المقالات

ميزانية شعير..! /....بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

585 18:44:00 2012-12-12

الميزانية السنوية هي الآن في مجلس النواب، وهي و ـ كالعادة ـ موضع أخذ ورد بين المجلس والحكومة ، وستمضي أيام وأسابيع الى أن تقر، وستقرإن عاجلا أم آجلا، ومن يقرا فصول الميزانية ومبالغها سيتملكه أعتقاد أن كل مشكلاتنا ستحل، لا سيما أن مبلغها التريليوني يزيد على ميزانيات جميع دول المنطقة مجتمعة ، طبعا عدا حكومة آل سعود التي لها وضع خاص سنحكي عنه في قابل الأيام..لكن الحقيقة ليست كذلك/ فالميزانية بيدر شعير مغطى بطبقة رقيقة من الحنطة..!

الميزانية كسابقاتها في الأعوام المنصرمة، لا تعدو نسبة الأستثمار فيها عن 30% والباقي لتحريك وتشغيل الجهاز الحكومي الضخم المتضخم دوما، ناهيك عن أنها ميزانية ريعية أحادية المصدر.فـ 95% من مصادر الدخل الوطني تعتمد على النفط، وكما ترون فنحن في ازمة سياسية يمكن أن تمزق الوطن بسبب النفط بين الحكومة المركزية وحكومة أقليم كردستان..! ويعصب عينيه بغلالة سوداء من يقول أن سبب الأزمة هو الهوية القومية للمناطق المتنازع أو المختلف عليها، بل لأن هذه المناطق تحتوي جزء كبيراً من الريع العراقي: النفط!! وثمة ملاحظة أخرى عن ميزانية هذا العام وبقية الأعوام سالفها وقادمها، هي أنه وفي خضم تداعيات الاحداث التي نجمت عن اختلال توازن الاقتصاد العالمي بسبب الازمة المالية الكبرى، يقف العراق امام مفترق طرق قد تحدد مستقبله الاقتصادي ،لاسيما وانه بلد يشهد مرحلة تغيير رافقتها اوضاع أمنية خطيرة وتجاذبات سياسية على المستويين المحلي والدولي..

 فمع انخفاض اسعار النفط العالمية، ودعوة منظمة اوبك لاعضائها الى تقليل حصصها من النفط المصدر ـ وان كانت هذه المنظمة قد استثنت العراق بشكل مؤقت من هذا التقليل ـ الا ان ما شهدته السنوات السابقة من تخبط واضح في آليات صرف الميزانية وعدم تبويبها بالشكل المطلوب، يضعنا امام تساؤلات عدة حول مستقبل اقتصادنا وكيفية تعامل وزاراتنا مع ما مخصص لها من ميزانيات للعام المقبل، فان ما يلاحظ على بعض هذه الوزارات ومن خلال تجربة الاعوام السابقة انتهاجها سلوكيات لا تعبر عن اداء وطني، بقدر تعبيرها عن سلوك شخص الوزير وفريقه في انتهاك صارخ للدستور والقانون تحت عناوين ومسميات مختلفة، تقوده الى صرف اموال طائلة باتجاه حزبيته او قوميته او ميوله السياسي على اساس محافظاتي بحت.. وفي هذا السلوك نصل الى مرحلة العجز عن بناء دولة المؤسسات، وبالتالي يظل العراق يدور في فلك متاهات التعنصر والتحزب ويسود الخراب والدمار في النفوس والبناء، حتى يقودنا هذا السلوك الى كارثة اقتصادية لا يمكن تجاوزها وهي قادمة لا محالة..!

 كلام قبل السلام: يهب الله كل طائر رزقه و لكنه لا يلقيه له في العش حتى ولو كان حبة شعير!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2012-12-13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا السلام واما الكلام فقال تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) صدق الله العلي العظيم ويعني هذا الكلام انك صادق في كل ما تقول من خلال متابعتي لك يا اخي الفاضل وانك لجهبذ والله وهذا ما قراته منك ولكن لا يتغير الحال ابد الا ان ياتي الله بخلق جديد يحبهم ويحبونه اعوة على الكافرين اذلة للمؤمنين وبعدها يتغير اما الان فلا والف لا وان المرجعية تعلم ذلك علم اليقين ولهذا التزمت الصمت حتى ولوج الامر بمن يحب الله اما الان فالتخلي اوجب الط
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك