المقالات

استشهاد النزاهة /

612 10:08:00 2012-12-15

حافظ آل بشارة

وصل الشعب العراقي الى مرحلة اليأس من معالجة الفساد ، انتصرت جيوش الفساد على فلول الاصلاح ، انتصر الشر على الخير ، انتصرت الرذيلة على الفضيلة ، الشعب يبكي ويلطم في عاشوراء لانها ذكرى استشهاد الاسلام ، واليوم اكتملت المصيبة باستشهاد النزاهة التي احتز رأسها شمر خاص من النوع الذي لا يموت ، ينتظرون المختار الآخذ بالثار ولا يعلمون انه قتل وهو منشغل بارتداء درعه ، اغلب الذين يقتلون بطريقة غامضة هذه الايام هم ممن يقاتلون الفساد ويفتحون ملفاته ، الفساد سلطة مذهلة قوية حاذقة قاسية سرية تحيي وتميت ، حتى ان اصحاب الدعاية الانتخابية الذين يريدون الوصول الى السلطة لا يقتربون من موضوع الفساد الا بشكل هامشي ، رجل حقيقي ذلك الذي يستطيع اتخاذ محاربة الفساد برنامجا انتخابيا له ؟ خطاباتهم تهاجم الفقر وأزمة السكن والتدهور الأمني وازمة الكهرباء وكثرة النفايات في الشارع ، ورغم ان الفساد هو سبب كل هذه الكوارث لكنهم عندما يذكرونه تنعقد الالسن وتتعثر الكلمات وتصفر الوجوه ويبحث المتحدث عن موضوع بديل !... الفساد اخطر من الاحتلال الاجنبي ، والمحتلون كانوا اكثر نزاهة من حكام البلد ، الفساد أخطر النظام القمعي السابق . اليوم اغلب الزاحفين الى السلطة يبحثون عن حصتهم من الفساد ! وليس لانقاذ بلدهم ، تغيرت اخلاق الحاكمين ، منذ ثورة العشرين كان ساسة العراق يحبون السلطة لكنهم ذوو رومانسية اخلاقية سامية ، وفروسية ومروءة واباء وترفع عن السرقة ، والالتزام بقيم عشائرية او برجوازية تجعلهم يخجلون من تهمة سرقة المال العام ، أما الآن فنحن امام نموذج يفتقر لتلك التقاليد الرجولية ، اغلب مسؤولي البلد حاليا يأتون الى مواقعهم فينشغلون في جمع المال وشراء العقارات بكل الوسائل ، يفقدون حاسة السمع والبصر ويتنكرون للقريب والبعيد غارقين في خطة الحوسمة والفرهود ، ثقافة قزمية انتقلت من الشارع الى اروقة السلطة ، الشراكة السياسية باسمها الجذاب هي غطاء لشراكة في الغنائم والسرقات المليونية ، اغلبية متورطة بالتساوي لذا لا يستطيع اي طرف التصدي لهذا الملف ، كل طرف هيأ ملفات فضائح فساد لابتزاز الطرف الآخر وتركيعه ، خوف متقابل وتوازن رعب ، وتستر متقابل ، فان وجدوا نزيها يحاول محاربة الفساد تعاونوا عليه فاختلقوا له ملفا مزورا حافلا بالوثائق والتوقيعات والاختام والارقام وارسلوا اليه نسخة منه فاسكتوه ، الملفات والملفات المقابلة ظاهرة عجيبة لا تستطيع التدابير البشرية ان تواجهها ، الأمر بحاجة الى تدخل الهي خاص ، الشعب يائس من جميع الهيئات التي تدعي مكافحة الفساد ومتأكد من استشهاد النزاهة ، وسيلة واحدة تنقذ هذا الشعب المعذب من وباء الفساد ، انه الدعاء ، دعوة المظلوم ، دعوة من لا يجد ناصرا الا الله تعالى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو صافي
2012-12-15
آه يا ابا الحسن . لماذا قام علي بن ابي طالب بعزل عامله من ولاية البصرة؟ لايستطعيعوا ان يسيروا مثل ابي الحسن لكن ليقتدوا به.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك