حمودي جمال الدين
لكي أتجنب عثرات اللسان وشطط ألكتابه ألوذ بالتقية والإدغام أو كما يسميها أهلنا بالجنوب الحسجه, لهذا اتبع منهج التذكير وليس اسلوب التحذير, حتى لا اعطي للبعض متسعا للاتهام من موقع المحرض والداعي للانتفاضه والثوره على الواقع البائس والمزري الذي يمر به عراق اليوم .فكل الدلائل تشير إلى ان ايامنا حبلى بالقيح والافرازات المتعفنه التي قبح وجهها ساستنا وحاملي لواء مسيرتنا منذ ان دخلو العراق ظافرين منتصرين من على اكتاف دبابات الاحتلال ومزنجراته, حيث اباحوا لانفسهم ولإفراد أحزابهم وطاقمهم, الفرهود لممتلكات الشعب ومرافق دولته وهي البذره النتنة الأولى التي سنوها و غرسوها في نفوس وتركيبة كل من اعتلى سدة المسؤليه وائتمر بمقاليد البلد .و لم يحسنوا أسلوب الاداره والتدبير, وانزلقوا إلى مهاوي الرغبات والشهوات وملئ الجيوب والرشاوى, وراحت أياديهم تعبث بالمال العام وتبعثر في ثروة البلد وتحطم بناه التحتية, وتمادوا بغيهم بتفتيت المنظومة القيميه والاخلاقيه للمجتمع , وتناسوا في نشوة السرقه والفساد مظلومية شعبهم وافتقاره لأبسط الخدمات, حيث أوصلوه إلى ان يترحم على السنوات الخوالي المكتظة بجحيم ومحرقة النظام البائد الذي أدعو زورا وباطلا أنهم جاءا محررين لأبناء شعبهم من ظلمه وطغيانه.فالسخط والغضب المحتقن بالغليان يعم الشارع العراقي وفي كل ركن وبيت وزاوية يتواجد بها أبناء هذا الشعب, وكأنه يمهد الطريق والارضيه إلى مثل ما كانت تسبق الثورات والانتفاضات التي شهدتها الحقب السياسيه التي عاصرناها ,حيث تعالت صيحات الاستنكار والاتهامات في العلن ومن مختلف الشرائح والأطياف وبين كل الأوساط الاجتماعية عن زواغ السياسيين ومروغ قادتهم وأحزابهم في سد متطلبات الشعب وتحقيق الأبسط من أمانيه في مجالات الحياة ومناحيها .فالدولة والسلطة تعمل بمنأى عن شعبها ووطنها ,مكرسة كل همها لصالحها ولصالح شخصياتها ورموزها وأحزابها المتنفذه, ولايوجد أي صلة ورابط يوثقها مع هذا الشعب , فضلا السلوك الاستفزازي والمهين الذي يتبعه الرموز المتصدره للعمل القيادي والسياسي في هذا الشحن المحموم بالمهاترات والتصريحات الناريه والملوثة ,حيث عفنوا الجو وقززوا النفوس بغسيلهم الوسخ الذي ينشروه من على فضائياتهم ووسائل إعلامهم المرئي والمسموع ,فاضحي العراق ببركاتهم فرجة ومسخرة حين وصل إلى الدرك السفلي من درجات الانحلال والتردي في استطلاعات العالم وهيئاته ومنظماته الدوليه.والمتتبع لما يجري ويسمع ويشاهد من فضائح وسرقات ورشاوى وبيع ذمم والمناصب والتلاعب بالعقود وفرض العمولات.ويندر ما تجد عملية خدمية أو إنتاجيه أو اقتصاديه وثقافيه وفكرية أو عسكريه إلا وكانت مغلفه بالفساد ومدحوض في صدقتيها ونزاهتها ,والانكى من ذلك الكل يعرف حجم التلاعب والفساد المشوب بأي فعل وعمل لكنه يتستر عليه ويغض الطرف عنه من باب المنفعة المتبادلة وشيلني وشيلك, اوخوفا على المنصب والكرسي من الاهتزاز.
لقد طفح الكيل وفاض بهذا الشعب مما يقترفه قادته وسياسيه بحقه ,ولم تعد المحاباة والعنصره والتحيز بالمذهب او الطائفه تجدي نفعا لهذا كانت بعض المواكب الحسينيه في اليوم العاشر من محرم, والتي اطلقت العنان لحناجرها ولاول مره من تاريخ سقوط النظام والتي كانت تراهن عليها هذه الاحزاب والقيادات السياسيه, كونها مواليه ومتعاطفه معهم ويمكن ان يتستروا بظلها من خلال احتوائها ولي منهجها وتلين عريكتها لصالحهم, لكنها فقدت السيطره واطلقت صيحاتها الاستنكاريه والمستهجنه لهذا التردي والانحطاط الذي وصل اليه العراق بفعل هؤلاء القاده وسياسي الصدفه التي إزاحتهم الأقدار للتربع على كاهل العراق وتسير دفته .وتحضرني بعض من هذه الردات من بعض المواكب الصارخهالف ليله وليله خلصت وما خلص هم العراقوالرئاسات الثلاثه ما حصل عدهم وفاقكلها تركض على المناصبوالشعب حصته المتاعبياحسين وياك .. للموت وياك والاخرى تقولصفقات السلاح انكول يافاسد لعب بيهواجب على الحكومه صار تحجي ولا تغطيهاكافي مو جزه...الفاسد محد يردهومنهابكت كلشي وتريد تبوك صوتيما انطيك لو حتى على موتيتخالف الدستور يلي اصعدت بالزورهذه الردات الحسينية والثورية والتي تتماها مع ثورة الحسين ضد الطغيان والظلم ومحاربة الفساد والمحسوبية تذكرنا بالعهد ألعارفي الذي تميز بالترهل والعشائرية والطائفية والفساد والمحسوبية واعتقد ان الأغلب من ساستنا عايش تلك الفترة وربما واكب زيارات الأربعين للإمام الحسين وكيف كانت الحناجر الحسينية تتعالى متحدية النظام ألعارفي وأعوانه وداعية للثورة والخلاص واذكر منها على سبيل المثالشوف الظلم والجور يحسينشد الرتب حط النياشينشعليه بعد بالبشرمهما يكون الخطرشوف الظلم والجور يحسينتجيبها الأخرىشوف الظلم والجور يحسينبالوحده فرقوا ملايينوالوحده مو صادقه يردوه للتفرقهشوف الظلم والجور يحسينوثمة اخرى تقولشوف ابن بلا وتصورحتى بالكرسي لا تغتراحذر الأهوال انت والسلاللايخدعك ابو الفينهخلينه انخبرك خلينه
فعندما تصل الأمور والأحوال إلى هذا المستوى من تنامي السخط والهيجان من قبل الموالين والإتباع ومن المحسوبين على القيادات السياسية والأحزاب فماذا يعني ؟؟وأيام أربعينية الإمام الحسين على الأبواب وهي تظاهره مليونيه سلميه فاذا ما فلت الزمام فلن تستطيع التعهدات والتواقيع الذي تأخذها السلطة على أصحاب المواكب بعدم التدخل بالسياسة أو التعرض إلى الوضع الراهن الذي يعيشه العراق بلطمياتهم وأهازيجهم والاكتفاء بالرثاء وتجسيد المأساة فقط .
https://telegram.me/buratha