هادي ندا المالكي
قبل يومين اطلق محافظ صلاح الدين احمد عبد الله الجبوري نداءا الى عشائر محافظة نينوى دعاهم للقيام بصحوة وعلى غرار ما حدث في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين على حد قوله من اجل طرد تنظيم القاعدة الارهابي من المحافظة وتحقيق الامن والاستقرار متهما في الوقت ذاته عددا من شيوخ العشائر في ام الربيعين بالطاعة والولاء والتحرك وفقا لاوامر تنظيم القاعدة الارهابي.ومحافظ صلاح الدين اصاب في جانب واخطأ في جانب اخر،فقد اصاب الجبوري عندما كشف عن ارتباط عدد من شيوخ العشائر بتنظيم القاعدة وتوفير الملاذات الامنة وتوفير الدعم المادي واللوجستي وكذلك توفير البيئة العاطفية والروحية لمقاتلي تنظيم القاعدة من اجل القيام بواجباتهم القتالية في مهاجمة الصفويين والروافض والتقرب الى الله بقتلهم ومثل هذا العمل المضني يحتاج الى ان توفر العشائر الموصلية اجواء خاصة لمقاتلي هذه العصابة الباغية حتى وان تطلب ذلك تزويجهم بناتهم وحلائلهم لساعات محدودة وفق فتوى الداعية "الشلولو" العريفي في اخر ما توصل له من زواج المسيار ونكاح المجاهدين.واخطأ محافظ صلاح الدين عندما دعا الى ان تكون تجربة نينوى مشابهة لتجربة محافظته في مكافحة عصابة تنظيم القاعدة والحال ان ما يجري في محافظة صلاح الدين اسوء بكثير مما يحدث في نينوى من جرائم ارهابية يومية تقوم بها العصابات الاجرامية من اتباع تنظيم القاعدة الارهابي خاصة في مناطق سامراء والعظيم والضلوعية وتستهدف طائفة بذاتها وما جرى الخميس والجمعة من استهداف لقوافل الزوار في سامراء يناقض مع جاء في تصريحات الجبوري الا اذا كان يعتبر ان قتل وتهديد زوار العتبات المقدسة من اتباع اهل البيت في سامراء وبلد امر طبيعي ولا يدخل ضمن الاعمال الارهابية .كما ان ما يحدث في قضاء سامراء من حصار واستهداف لزوار العتبات المقدسة رغم مرافقة القوات الامنية لوفود الزائرين يدلل بما لا يقبل الشك على ان محافظة صلاح الدين لا زالت تمثل تهديدا وخطرا كبيرا من قبل التنظيم الارهابي وان ما ادعاه من قيام صحوات امر غير واقعي لان العصابات الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة لا زالت ماسكة للارض رغم تواجد القوات الامنية التابعة للحكومة المركزية ومن المستحيل ان يتحرك اي انسان في مناطق الضلوعية او العظيم دون ان يلقى حتفه او اسره والتمثيل بجثته لانها مناطق مغلقة لعصابة القاعدة واذا كانت هناك عشائر معينة تأتمر باوامر القاعدة في محافظة نينوى فان هناك مناطق باكملها في محافظة صلاح الدين تاتمر وتوالي تنظيم القاعدة.كان على الجبوري ان يتاكد من واقع الاحداث في محافظته وطبيعة توالي الخروقات الامنية التي تقوم بها العصابات الاجرامية التابعة لعصابة القاعدة الاجرامية ومعالجتها كليا قبل ان يطالب من المحافظات الاخرى ما يعجز هو عن تنفيذه لان مثل هذه المطالب تمثل تناقضا كبيرا واستخفافا بدماء الضحايا.قد يقول قائل ان ما طالب به الجبوري من عشائر نينوى لا يختلف كثيرا عن مطالب ابليس عليه اللعنة من ابناءه.
https://telegram.me/buratha