المقالات

الازمات اسبابها ..دوافعها الخفية !!

489 14:00:00 2012-12-17

بهاء العراقي

قد يعتقد البعض بما فيهم القوى السياسية في العراق ان خطابهم التأزيمي وتعاطيهم مع الاحداث امر خفي على شعبهم الذي بدأ يدرك خلفيات هذا الصراع المستعر ولعل السبب الرئيسي الذي يدفع هذه القوى حسب نظرة الشعب الواعية اليوم هو الوصول الى حالة من التحجيم وعدم الانفتاح على الاخر بفعل اقتراب المواعيد الانتخابية وما تفرضها من اجندات لدى بعض القوى ولو طالعنا وتفحصنا ماهية الخطاب السائد اليوم لوجدناه خطابا خرج قليلا من تداعياته الطائفية المعروفة ودخل مرحلة النزعة القومية فبعد نجاح الخطاب الطائفي ووصوله الى مرحلة باتت مكشوفة اتجهت الخطط لافتراض عدو جديد يتمثل بالضد القومي حتى اوشك الشارع الكردي لايطيق لفظ كلمة عربي والشارع العربي تعامل بنفس الروحية وتعامل مع الكردي وتبادل معه النبرة والنغمة المرفوضة ولولا البقية الباقية من ود قديم يجمع القوميتين بفعل التاريخ المشترك وسنوات المحنة لرأينا توجها اخر وردة فعل اخرى من الطرفين سببها كما هو معروف تعالي قادة القوى وتخطيطهم لابقاء الانصار في دائرتهم وعدم ذهابهم قريبا الى قوى اخرى من ذات القومية او ذهابهم بعيدا الى قوى من قوميات اخرى بفعل التفاعل وتطابق النظرة في الوصول الى المرجو من المشروع السياسي ولعل القوى الكردية التي تبادلت الغزل مع المالكي (التغيير) كانت مستهدفة من الجانب الكردي نفسه (البارزاني وحزبه ) وان نحت هذا المنحى لكانت قد رفضت من جمهورها وتعرضت لحرج كبير. لذلك فهذه الازمة ابرزت بلا ادنى شك طبيعة الخطر الداهم الذي يحيق بالمكون الكردي وجعلت قياداته على المحك وهذا ما كشف عنه احد اعضاء حركة التغيير الذي قال بالحرف "اننا باقون في اطار التحالف القومي الكردي لكننا لازلنا نمارس دور المعارضة السلمية بوجه ساسة اربيل مع قناعتنا بان الخطر الذي يصورونه ليس بهذا الحجم" وهذا يكشف قطعا عن امور مستترة اشرت اليها انفا ابرزها ان اللجوء للمكون في ظل هذه الظروف المختلقة لايعني التسليم بانه مستهدف بل لان عدم ركوب الموجة سيعني انحسار شعبية حركة التغيير ولجوء جمهورها الى اطراف كردية تفكر بنفس طريقتهم وهي الحفاظ على الخطاب الكردي موحدا رغم ما قاساه هولاء الانصار من تضييق وقمع من قبل حكومة اربيل ابان حرب الانتخابات الكردستانية الاخيرة .اما الموقف في الجبهة الاخرى فهو عين ما نراه اليوم من هجوم على الاخر بان السبب في اضعاف الحكومة على اعتبار انها حكومة شيعية يقودها حزب شيعي (الدعوة) لايقل تاريخا عن الاحزاب الكردية في نضاله ووقوفه بوجه الديكتاتورية ولان اسهم الحكومة التي يمثلها هذا الحزب بدأت بالتراجع والانخفاض بسبب شبهات الفساد وعجز بعض الجهات الحكومية عن ايجاد الحلول لذلك كان لزاما عليها التفكير بطريقة اخرى تبرر لها كل ذلك التقصير والعجز من خلال اختلاق ازمات والعزف على وتر ان الاخرين يقفون في وجه أي عملية اصلاح ومن جهة ثانية فأن القوى الشيعية من ذات المكون تصور بقصد ان فيها الفاشل كوزراء التيار الصدري والفضيلة الذين يحملهم المالكي مسؤولية الاخطاء ويتبرأ من هذه الاخطاء ببث خطاب (الجماعة مام ساعدينه) و(كلمن يشتغل الحزبه) وفيها ايضا المعارض لبعض توجهات المالكي كالمجلس الاعلى الذي يسعى لبناء شخصية تلعب على كل الاوتاروتحاول ايجاد التوازن لهذا فهو يتعرض للتسقيط ايضا تحت يافطة جماعة الحكيم ما داعمين رئيس الوزراء ويمنعون تحقيق الاجماع الشيعي .فيما يبقى المكون السني باختلاف قياداته وجهاته الداعمة في الخارج ممثلا بالقائمة العراقية الذين يلعب بعضهم دور المنافق فيد تصافح المالكي وتشجعه وهذا ما سمعناه في تصريحات بعض قيادتها بتحميل المالكي مسؤولية امتلاك البيشمركة للاسلحة الثقيلة وهو بمثابة دافع للمالكي للاستمرار بنهجه التصعيدي واخرى تربت على اكتاف مسعود وتريد ان تكون وتبني معه تحالفا بديلا للتحالف الشيعي الكردي الذي يوصف بالتاريخي. وللحقيقة لابد من قول كلمة ان اغلب القوى كردية وشيعية وسنية اذا استثنينا منها بعض الشخصيات والكيانات وهي تعد على اصابع اليد الواحدة اغلبها استهوته اللعبة ليحافظ على جماهيريته ويعززها ليقال عن بعض شخوصه بطل الكرد القومي وقائد الشيعة الضرورة وزعيم السنة معيد الامجاد وحامي حمى المله وغيرها من القاب يراد لها ان ترسخ في وجدان المواطن العراقي البسيط الذي لم يحصد غير الازمات واستهتار القوى السياسية بمصيره ومستقبله لذلك فهذا الخطاب بات مكشوفا وهذا النهج العقيم سيجلب الويلات بمجرد ان يتقمص احدهم الدور ويندفع بحماقاته ليعلن حربا حقيقية الجميع فيها خاسر عندها لن يكون هناك بطل قومي ولا قائد ضرورة ولا صانع امجاد لان ذلك الموعد سيكشف عورتهم ويعريهم لكن للاسف ان من سيدفع الثمن في النهاية من وراء هذه الحماقات هم ابناء الشعب العراقي الذي يعبر عنهم دائما ب(ولد الخايبة) فالى متى سيكون اولاد الخايبة مطيتكم يامن تريدون الوصول والبقاء مخلدين في كراسي السلطة الى الابد,, اعتقد انهم اكتشفوا اللعبة مبكرا وسيقول بعضهم كلمته عن قريب ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك