وسمي المولى
المشاركة في الانتخابات حق مشروع، ونعمة وفرتها فسحة الحرية التي لم تتحقق الا بانهار من دماء العراقيين الابرار ، ومقاطعة الانتخابات تنازل عن هذا الحق وتضييع لفرصة لن تتكرر وفسح المجال لعودة البعث ومقابره الجماعيه وحرماننا من ابسط حق انساني هو اقامة الشعائر الحسينية بحرية وكرامة . قد يقول قائل : ما الذي جنيناه من المشاركة السابقة ؟ ما هو الضمان بان يكون المرشحون الجدد افضل من سابقيهم واقل فسادا ؟والى حد ما قد تكون هذه التساؤلات مشروعة ومنطقية , ولكن التفاؤل ما زال موجودا ولنا في تجارب الشعوب التي تحولت من الدكتاتورية الى الديمقراطية اسوة وعبرة فان اوربا وأمريكا لم تصل الى ما وصلت اليه الا بعد عشرات السنين من الكفاح والجهاد في محاربة الفساد والخراب حتى وصلت الى قمة الرقي والاستقرار والامن والعدالة والنزاهة ( حسب مفهوم الدولة الحديثة ) بغض النظر عن مفاهيم الدين والايمان التي نختلف فيها مع تلك النظم اذ هي من ثوابت حياتنا ووجودنا .وعلى اقل التقديرات في ميزان الارباح والخسائر فان ازدهار الديمقراطية في عراقنا سيهيئ ويوفر لنا اجواء من الحرية لممارسة طقوسنا وشعائرنا التي تحاربها الانظمة الدكتاتورية وقد عانينا ما عانينا والمقابر الجماعية خير شاهد ودليل .فعليه ان مصلحة المذهب ومستقبل الاجيال الشيعية تحتم وتقضي بما يلي :-• الاسراع بتجديد سجل الناخبين وخاصة للذين أكملوا من العمر ثمانية عشر عاما والمهجرين الذين عادوا الى مناطقهم الأصلية على ان تقوم مفوضية الانتخابات بواجبها بدقة ومسؤولية وتبذل قصارى جهدها في سبيل ذلك وتفويت الفرصة على المزورين والمتلاعبين والمفسدين .• الزام الجميع بالمشاركة والتصويت للمرشح الذي تأكدوا من نزاهته وكفائته بعد الفحص والتحري وقد اثبتت التجربة السابقة ان كتلة المواطن تفردت بتوجهها الوطني البعيد عن المصالح الفئوية والشخصية للدرجة التي تنازلت فيها عن استحقاقها الانتخابي في منصب امانة بغداد وانسحبت من نيابة رئاسة الجمهورية ولم تطالب بوزارات بديلة وكانت السباقة بالمطالبة بتحسين قانون التقاعد ، ورصد منحة للطلاب ، وتشريع قانون خاص بذوي الاحتياجات الخاصة ،والعاطلين ورعاية الطفولة وغيرها الكثير ، ولم تسجل على اي عضو من تيار شهيد المحراب عملية فساد او افساد اوتخريب .• يتحمل المقاطع للانتخابات المسؤولية الشرعية والاخلاقية كونه سيشجع وصول البعثيين و السلفيين والارهابيين الى السلطة بصورة غير مباشرة من حيث يقصد اولا يقصد ومعنى ذلك عودة المعادلة الظالمة والمقابر الجماعية والقتل على الشبهة والتهمة والظن وعودة الحرس القومي ، والجيش الشعبي ،وفدائيو صدام ،وجيش القدس ... ومصادرة الحريات العامه ومراقبة الحسينيات وعسكرة الشعب وثقافة الحزب الواحد ومنع اقامة الشعائر الحسينية ومنع السفر ومنع دخول الكتب الدينية وطباعتها واستخدام الشيعة كمواطنين من الدرجة الثالثة لا يصلحون الا للخدمة والوظائف الحقيرة .
https://telegram.me/buratha