في الماضي تعلمنا كيف نبحث للدوال الرياضية عن نقاط انقلاب تغير فيها الدالة اتجاهها فلو كانت مقعرة تحدبت وان كانت محدبة تقعرت ونبحث عن النقاط العظمى وصغرى ثم نرسمها فلا تخفى عنا خافية حيالها وياليت لو كانت حياتنا بالبساطة التي تمكننا من رسمها بشكل ميسر لتوقعنا لها هيئة ونهاية ولكن هيهات فكيف نرسم مستقبلا لا نعرفه هذا ان انصفنا في رسم الماضي ! فربما ياخذنا القلم في التصاعد حتى نشعر باننا كما الخط المستقيم المار بنقطة الاصل لا تقف امامه حدود الورقة .
نسمع ونرى انقلابات في شخصيات ورموز على مدى سنوات مابعد السقوط ولا ادري متى انقلبت هذا ان اخضعناها الى نظرية الانقلاب , فهناك شخوص سالبة الاشارة ولكنها تقبع تحت الدوال التربيعية التي تكسبها الاشارة الموجبة طيلة الوقت على الرغم من كونها سالبة !! وامثال تلك الشخوص لا يميزهم الا المقربون اما نحن فعلينا ظاهر الاشارة ولنا الله في ذلك , اما الشخصيات التي تمتلك نقطة انقلاب فهي كثر وخيرها من تحول من تحدب الى تقعر فيرتفع بعد انخفاض وشرها العكس فكم من اناس بدأت بشكل تصاعدي ولكنها تهوي بعد ارتفاع لاسباب كثيرة اشدها قلة الاخلاص ودخول النفاق في القلب .
ولست بصدد رسم دوال للشخوص التي توقعنا انها ستكون سببا في انقاذ العراق فتحذير الامام علي السلام استحضره دائما من انه " اياكم والعجب " ولكن ما تتقاذفه الالسن من تجاوزات هنا واتهامات هناك وتسقيط هنا وطلي هناك جعل محيط دائرة الحزن يتسع لمزيد من الاحزان والتساؤولات وزادت من استخدام الحذف في قائمة المفضلين فنحن بشر الخطأ يعلق في اذهاننا ونتوقف عنده بعكس رحمة الله التي تهيأ للعبد المسيء نقطة انقلاب تعيد توازنه من جديد .
وصلنا الى مرحلة ان كل شيء جائز وهي نقطة خطرة فعندما تضيق دائرة الثقة تضيق معها زاوية النظر وعندها تصبح الحياة اصعب , لايسعنا الا ان نسأل الله المطلع على دالة الحياة لكل منا ان لا يمهلنا لحظة بعد ان نصل الى نقطة يعلم انها العظمى في دالتنا من حيث الطاعة والخشية منه تعالى والا ما فائدة استمرار الدالة في النزول وخسران الرصيد .
نسأل الله الهداية والتسديد لكل المؤمنين فلولا نقطة الانقلاب العظمى التي حصلت عام 61 هجرية في يوم عاشوراء لما استطعنا الاستمرار فتلك النقطة ايقظت في عقولنا مصابيح هدى واصلاح واشعلت نار الحزن في قلوبنا لتستعر في شهر محرم الحرام حزنا على تلك الفاجعة التي المت بال محمد صاحب الدعوة الالهية
فها هو رسول الله ص ينعت من في قلبه حرارة لمصيبة الامام الحسين بالمؤمن " ان لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين " ولم يقل المسلمين وهنا كل واحد منا يعلم بحال قلبه ان كانت تلك الجذوة متقدة ام لا فان كان نعم فلقد ارتفعنا في سلم الايمان درجة من مسلمين الى مؤمنين وهذا الارتفاع جدير بالمحافظة وان كان لا والعياذ بالله من ذلك فلا بد من مراجعة الذات ونسأل الله ان يكتبنا وجميع المؤمنين من المحفوظين من حبائل الشيطان وان لا يلحق هذا الصعود افول معاذ الله ونساله الهداية لمن انحرف عن جادة الصواب بشعد ان كان في طريق الحق واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد الخلق محمد واله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .
https://telegram.me/buratha