المقالات

عمائم ثمنها الدنيا

509 11:55:00 2012-12-13

مالك المالكي

العمامة هذا التاج الذي كان ولازال مرتكز من مرتكزات المحتمع العراقي واحد عوامل القوة في هذا المجتمع،حيث ان رجال الدين في مجتمع اسلامي كالمجتمع العراقي هم عليه القوم ولايعلوهم احد ومن يرتدي العمامة يحصل على تقديس كل اطياف المجتمع العراقي ولطالما كان رجال الدين حجر عثر في طريق الباطل والانحراف والانهيار،ولعل ثورة العشرين الخالدة التي قادتها المرجعية وكان رجال الدين ادات المرجعية في توجيه الناس وقياداتهم في هذا الثورة المعطاء،والتي كبدت الاحتلال البريطاني الخسائر الفادحة واجبرته على الانسحاب من البلد وتثبيت معادلته الظالمة بحكم الاقلية،كرد فعل وانتقام من الاغلبية التي تقودها المرجعية بواسطة رجال الدين، والتي كافح الشعب العراقي وقياداته طويلا لتغييرها من الواقع السياسي العراقي،وايضا وقف رجال الدين وبقيادة المرجعية بوجه الطغيان والتجبر البعثي منذ بداية تسلطة على مقدرات الشعب مرورا بالانتفاضة الشعبانية المباركة،حيث ذهب الالوف من رجال الدين والعلماء ضحية لهذه المواجهة،ولعل تاريخ العراق في كل مامر به من الاحداث كان لرجال الدين وبقيادة المرجعية موقف هو الاعلى والاوضح بين الاصوات التي شكلت هذا الحدث،وفي ظل الفوضى التي مر بها العراق تحت حكم البعث ارتدى البعض العمامة دون ان يكون اهلا لها لكن مجرد زي اريد له ان يكون في متناول الجميع لغرض الاساءة الية واسقاطة في نظر المجتمع الذي يقدسه ويسير بهداه في كل تفاصيل الحياة،وبعد سقوط البعث الصدامي ظهرت العمائم بكثرة وارتداها كل من هب ودب لاغراض تنفيذ اجندة معادية لطمس دور العمامة في المجتمع مرة ولغرض تسخير العمامة لمصالح دنيوية واتخاذها وسيلة للاستجداء من قبل البعض،حسين الاسدي ظهر بعمامة ليكون عضو مجلس النواب عن دولة القانون ومنذ الايام الاولى راح هذا المتبرقع بالقدسية يجوب الوزارات والدوائر في زيارات ظاهرها الاطلاع على واقعها والمساعدة على تخطي مشاكلها لتنهض بواجبها في خدمة المواطن وباطنها صفقات واتفاقات مشبوهه لاتمت بصلة لعمل عضو مجلس النواب ،هذا الاسدي عمل لفترة معينة كبوق من ابواق الحكومة وانبرى للدفاع عنها حق وباطل،وفجأة انقطع صوته وسكن ولم يدلي بتصريحات رنانه كما كان تخيل الكثيرون ان عمامته فرضت عليه ان لايكون مع الخطأ فضلا عن الدفاع عليه،لكن الحقيقة ان توجيهات اولياء نعمته كانت ان يظهر عدم رضا عن الاداء الحكومي ولو بالسكوت ليشكل تجمع سياسي مدعوم من الحكومة لغرض خوض الانتخابات لذر الرماد في عيون الناس التي ارهقها الاداء الحكومي الفاشل ومحاولة كسب اصواتها بواسطة هذا الاسلوب ليجمعها بعد ذلك في سلة الحكومة تحت طائلة التحالفات وهذا ماحصل مع نواب اخرين كشيروان الوائلي وعبدالخضر في ذي قار،ولعب المال الحرام الذي جمعه الاسدي في سلب التوفيق منه ليصف المرجعية التي سبق وان اشاد بها ويقارنها مع منظمات المجتمع المدني ونسى وتناسى ان عمامته التي يرتديها يفترض ان تشير الى انتمائه للمرجعية ولايتلقى اوامر وتوجيهات ممن يسعون لتحييد المرجعية الديبنية التي كانت بالمرصاد لكل طموحات التسلط والانفراد والديكتاتورية التي تسكن نفوسهم،اخطأت يااسدي وفقدت التوفيق وانتظر مصير الخزي والخذلان من ابناء المرجعية الذي يغطون مساحة العراق من اقصاه الى اقصاه،ونتمنى عليك ان تستجمع قواك وتبحث عن بقايا الشجاعة لتنزع هذه العمامة وتظهر للناس كما انت فقد دنست واحد من مقدسات هذا الشعب واوصلك سوء الطالع الى مهاجمة اكبر مرتكزات هذا المجتمع الذي تدعي تمثيلة فسحقا لطمع يسلب الانسان طبيعته وانتمائه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك