المقالات

كلام في الديمقراطيه...

436 20:08:00 2012-12-13

الدكتور يوسف السعيدي

ليست الديمقراطية لعبة سياسية، ولا هي بالخيار المعروض للرفض والقبول كما هو شأن النظريات الاخرى..ان الديمقراطية باختصار هي خلاصة ما توصل اليه الفكر البشري وهو يبحث عن نظام للحكم يحرر ارادة الانسان من قيود السلطة التي تكبل الافكار والمواقف، وتحقق العدالة، وتقضي الى ان تكون الاكثرية هي صاحبة الشأن في كل قرار من خلال مؤسسات دستورية تقوم على الانتخاب الحر، وعلى الاستقلالية في اتخاذ القرار...من هنا نقول:ان الديمقراطية قد جاءت بديلاً لاستبداد الحكم ايا كان نوعه...وانها جاءت لالغاء طريقة الفرض التي يملي بها الحاكم رأيه على المحكوم.وانها جاءت لاحلال رأي الاكثرية مكان رأي القلة...وانها جاءت لكي يكون لكل مواطن رأيه في الرفض والقبول...اما (ديمقراطية) تقوم على ملء صناديق الاقتراع من قبل اجهزة الدولة على وفق ما يريد الحاكم او ما يشاء...اما (ديمقراطية) تفرض على الناس ان يدلوا باصواتهم بهراوات الشرطة...اما (ديمقراطية) تقوم على اعتقال كل معارض، او اقصائه، او تشويه سمعته..اما (ديمقراطية) تقوم على شراء الذمم والاصوات....اما (ديمقراطية) تلجا فيها الاطراف الى التكوينات المتخلفة كالطائفية والعنصرية والعشائرية بدل اللجوء الى عقيدة سياسية.نقول بعد الاتكال على الله، ان ديمقراطية بهذه المواصفات قد تكون اي شيء الا كونها ديمقراطية، بل انها الطغيان بعينه، واستغلال الاسم (الديمقراطية) لتحقيق النقيض من اغراضه...والحق نقول: ان كل حكومة تلجأ الى استخدام العنف او اية وسائل تتيحها السلطة لفرض ارادتها والمحافظة على بقائها في السلطة، فمثل هذه الحكومة هي ديكتاتورية، وتقوم على الطغيان، طغيان الفرد، او الحزب، او الفئة، او العصابة...وبالمقابل نقول ان اية معارضة تريد اقصاء السلطة القائمة واستخدام العنف من دبابات وطائرات كما حصل في الانقلابات العسكرية، او استخدام السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة لقتل الناس بالجملة فهؤلاء دعاة طغيان وليسوا دعاة ديمقراطية...والسؤال: اذا كان هؤلاء يستخدمون هذه الوسائل وهم في المعارضة فماذا عساهم فاعلين عندما يستلمون الحكم لا قدر الله.ثم نقول: ان اي فرد او حزب او فئة سواء كان حاكما ام معارضا يعتقد:- ان رايه مقدس وانه منزل من السماء.- وانه وحده على حق...- وانه وحده الصحيح...- وانه ملاك وكل ما عداه شيطان رجيم...فهذا الطرف حاكما او محكوما ليس ديمقراطيا.. اكثر من ذلك انه لا يستطيع ان يكون حاكما معاصراً يقود دولة في زمان له شروطه ومقاييسه...لقد مضى زمان (ظل الله على الارض)...ومضى عصر ذوي الدماء الزرق...وآخر ما مضى هو وحدانية العقيدة وقداستها وذلك بانهيار الاتحاد السوفياتي... رغم كل ما يملك من ادوات، بين عشية وضحاها...ان من يلجأ الى العنف حاكما كان او محكوما يؤكد انه على خطأ وليس على صواب...ويبرهن بانه لا يملك من سلامة الفكر شيئا، ولا من الحكمة ما يبل به جفاف العقل... ولا من المنطق ما يقنع به احدا، ولا من الحجة ما يستطيع ان يواجه به الحجة بالحجة والرأي بالرأي....في وطننا العربي فان ارهاب الحكومات موجود بكل اشكاله المعروفة، والمتطورة ايضا.ولكن هناك بجانب ذلك ما يمكن ان نسميه ارهاب المعارضة... فبعض الاحزاب في المعارضة:- تعتبر كل من يعارضها امبريالي - امريكي او صهيوني.- وكل من يختلف معها في الرأي هو ساذج ولا يعرف من السياسة شيئا.- وكل من يختلف معها هو عميل لمخابرات ما.- ويصل الامر الى حد تكفير كل معارض لها.- واخيراً تحليل قتل المعارض او خطفه...هنا يتساوي الحاكم بالمعارض في تشويه المفهوم الحقيقي للديمقراطية..بينما يبقى الشعب بين المطرقة والسندان .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك