مالك المالكي
العمامة هذا التاج الذي كان ولازال مرتكز من مرتكزات المحتمع العراقي واحد عوامل القوة في هذا المجتمع،حيث ان رجال الدين في مجتمع اسلامي كالمجتمع العراقي هم عليه القوم ولايعلوهم احد ومن يرتدي العمامة يحصل على تقديس كل اطياف المجتمع العراقي ولطالما كان رجال الدين حجر عثر في طريق الباطل والانحراف والانهيار،ولعل ثورة العشرين الخالدة التي قادتها المرجعية وكان رجال الدين ادات المرجعية في توجيه الناس وقياداتهم في هذا الثورة المعطاء،والتي كبدت الاحتلال البريطاني الخسائر الفادحة واجبرته على الانسحاب من البلد وتثبيت معادلته الظالمة بحكم الاقلية،كرد فعل وانتقام من الاغلبية التي تقودها المرجعية بواسطة رجال الدين، والتي كافح الشعب العراقي وقياداته طويلا لتغييرها من الواقع السياسي العراقي،وايضا وقف رجال الدين وبقيادة المرجعية بوجه الطغيان والتجبر البعثي منذ بداية تسلطة على مقدرات الشعب مرورا بالانتفاضة الشعبانية المباركة،حيث ذهب الالوف من رجال الدين والعلماء ضحية لهذه المواجهة،ولعل تاريخ العراق في كل مامر به من الاحداث كان لرجال الدين وبقيادة المرجعية موقف هو الاعلى والاوضح بين الاصوات التي شكلت هذا الحدث،وفي ظل الفوضى التي مر بها العراق تحت حكم البعث ارتدى البعض العمامة دون ان يكون اهلا لها لكن مجرد زي اريد له ان يكون في متناول الجميع لغرض الاساءة الية واسقاطة في نظر المجتمع الذي يقدسه ويسير بهداه في كل تفاصيل الحياة،وبعد سقوط البعث الصدامي ظهرت العمائم بكثرة وارتداها كل من هب ودب لاغراض تنفيذ اجندة معادية لطمس دور العمامة في المجتمع مرة ولغرض تسخير العمامة لمصالح دنيوية واتخاذها وسيلة للاستجداء من قبل البعض،حسين الاسدي ظهر بعمامة ليكون عضو مجلس النواب عن دولة القانون ومنذ الايام الاولى راح هذا المتبرقع بالقدسية يجوب الوزارات والدوائر في زيارات ظاهرها الاطلاع على واقعها والمساعدة على تخطي مشاكلها لتنهض بواجبها في خدمة المواطن وباطنها صفقات واتفاقات مشبوهه لاتمت بصلة لعمل عضو مجلس النواب ،هذا الاسدي عمل لفترة معينة كبوق من ابواق الحكومة وانبرى للدفاع عنها حق وباطل،وفجأة انقطع صوته وسكن ولم يدلي بتصريحات رنانه كما كان تخيل الكثيرون ان عمامته فرضت عليه ان لايكون مع الخطأ فضلا عن الدفاع عليه،لكن الحقيقة ان توجيهات اولياء نعمته كانت ان يظهر عدم رضا عن الاداء الحكومي ولو بالسكوت ليشكل تجمع سياسي مدعوم من الحكومة لغرض خوض الانتخابات لذر الرماد في عيون الناس التي ارهقها الاداء الحكومي الفاشل ومحاولة كسب اصواتها بواسطة هذا الاسلوب ليجمعها بعد ذلك في سلة الحكومة تحت طائلة التحالفات وهذا ماحصل مع نواب اخرين كشيروان الوائلي وعبدالخضر في ذي قار،ولعب المال الحرام الذي جمعه الاسدي في سلب التوفيق منه ليصف المرجعية التي سبق وان اشاد بها ويقارنها مع منظمات المجتمع المدني ونسى وتناسى ان عمامته التي يرتديها يفترض ان تشير الى انتمائه للمرجعية ولايتلقى اوامر وتوجيهات ممن يسعون لتحييد المرجعية الديبنية التي كانت بالمرصاد لكل طموحات التسلط والانفراد والديكتاتورية التي تسكن نفوسهم،اخطأت يااسدي وفقدت التوفيق وانتظر مصير الخزي والخذلان من ابناء المرجعية الذي يغطون مساحة العراق من اقصاه الى اقصاه،ونتمنى عليك ان تستجمع قواك وتبحث عن بقايا الشجاعة لتنزع هذه العمامة وتظهر للناس كما انت فقد دنست واحد من مقدسات هذا الشعب واوصلك سوء الطالع الى مهاجمة اكبر مرتكزات هذا المجتمع الذي تدعي تمثيلة فسحقا لطمع يسلب الانسان طبيعته وانتمائه
https://telegram.me/buratha