عبدالله الجيزاني
السياسة عندما تحمل مباديء تكون مهنة ثقيلة وصعبة خاصة في زمن قل من يمارسها او حتى من يستوعبها لاسباب كثير اهمها تمكن الدنيا من الكثيرون،وتغيير الفهم والقيم والمفهوم،حتى غدى المعروف منكر والمنكر معروف في الكثير من مفردات الحياة ناهيك عن المجال السياسي وهو الميدان الرحب لهذا الامر، وغدى مبدء (السياسة لاتعرف صداقات دائمة والاعداوات دائمة بل مصالح دائمة ) هو الاصل وماعداه شذوذ،لذا يواجهة اصحاب النظريات والمباديء السامية صعوبات جمه في عملهم وترجمة مواقفقهم للناس، وطبيعي ان يكون الاسلاميين في طليعة هؤلاء،وازاء هذه الصعوبات تخلى الكثير من الاسلاميين عن الاسلام كسياسة واحتفظوا به كأسم اومظهر اوغطاء،واصبحت السياسة لعبة الممكن سبيل لهم،وفي العراق بعد سقوط الصنم وتصدى قوى المعارضة لادارة الدولة هذه القوى التي يطبع معظمها الطابع الاسلامي وترفع الاسلام كشعار في مسمياتها الاان الواقع ان اكثرها انجرف مع التيار ومارس لعبة الممكن للاسباب التي ذكرنا وغيرها من الاسباب الشخصية والمطامع والطموحات والانا،وبما ان العملية السياسية منذ انطلاقها تعرضت وتتعرض لهزات وازمات كثيرة وفي تصاعد مع زيادة عمر التجربة وهذا خلاف الطبيعة حيث يفترض كلما زاد عمر التجربة ازدادت نضوجا ورسوخا وانعدمت الخلافات الاساسية والكبيرة فهناك دستور وتشريعات تنظم عمل الدولة وتستند اليها الحكومة في ادارة الدولة ومؤسساتها،واصعب مافي هذه الازمات المتصاعدة التعامل معها بين الفرقاء باسلوب كسر العظم والشد الاعلامي وتصديرها للشارع لتحقيق مكاسب وهمية، وترك الطرق الصحيحة التي يكون الحل فيها وهي مظلة الدستور والحوار المباشر التي طالما تمسك بها اصحاب النظرية ودعوا اليه،فتيار شهيد المحراب كتيار يحمل نظرية ستراتيجية تستند الى الاسلام وتخضع لمواقف المرجعية الدينية،كان التيار الوحيد في الساحة الذي اتخذ من الاعتدال والوسطية منهج كان محط تقدير وقبول كل المتخاصمين ويبني مواقفه حسب لون الازمة فالازمات ذات اللون الرمادي يقف في المنتصف ولاينحاز الا الى التهدئة والحوار،ففي الازمات التي توالت مع القائمة العراقية في بداية تشكيل الحكومة دعى تيار شهيد للتهدئة للحوار فطرفي النزاع المالكي والعراقية لديهم حق ولديهم تجاوز وكذا العراقية لوجود اتفاقية بين الطرفين شكلت بموجبها الحكومة الحالية ولم تنفذ من قبل المالكي لتجاوزها على الدستور الذي يفترض ان تكون كل الاتفاقات تحت مظلته،وعندما اتسعت الازمة لتشمل البارزاني كان نفس الموقف لنفس السبب،وفي احداث طوزخرماتو تكررت نفس الدعوة نفسها والسبب نفسه فلون الازمة رمادي اي كل طرف له حق وعليه حق ولاسبيل الا الحوار المباشر وتقديم التنازلات والتضحية ببعض الحقوق لان الطرفين واقع في المشهد العراقي لهم حق وعليهم واجب،ولكن عندما تكون الازمة مع المواطن فلونها ابيض ينحاز تيار شهيد المحراب للمواطن فكما في تعطيل القوانين الخدمية وعدم تنفيذها يقف تيار شهيد المحراب ليعلن بوضوح موقفه الرافض لذلك ضد المتسبب ايا كان ولمن انتسب،وكما في موضوع سحب الثقة عن الحكومة رفض المجلس الاعلى كل الاغراءات التي قدمت له من قبل قوى اربيل لخطورة هذه الخطوة على الوطن والمواطن ،وكذا في صولة الفرسان وقف المجلس مساند وداعم للحكومة ضد كل من لايلتزم بالقانون،وايضا في بداية تشكيل الحكومة الحالية اعلنت قيادة المجلس الاعلى انها لن تشارك في حكومة لاتشارك فيها القائمة العراقية وهو ايحاء الى ان هذه القائمة تمثل مكون من مكونات الشعب لايمكن تجاوزة ويحظى بدعم اقليمي ودولي كبير يعرقل مسيرة الدولة العراقية،ويعطي مبرر للتدخل الخارجي في البلد،هذا الوضوح في المواقف نابع من حرص على البناء الصحيح الذي ينادي به الكل ولكن لايلتزم به الا تيار شهيد المحراب ويدفع التضحيات لاجله،وايضا لم يكن تيار شهيد بموقف التفرج بل كان يساهم في البحث عن الحلول ويحاور اطراف الخلاف ويطرح الحلول ولعل الدعوة لتشكيل حكومة الاغلبية كانت تعبير عن واقع لايحل الابهذه الصورة،وعلى هذا فتيار شهيد المحراب يحدد مواقفه على اساس لون الازمة فلايرضى بمكسب على حساب احد ولايرضى بتجاوز الدستور لكن موقفه الثابت والواضح عندما يكون الوطن والمواطن طرف فهو معهما مهما كان الثمن خسارة او ربح له...
https://telegram.me/buratha