المقالات

المرأة ... بين تغافل حكومي وعنف مجتمعي

454 00:03:00 2012-12-16

واثق الجابري

ربما قليلاّ ما نتناول شريحة مهمة من المجتمع لوجود تناقض بين التشريع الاسلامي وحفظه لحقوق المرأة وقوانين وضعية وتقاليد مجتمعية لتضيع فيها تلك الحقوق وتتجه بأتجاه جعلها في حالة من الحرمان في اداء دورها الحقيقي , والمرأة لم تكن نصف المجتمع انما هي كل المجتمع حيث تمثل النصف في العدد وتربي النصف الاخر , وطبيعة مجتمعاتنا تمثل فيه المرأة مقياس العفة والشرف والقيم والاخلاق العائلية الاّ ان المجتمع قاصر في ترجمة الحقوق لها ومعاملتها بالعنف وهذا العنف امتد من اقدم العصور وفي كل الحضارات , فتلك السيدة زينب الحوراء (ع)وبعد مسير السبايا ودخولها الى المجلس الاموي مجلس الفجور والفسوق والعصيان والوحشية والارهاب حيث أريد لها ان تكون ذليلة خانعة ويسكت فيها صوت الحق الاّ انها نطقت بلسان جدها وأبيها وامها واخيها ولسان ثورة الامام الحسين ثورة الشموخ والأباء فنطلقت بتلك الفصاحة والشجاعة (يا يزيد فكد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا)وكأنها تحمل الرسالة رسالة السماء وصوت النبي وعلي والفاطمة والحسن والحسين , فتحمل في نفسها رسائل عدة من نقلها الرسالة الحسينية السماوية ودور المرأة في تحدي العنف ودورها في المجتمع , اليوم نعيش في عالم عادة ما يتناول المرأة تناول غير منصف فتلك المجتمعات الغربية التي تدعي المساواة للمرأة وحقوقها ما تكاد الا ان تضعها سلعة تباع وتشترى ويتجار بها اما المجتمعات الشرقية والعراق خاصة , فتلك المرأة الأم والزوجة والاخت التي تكسر على رأسها ويلات السنين عجاف حملت اكثر ما يتحمل الرجل وشاركته بل عانت اكثر منه في الضيم والهوان فلم تنصف تلك المرأة الصبورة المفجوعة بأبنائها وزوجها واخوانها ولم تلتفت لها الدولة في الدولة في تشريعها حتى وضعت لها وزارة شكلية سميت بوزارة المرأة ولم تخصص لها مثلما تخصص لبقية الوزارات او جعلها سيادية ومثلما تسير بها سياسة الدولة بالاجحاف من الوزرات الانسانية بل انها ربما قيدت بشروط تضيع الكثير من الحقوق , ونسبة النساء اليوم في العراق تتجاوز 60% بواقع 10% منهن من الارامل ومن تحتاج للرعاية الاجتماعية فيما يخصص لها سوى 50 ألف او حتى مخصصات الزوجية نفس الرقم , وتلك النساء تعرضن لفترات من الزمن لمصائب وويلات وتركن وحدهن متصديات لشغف العيش بغياب فرص العمل في مجتمع لم تضع فيه الحكومات دراسات دورية لواقع المرأة او تخصص لها المشاريع التنموية او وضع قوانين تمنع تعنيفها في غياب الجهات الراعية التي تطور المهارات بوجود نظام معلومات يرصد كل الحالات ومن هذا تغيب المرأة في تغافل حكومي وتعنيف مجتمعي جعل منها مظلومة في مجتمع من المفترض ان يعطيها تلك الحقوق التي منحها الاسلام ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك