المقالات

نحن ....والرايتان المتناقضتان

564 18:30:00 2012-12-15

بقلم المهندس/ علي العبودي

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأليمة لواقعة الطف الخالده التي تعتبر الفيصل لنهجين لا يجتمعان بنقطه, واقعة كان فيها رايتان أحداهما نقيضه للأخرى فراية النبوة والإمامة والإصلاح في إدارة الأمة والراية الاخرى هي راية الكفر والفساد وحب الجاه والكرسي والتسلط على رقاب الناس دون موافقتهم وان حصلوا على 99.99% ؟ ،فكتب التاريخ وكثير من الإخبار المتناقلة تؤكد على نسبة الجند الكبيرة المنضوية خلف راية الكفر , وقلة الجند هي مع راية الحسين عليه السلام وكما نعلم ان طريق الحق موحش وفيه الكثير من المخاطر بملذات الدنيا وزخرفتها وهذا ما يؤكده أمير المؤمنين علي عليه السلام ( لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه) من هنا يأتي دور أين نحن من هذه الواقعة وأين نحن من هذا النهج .فالطغاة عادة تستخدم المال وتوزيع المنافع لشراء الذمم من الناس عموما" ( الا ما ندر )وأراد يزيد وأعوانه إن يجربوا نفس الأسلوب مع الحسين (ع) لغرض شراء صوته وأي صوت هؤلاء يريدوا ،انه صوت الحسين ابن رسول الله (ص) فيزيد يطلب البيعة من الحسين عليه السلام ، فالموافقة هنا تعني الموافقة على الانحراف فمن أولى من الحسين إن يأخذ هذا الموقف فأراد إن يكون سداً منيعاً لسلطة فاسدة تريد إن تفرض سيطرتها بالنار والحديد وتتباهى بالفسق ولا تلتزم بالعدل والموقف واضح وصريح وعلني رغم تبعاته المتوقعة من الراية المقابلة ليعلن الصوت المدوي للأحرار (( مثلي لايبايع مثلك )), هناك مواقف ودروس وعبر طبقت في ارض الطف ولا نعرف كم مدى تأ ثير تلك العبر في نفوسنا على المستوى العملي الايجابي او السلبي علما" ان الحسين ع ويزيد يتجددان فكرا" ومسارا"، ومن هذه الدروس

1ـ دعوة الحسين عليه السلام لاصحابة ان يتركوا ارض المعركه كونه المستهدف الوحيد من قبل الرايه المقابله لكنهم رفضوا دعوه التخلي هذه ,ولذا يقال ان اصحاب الحسين عليه السلام افضل من اصحاب النبي صل الله عليه وآله كون خيار الموت هو الوحيد لأصحاب الحسين عليهم السلام

2ـ لماذا اخذ الحسين(ع) العيال معه، لربما كان يريد إن يلقي الحجة على الذين يضعون الأولاد والمال والنساء سبب للإعاقة حركة صحيحة يتطلبها موقف ما ،اذن لماذا يخضع الشعب لدكتاتور ، فبهذه الحركة اسقط الحسين كل التبريرات فلا نحن أفضل من الحسين ع ولا نساءنا أفضل من نساء الحسين ع وخنوعنا المبالغ فيه يجعل نشوء دكتاتور متسلط ونحن عشنا هذه التجربة بنجاح وما افرزتة من نتائج يندى لها الجبين 0

3ـ الحر (ع) لحظه تأمل واحدة أخذت به إلى الجنان فأنتقل خلال تلك اللحظة من راية الضلالة إلى راية الهدى وهذه صحوة للضمير يجب ان تفعل .

4ـ عمـر بن سعد يوصي حرملة لعنه الله إلى يوم الدين يضرب الطفل الرضيع ،لماذا هذا الاستهداف الذي يهز حتى الضمائر الميتة فتنادي راية الكفر ((اقتلوهم ولا تبقوا للأهل هذا البيت باقية)) والهدف كما أظن هو القضاء على الفكر المخالف حتى لو كان رضيع ربما يشكل مصدر إزعاج في المستقبل.

5ـ يجب على القواعد الشعبية إن تشخص الصالح للأمة ,فلا نريد إن تختلط علينا الأوراق فالذين قتلوا الحسين (ع) واصحابة مشخصين لدينا والذين يواجهون الطغاة بالعالم الإسلامي والعراق مشخصين لدينا ايضا0

إني على يقين إن الصراع بين تلك الرايتين يبقى إلى يوم الدين مادام فكر ونهج الحسين (ع) يمثل مصدر قلق لكل طغاة العالم، فمن يتبنى أصحاب الفكر المنحرف الذين يفجرون المساجد والاسواق والجوامع والكنائس ودوائر الدوله صدقوني أنها الراية المواجهة لراية الحسين (ع)وكم لجئوا الطغاة الى أساليب منحرفة بعد استشهاد الحسين (ع) منها حفر الأرض ليغيروا معالم القبر الشريف، وفتح المياه ليمنعوا ذكره والعراقيل التي عشناها في العراق ،لكنهم خابوا فأين قبور الذين انتصروا عسكرياً وأين قبور أهل البيت (ع) الذين قضي عليهم بالسجن والسم والقتل.

فحركة الحسين ع أراد الله لها الخلود كونها حركة خالصة لله ،حركة إنسانية لكل الإنسانية بالعالم بمعزل عن الطائفية او القومية ، فزعماء العالم والحركات الثورية تستلهم الدروس والعبر من الثورة الإنسانية فها هو غاندي يقول علمني الحسين كيف أكون مظلوم فأنتصر،وهذا الكاتب المسيحي انطون بارا يقول لو كان الحسين منا لرفعنا له في كل بلد بيرقا" ولنصبنا له في كل قرية منبرا" ولدعونا إلى المسيحية باسم الحسين.

فلهيب المشاعر الصادقة والتلقائية سوف تبقى ملتهبة ولا تنسى لهيب خيم رسول الله ص وهي تحترق ،فهاهم زوار الحسين كالسيول لم يوقفها حرارة الجو او برودته ولا عراقيل النظام المفتعلة سابقا" فبعدما كانوا رجال الأمن مصدر قلق للزائر ،اليوم نرى رجال الأمن تسهر وتبذل الغالي والنفيس لغرض حماية الزائر وهذه من بركات دم الحسين ع ،لذلك أدعو نفسي وادعوكم إخواني وإخوتي كافة من أبناء الشعب العراقي أن نقف قلبا" وقالبا"وعملا" خلف راية الحسين ع ونجدد البيعة له في كل عام فالخلود لك سيدي عسى الله ان تكون لنا شفيعا" في الدنيا والآخرة والخزي والعار والى مزبلة التاريخ للراية المقابلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك