المقالات

العراق بين رواد الازمة ورجال التهدئة

513 13:40:00 2012-12-17

خميس البدر

عندما ننظر الى مايجري في العراق ومنذ اندلاع الازمة السياسية وتحول الخطاب من خطاب تحالف وعمل وتحقيق مشروع واهداف سامية والانتقال بالعراق من دولة الفرد والجماعة الى دولة المواطن والشعب من الدكتاتورية الى الديمقراطية من سلطة المركز وقرارات مجلس قيادة الثورة الى اللامركزية وقرارات وقوانين المؤسسات وسلطة الشعب لخطاب ازمة،ازمة لم تكن بمعزل عن احداث المنطقة والعامل الاقليمي والدولي كما لم يكن بعيدا عن الحراك الذي احدثه التغيير في العراق 0 فعلى طول الخط برز خطين متوازيين هما خطاب الازمة والتوتر وهو مايترتب عليه من تراجع واخفاق وخطاب التهدئة والحوار وهو مايجب ان يسود ويتحقق ليترتب عليه تاسيس اجواء صفاء ونقاء ووئام وعمل وتطور وتحقيق التقدم وانتصار المشروع ونجاح التجربة وتغيير المعادلة القديمة والتي تسلطت على العراق وشعب العراق وهي من جعلته في هذه الحال وما نعيشه اليوم ما هو الا من اثارها وسلبياتها واحباطاتها وتبعاتها0عاش العراق بعد التغيير ازمات عديدة لم تكن بعيدة عن اثار الماضي وتوجهات الحاضر الا ان ازمة الاربع سنوات الاخيرة وخاصة وليدتها ازمة الاقليم والمركز والتي وصلت الى قمتها اوجها في هذه الايام شكلت الازمة الاخطر والامتحان الاصعب للتجربة العراقية والعملية السياسية ولا بد لنا ان نميز بين الخطابين في هذه الازمة وهما خطابي الازمة والتوتر وخطاب التهدئة والحوار ومن هم رجالات واصحاب وابطال الخطين 0اما خطاب التهدئة والتعقل والنظر بمنظور المصلحة والفائدة للعراق ولشعب العراق بمختلف اطيافه وتعدد مشاربه من الشمال الى الجنوب عرب اكراد مسلمين وغير مسلمين سنة شيعة تقدم الجميع اسم المرجعية ورؤى المرجعية تحركات المرجعية ومن اول لحظة من بعد التغيير فجاءت تحركاتها واقوالها وافعالها بما ينسجم مع روح التجربة العراقية الجديدة ونبل اهدافها وما بذله اتباع المرجعية ومن ياتمر باوامرها وينتهي بنواهيها ومن يجعلها سلوك عمل وطريقة لتحركاته ،كما ننظر لما بذله تيار شهيد المحراب (قدس سره الشريف) متمثل بسماحة السيد عمار الحكيم وقيادات المجلس الاعلى وخطابه وتحركاته والتي لم نجد فيه الا خطاب تهدئة وتفاعل والحض على الحوار والعمل باتجاه نبذ الفرقة والابتعاد عن لغة التصعيد والتسامي عن الصغائر ونكران الذات، كما لايمكن ان يهمل او ينكر دور الجمهورية الاسلامية (بغض النظر عن كل ما يقال عنه ) فما تقوم به ايران اذا ما قارناه مع ادوار دول الجوار والمحيط الاقليمي ودول المنظومة العربية فدورها لايبتعد عن مصلحة العراق ومساعدته في التخلص من مشاكله ومن اثار المرحلة السابقة والعزلة التي يعانيها بسبب مغامرات ونزوات الطاغية0فكانت هذه الجبهة او هذا المحور او هذا الخط بكل تحركاته وبكل مساعيه هو طرح خطاب ونهج يبعد العراق عن التوتر والحفاظ على اجواء التحاور والتعاطي السلمي والاخوي بين الفرقاء وخاصة في ازمة الاقليم والمركز ،الا ان هذا التحرك او هذه الجبهة كانت تواجه بخطاب اخر وموازي لها الا انه خطاب الازمة 0اما خطاب التازيم والتوتر فلم يكن بعيدا عن ابطال ورجالات ورواد الازمة السياسية والتي رافقت تشكيل الحومة وهم اقطاب اتفاق اربيل وهم القوى الكردية والتي باتت اكثر تطرفا وخروجا عن هدوءها وخطابها السابق والذي كان منسجما الى حد بعيد مع اهداف المشروع العام اما الان فهم ابطال وطرف في الازمة يشاركها القوى السنية والمتمثلة في القائمة العراقية وتعدد زعاماتها وازدواج خطابها المعهود والمعروف على طول الخط ،ويتزعم الجميع ويسبقهم صقور الدعوة ورجال دولة القانون بقائدهم رئيس الوزراء وكيف تحولت الازمة الى مركز قرار وغاية واسلوب تعامل بافتعالها وبادامتها وعدم التراجع والمضي في سياقها واستمرارها 0 ويبقى الشعب العراقي بين هذين الخطين والاسلوبين والاتجاهين يرتجي ان يكون الغلبة لخطاب التهدئة واي كان من يمثله وبعيدا عن اسلوب ونهج التهدئة أي من كان يمثله او يتبناه 0 ان انتظار الصدف او المعاجز او ضربات الحظ لن يفيد في شيء كما ان المراهنة على الازمات وتبنيها كخاطب سياسي لن يبني دولة ولن يكون في يوم من الايام اسلوب ناجح في ادارة تلك الدولة واذا ما نجح او صادف ان وفق مرة فلن تستمر (وليس كل مرة تسلم الجرة) اذن فعلى الجميع التوجه الى خطاب التهدئة العودة الى المشتركات والابتعاد عن الخلافات وان تكون مصلحة الشعب العراقي كل الشعب العراقي هي الاولوية وهي المشترك والمحرك الاول والاخير في التعامل بين الاطراف وان يبقى الخلاف والصراع او التنافس في هذه الدائرة أي ان يختلف الجميع على مصلحة العراق فيكون الاتفاق ان يتحاور الجميع لمصلحة العراق فالعمل ان يتسابق يتنافس الكل لخدمة شعب العراق لاان يكون الخلاف لمصلحة اشخاص او اهواء او فئات او احزاب او امزجة او نزوات او مصالح ذاتية او عقد تاريخية او تطبيق اجندات الغير فيتحول الشعب العراقي حطب في نار يسعرها الاخرين او اذرع لاخطبوط الخارج والذي لم ولن يجن منه العراق الا الخراب والدمار والخسران والتراجع والتخلف والحرمان والحروب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك