بقلم المهندس/ علي العبودي
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأليمة لواقعة الطف الخالده التي تعتبر الفيصل لنهجين لا يجتمعان بنقطه, واقعة كان فيها رايتان أحداهما نقيضه للأخرى فراية النبوة والإمامة والإصلاح في إدارة الأمة والراية الاخرى هي راية الكفر والفساد وحب الجاه والكرسي والتسلط على رقاب الناس دون موافقتهم وان حصلوا على 99.99% ؟ ،فكتب التاريخ وكثير من الإخبار المتناقلة تؤكد على نسبة الجند الكبيرة المنضوية خلف راية الكفر , وقلة الجند هي مع راية الحسين عليه السلام وكما نعلم ان طريق الحق موحش وفيه الكثير من المخاطر بملذات الدنيا وزخرفتها وهذا ما يؤكده أمير المؤمنين علي عليه السلام ( لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه) من هنا يأتي دور أين نحن من هذه الواقعة وأين نحن من هذا النهج .فالطغاة عادة تستخدم المال وتوزيع المنافع لشراء الذمم من الناس عموما" ( الا ما ندر )وأراد يزيد وأعوانه إن يجربوا نفس الأسلوب مع الحسين (ع) لغرض شراء صوته وأي صوت هؤلاء يريدوا ،انه صوت الحسين ابن رسول الله (ص) فيزيد يطلب البيعة من الحسين عليه السلام ، فالموافقة هنا تعني الموافقة على الانحراف فمن أولى من الحسين إن يأخذ هذا الموقف فأراد إن يكون سداً منيعاً لسلطة فاسدة تريد إن تفرض سيطرتها بالنار والحديد وتتباهى بالفسق ولا تلتزم بالعدل والموقف واضح وصريح وعلني رغم تبعاته المتوقعة من الراية المقابلة ليعلن الصوت المدوي للأحرار (( مثلي لايبايع مثلك )), هناك مواقف ودروس وعبر طبقت في ارض الطف ولا نعرف كم مدى تأ ثير تلك العبر في نفوسنا على المستوى العملي الايجابي او السلبي علما" ان الحسين ع ويزيد يتجددان فكرا" ومسارا"، ومن هذه الدروس
1ـ دعوة الحسين عليه السلام لاصحابة ان يتركوا ارض المعركه كونه المستهدف الوحيد من قبل الرايه المقابله لكنهم رفضوا دعوه التخلي هذه ,ولذا يقال ان اصحاب الحسين عليه السلام افضل من اصحاب النبي صل الله عليه وآله كون خيار الموت هو الوحيد لأصحاب الحسين عليهم السلام
2ـ لماذا اخذ الحسين(ع) العيال معه، لربما كان يريد إن يلقي الحجة على الذين يضعون الأولاد والمال والنساء سبب للإعاقة حركة صحيحة يتطلبها موقف ما ،اذن لماذا يخضع الشعب لدكتاتور ، فبهذه الحركة اسقط الحسين كل التبريرات فلا نحن أفضل من الحسين ع ولا نساءنا أفضل من نساء الحسين ع وخنوعنا المبالغ فيه يجعل نشوء دكتاتور متسلط ونحن عشنا هذه التجربة بنجاح وما افرزتة من نتائج يندى لها الجبين 0
3ـ الحر (ع) لحظه تأمل واحدة أخذت به إلى الجنان فأنتقل خلال تلك اللحظة من راية الضلالة إلى راية الهدى وهذه صحوة للضمير يجب ان تفعل .
4ـ عمـر بن سعد يوصي حرملة لعنه الله إلى يوم الدين يضرب الطفل الرضيع ،لماذا هذا الاستهداف الذي يهز حتى الضمائر الميتة فتنادي راية الكفر ((اقتلوهم ولا تبقوا للأهل هذا البيت باقية)) والهدف كما أظن هو القضاء على الفكر المخالف حتى لو كان رضيع ربما يشكل مصدر إزعاج في المستقبل.
5ـ يجب على القواعد الشعبية إن تشخص الصالح للأمة ,فلا نريد إن تختلط علينا الأوراق فالذين قتلوا الحسين (ع) واصحابة مشخصين لدينا والذين يواجهون الطغاة بالعالم الإسلامي والعراق مشخصين لدينا ايضا0
إني على يقين إن الصراع بين تلك الرايتين يبقى إلى يوم الدين مادام فكر ونهج الحسين (ع) يمثل مصدر قلق لكل طغاة العالم، فمن يتبنى أصحاب الفكر المنحرف الذين يفجرون المساجد والاسواق والجوامع والكنائس ودوائر الدوله صدقوني أنها الراية المواجهة لراية الحسين (ع)وكم لجئوا الطغاة الى أساليب منحرفة بعد استشهاد الحسين (ع) منها حفر الأرض ليغيروا معالم القبر الشريف، وفتح المياه ليمنعوا ذكره والعراقيل التي عشناها في العراق ،لكنهم خابوا فأين قبور الذين انتصروا عسكرياً وأين قبور أهل البيت (ع) الذين قضي عليهم بالسجن والسم والقتل.
فحركة الحسين ع أراد الله لها الخلود كونها حركة خالصة لله ،حركة إنسانية لكل الإنسانية بالعالم بمعزل عن الطائفية او القومية ، فزعماء العالم والحركات الثورية تستلهم الدروس والعبر من الثورة الإنسانية فها هو غاندي يقول علمني الحسين كيف أكون مظلوم فأنتصر،وهذا الكاتب المسيحي انطون بارا يقول لو كان الحسين منا لرفعنا له في كل بلد بيرقا" ولنصبنا له في كل قرية منبرا" ولدعونا إلى المسيحية باسم الحسين.
فلهيب المشاعر الصادقة والتلقائية سوف تبقى ملتهبة ولا تنسى لهيب خيم رسول الله ص وهي تحترق ،فهاهم زوار الحسين كالسيول لم يوقفها حرارة الجو او برودته ولا عراقيل النظام المفتعلة سابقا" فبعدما كانوا رجال الأمن مصدر قلق للزائر ،اليوم نرى رجال الأمن تسهر وتبذل الغالي والنفيس لغرض حماية الزائر وهذه من بركات دم الحسين ع ،لذلك أدعو نفسي وادعوكم إخواني وإخوتي كافة من أبناء الشعب العراقي أن نقف قلبا" وقالبا"وعملا" خلف راية الحسين ع ونجدد البيعة له في كل عام فالخلود لك سيدي عسى الله ان تكون لنا شفيعا" في الدنيا والآخرة والخزي والعار والى مزبلة التاريخ للراية المقابلة .
https://telegram.me/buratha