سعيد البدري
تبرز الى الواجهة مجددا قضية الانتخابات بما لها من حسنات وعليها من مثالب وربما تكون هذه المثالب والاخطاء التي ترافق كل عملية انتخابية واحدة من اهم الاسباب التي تدفع المواطن العراقي الى التردد والحيرة والتفكير بجدوى المشاركة في هذه الانتخابات . مع ذلك لابد من تحكيم لغة العقل والحديث عن هذه المنهجية والطريقة الخاطئة في التفكير لدى البعض فقد تحدث الي احد الاشخاص وهويصف وضعه بالمريح فهو لايناقش الاوضاع وما تمر به البلاد من مشاكل وتطورات وهو يرى انه فعل الصواب بعدم مشاركته بالانتخابات الماضية لانه لو اختار شخصا لحمل نفسه المسؤولية امام الله وضميره وهو يرى انطلاقا من هذا الواقع انه (ارتاح وريح ضميره) اقول كم شخصا لدينا يفكر بهذه الطريقة وهل يكفي احدنا ان يرمي المسؤولية على المواطنين الاخرين واراحة نفسه وهل سيكون ضميره مرتاحا فعلا لو فعل ثلاثة ملايين شخص مثلما فعل ووصل عبر مقاطعة الانتخابات بهذه الحجة اشخاص يشبهون النظام السابق وتحكموا بمصير الامة وكيف له ان ينام قرير العين وهو يتخلى عن مسؤوليته تجاه بلده وابناء شعبه, فالمسألة ليست مسألة كيف ومزاج بقدر ماهي التزام تجاه نظام يرسخ الحاكم العادل, وهذا لايتاتى الا عبر اختيار موفق مدروس . الملفت ايضا بهذا الخصوص ان الكثيرين يتحدثون عن عقم ارحام العراقيات من انجاب قادة يمكنهم تحمل المسؤولية بامانة والاحاديث تتكرر (ليش نشارك والجماعة نفسهم ماراح يتغير شي) او (احنه شحصلنه من الاحزاب) او (خليهم يلعبون بكيفهم احنه ما النه علاقة ) و(احنه نقدم ..اأنأخر!!) و (ربعنه مثل خليلات العبد) وغيرها من تعليقات محبطة يائسة وكأن هولاء المقصودين منزلين بدستور سماوي ونص لايقبل التحريف او التعديل ومتى ما فهمت النخب السياسية ان عليها ان تغير ايجابيا طبعا نمط تفكيرها وتزج بدماء جديدة تمتلك الوعي والقدرة ولها الخبرة الميدانية وتحسن التعامل مع المواطنين وتعمل لمصالحهم بدل ان تطل علينا عبر وسائل الاعلام تبرر وتلعن وتهاجم . اننا نحتاج فعلا الى وجوه جديده بارادات قوية تعمل وتعمل فقط بلا هوادة من اجل ما يمكن ان نسميه تحقيق النمو ودفع عجلة البناء وتطوير واقع الخدمات ,عندها سيتغير المشهد وستقدر هذه النخب الشعب ويمكنها ان تكسب ثقته وهذا لايعني رسم احلام وردية وتنظير بائس يتعارض مع واقعنا المعاش بقدر ماهو النفس الذي نتحدث به جميعا ونتمنى تحقيقه كونه مطلب واقعي ممكن التحقيق .اذن كتلنا السياسية وتياراتنا واحزابنا مطالبة بطرح النموذج والعمل على تحقيق المطلب الجماهيري بتغيير الوجوه واختيار الاصلح بينها لتقديمه بشكل مناسب للجمهور دون مبالغة او اشتراط شروط على المرشحين المؤهلين الراغبين بالاستفادة من تجارب هذه القوى السياسية وخوض المعركة الانتخابية تحت يافطتها من قبيل اذا فزت (نص راتبك لمكتبنا) او (وقع تعهد بتعيين 100 شخص من جماعتنه) نعم يحق للكتلة او الجهة التي يمثلها المرشح غير المنتمي لها حزبيا ان تحاسبه بعد فوزه وتلزمه بالبرنامج الذي طرحته وقبل هو بتبنيه ضمن حملتها الانتخابية شريطة ان لاتكون المطالب نفعية تغلب مصلحتها على المصالح العامة للشعب وكل البرامج تتحدث بلغة الشعب وقت الانتخابات, مثلما لايحق لها اخلاقيا دس عناصر فاسدة وتسويقها بشكل ملائكي لخداع الجمهور والفوز بثقته فهي مطالبة بالفحص وترشيح الاكفاء وكذا الحال بالنسبة للمواطن المطالب بالتدقيق وايصال من همهم الوطن وخدمة المواطن الى المناصب ومواقع المسؤولية وهذا اختبار صعب سينجح فيه كثيرون من قوى ومواطنين كما سيفشل فيه اخرون لئلا نرى ونسمع نفس الاحاديث التي تتردد اليوم فينبغي ان نقلل من مساحة العواطف والتعاطف مع من سنضع خياراتنا بين ايديهم مستقبلا ونغلق باب هذا ابن المنطقة وذاك ابن الحي او العشيرة او هذا صديقي او انا اميل للجهة الفلانية بينما الواقع يقول انهم غير اكفاء بينما يوجد من هو افضل منهم في قوائم اخرى ويستحق ان نعطيه اصواتنا مع ذلك فالتنبيه الى اهمية الانتخابات والاختيار فيها بشكل جيد لايلغي ان نحترم ثوابتنا الدينية والوطنية ومتبنياتنا الفكرية وحقوقنا المناطقية امور من الواجب توفرها في المرشحين الذين نختارهم كوننا اتباع لمدرسة اهل البيت عليهم السلام وهذا ليس عيبا بالمقاييس المتعارف عليها اليوم فالكل يصنع ذلك وهو يطالبنا بالتخلي عن هذا النهج بينما يتمسك هو به والدليل ما حدث ويحدث من بث الكراهية ضدنا والتطاول على رموزنا وحث دول الجوار العربية وغير العربية للتدخل في شؤوننا وهو ما نرفضه بشكل تام وهنا يجب لابد من ممارسة هذا الرفض عمليا بانتخاب الواعين الاكفاء اصحاب التجربة ممن يتحلون بالنزاهة والوطنية الحريصين على مستقبلنا وهم قطعا ليسوا بعيدين عنا وبين ظهرانينا وفي مناطقنا وبلداتنا فاصلاب الرجال لم تجف وارحام النساء ليست عقيمة ونمتلك من القوة والقدرة والمنطق الكثير فضلا عن الصفات الاخرى التي نتميز بها عن غيرنا فمدرستنا معطاء وارضنا ولادة ولانحتاج لفكر مستورد يزين لنا ويقودنا الى مجاهيل تخالف كل ما امنا واعتقدنا به فقط لانه يرضي ال فلان وال علاّن من حكام الجور عباد الانا والشيطان الوالغين بدمائنا الكارهين لوحدتنا التي افشلت كل مخططاتهم وشتت جمعهم واذهبت ريحهم وجعلت احلامهم اوهاما وستكون كذلك على الدوام باذن الله فيا ايها العراقيون نخبا وتيارات وقوى سياسية ومواطنين اختاروا لمستقبلكم ولا تتركوا الاخرين ياخذون منكم هذا الدور تحت أي غطاء او عنوان كان .
https://telegram.me/buratha