامهم وأسلحتهم وعلماء سلطانهم وكل ما يملكون في هذه الدنيا من أجل تنفيذ مهمة تدمير سوريا وما تملكه من طاقات ، قالوا أنهم يريدون إنقاذ الشعب السوري من النظام الدكتاتوري ؟؟؟؟ وهل الأنظمة في السعودية وقطر ديمقراطية ؟؟؟؟ وهل توجد في حكوماتنا العربية جميعها ومن ضمنها دول الربيع العربي أنظمة ديمقراطية حقيقية ، فهذا هو مرسي أراد السيطرة على كل مصادر القرار في مصر لولا يقظة الشعب المصري ، وأين هذه الحكومات من ثورة البحرين ونضال شعبها ضد الدكتاتورية الخليفية بل فعلوا العكس تماماً فهم الذين بعثوا الجيوش لقتل الشعب البحريني وجهزوا الإعلام لكي يضللوا الشعوب بما يحدث في البحرين وكذلك اليمن التي سرقوا ثورتها بأسخف مهزلة سياسية عرفها العالم الحديث ، ولكن جريمة الحكومة السورية الحقيقية هو موقفها المشّرف من القضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية التي باعها كل حكّام العرب من المحيط الى الخليج ، فكانت مهمة السعودية وقطر تدمير وإضعاف سوريا وتمزيقها الى دويلات صغيرة تنخرها الطائفية وتحرقها أسلحة الأعداء ولكن بأيدي مرتزقتهم من الوهابية وذوي العقول المتخلفة التي ضاعة ما بين الحق والباطل والنفاق والإيمان والعدو والصديق تقودهم أكاذيب الجزيرة والعربية حتى بدؤا يقاتلون إخوانهم وأبنائهم ويحرقون بلدهم حتى أصبحت سوريا التاريخ والحضارة عبارة عن مجموعة ركام تفوح منها رائحة الموت الخبيثة ، ففعلت السعودية وقطر في سوريا ما لم يقدرعلى فعله العالم بأسره ، فإذا كان مصير أبي رغال الرجم والقتل لأرشاده جيش أبرهة الأشرم على طريق مكة ، فماذا سيكون جزاء حكام قطر والسعودية الذين أرشدوا وقتلوا ودمروا وزرعوا الفتنة الطائفية ما بين الشعوب العربية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
https://telegram.me/buratha